لا تزال الإذاعات التقليدية تتمتع بأهمية قصوى في عدد من البلدان، وخاصة تلك التي حالت ظروفها بشكل أو بآخر دون ظهور طفرة في وسائل الإعلام الجديدة، وفي بلدان تعيش نزاعات مزمنة ودامية مثل الصومال يعتبر اغتيال الصحفيين سلاحا فعالا، حتى تتحول إلى هدف رئيس في معارك إثبات النفوذ وتصفية الحسابات بين ميليشيات النزاع المختلفة، أو في سياق إسكات الأصوات المستقلة التي تحاول إسماع الناس الحقيقة. أبوظبي (الاتحاد) - مؤخرا أصيب الصحفي الصومالي الذي يعمل في إذاعة «شبيلي» المحلية، محمد محمود توريري بجروح بالغة في رأسه بعد تعرضه ليلا لهجوم من قبل مسلحين. وقالت تقارير من الصومال إن ذلك يأتي في إطار سلسلة عمليات اغتيالات كان يتعرض لها الصحفيون الصوماليون الذين يعملون في ظروف أمنية صعبة. وسبق للصحفيين الصوماليين أن واجهوا عمليات اغتيالات متتالية على أيدي مسلحين مجهولين حيث قتل خلال هذا العام 15 صحفيا صوماليا، بينهم ستة قتلوا في حوادث متفرقة في مقديشو خلال شهر سبتمبر الماضي الذي يعتبر الأكثر دمويا بالنسبة للصحفيين الصوماليين. نمو ملحوظ تعبر هذه الأرقام عن نمو الجرائم ضد الصحفيين بشكل ملحوظ وخطير، ففي العام 2011 وبحسب أرقام جمعية الصحفيين الصوماليين قتل 4 صحفيين في الصومال وأصيب 6 آخرون، فيما اعتقل 15 صحفيا لفترات مختلفة في أنحاء البلاد. كما شهد العام الجاري مقتل واحد من أشهر الإعلاميين وهو الصحفي فارس جيمس عبدالله، الذي قتل في مطلع مايو الماضي وهو عائد إلى منزله. وعبر الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين الشهر الماضي، في تقرير لرصد الانتهاكات بحق الصحفيين، عن قلقه البالغ تجاه اعتقال صحفييْن صومالييْن كانا يعملان للمحطات الإذاعية المحلية بمقديشو مثلما عبر عن قلقه من استمرار الحظر المفروض على محطة هورسيد الإذاعية في منطقة بونت لاند. وتحدث الاتحاد كذلك عن أن جهاز الأمن الوطني ألقى القبض على الصحفي جامع أوكن الذي يعمل لإذاعة «كلمية» المحلية، التي يقع مقرها الرئيس في مقديشو، وكذلك على الصحفي خضر محمود حريد، الذي يعمل رئيسا للبرامج الإخبارية لإذاعة جوبجوج المحلية في مقديشو ومراسلا في كيسمايو. ... المزيد