تتصدر «الحديقة السرية»، للفنان الايراني فرهاد مشيري، الأعمال التي أعلنت عنها دار كريستيز للمزادات، أمس، في فندق أبراج الإمارات في دورتها ال14، وذلك من حيث القيمة التقديرية، فمن المقدر أن تبدأ المزايدة عليها من مبلغ يتخطى مليون درهم. وتشمل الأعمال التي ضمها المعرض الذي سيكون مفتوحاً خلال اليومين المقبلين، وستتم المزايدة على الأعمال الفنية يومي 16 و17 من الشهر الجاري، مجموعة من اللوحات المعاصرة والحديثة من العالم العربي وإيران وتركيا، فيما تتميز هذه الدورة بزيادة الأعمال الإفريقية، التي وصل مجموعها إلى 23 عملا ضمن جزئي المزاد الذي يشمل 121 عملاً. أعمال ساعات نادرة تعرض في صالة جانبية مجموعة من الساعات النادرة، يصل عددها إلى 35 ساعة، وستطرح للبيع في مزاد جنيف في مايو المقبل. وقدم اخصائي الساعات والمجوهرات في دار كريستيز في الشرق الاوسط، فريدريك واتر واترلوت الساعات، قائلاً إن المجموعة «تضم عدداً من الساعات التي تنتمي الى العصور الكلاسيكية القديمة»، مبيناً أن الساعات تتميز بالميكانيكية العالية للساعات، وكذلك التصاميم التي لن تتكرر لدور الساعات المهمة والمعروفة عالمياً كرولكس وباتيك فيليب». أما السنوات التي تنتمي اليها الساعات فبعضها يعود الى القرن الثامن عشر، وبعضها يتسم بالحديث. ولفت الى أن الاسعار التقديرية للساعات تبدأ من آلاف الدولارات لتتخطى المليون، مبيناً وجود الكثير من الساعات النادرة التي لم يتم إحضارها الى دبي ضمن المعروضات، ومؤكداً وجود الكثير من ساعات الجيب إلى جانب الساعات اليدوية السويسرية. مديرة المزاد هالة خياط. تواصل كريستز اهتمامها بعرض الأعمال التي تنتمي الى الفن المعاصر والحديث، مع اهتمام الدار بتقسيم المزاد الى قسمين، وسيشمل القسم الأول 29 عملا متميزا بالندرة لجهة التقنيات والقياس لرواد الحركة الفنية الايرانية والعربية والتركية. وتعد لوحة الحديقة السرية للفنان الايراني فرهاد مشيري، أبرز أعمال هذه المجموعة التي تتميز برسم الفنان لنفسه، واستخدامه أكثر من تقنية في العمل، بدءاً من الرسم ووصولاً إلى وضع الاكريليك على طريقة الحلويات واستخدام الكريستال، الى جانب عملين للفنان نفسه يتميزان بالتقنيات التي يتبعها في تكسير الاكريليك على اللوحة. إضافة الى أعمال مشيري، تضم المجموعة أعمال تعد من المجموعات النادرة لصليبا دويهي وشفيق عبود ولؤي كيالي وفاتح مدرس وبول غواروغسيان وعادل السيوي. وتستكمل الأعمال الايرانية ضمن هذه المجموعة مع محمد احصائي وبارفاز تانافولي وريزا ديراكشاني. أما الجزء الثاني من الأعمال فيشمل مجموعة واسعة تصل الى 92 عملاً، وتضم مجموعة واسعة من الأعمال العربية لرواد الحركة الفنية في العالم العربي في الفن المعاصر والحديث، الى جانب مجموعة من الفنانين الشباب الذين أخذوا هذا الاتجاه. وتضم المجموعة أعمالاً لكل من شفيق عبود وضياء عزاوي، ومروان، وعبدالرحمن كتناني، الى جانب عملين من الإمارات هما العمل التصويري للطيفة بنت مكتوم، وعمل الفنان خالد البنا. ويعد توسيع فئة الأعمال التصويرية أبرز ما يميز هذه الدورة، الى جانب وجود الكثير من الأعمال التركية التي تحمل من تراث البلد وحرفه، فتبدو المنحوتات وكأنها محاكة على طريقة «الكروشيه»، وقد افتتحت الى جانب صالات عرض الأعمال المعروضة في المزاد، صالة خاصة لعرض بعض الأعمال التي ستطرح في مزاد لندن في 25 الشهر الجاري، والتي تنتمي الى الفنون الإسلامية والهندية. مزايدة المدير التنفيذي لدى دار كريستيز في الشرق الأوسط، مايكل جها، لفت إلى أن الأعمال التي بيعت في المزاد منذ سبع سنوات قد وصل أصحابها إلى العالمية، إذ تعرض أعمالهم اليوم في أهم المتاحف العالمية والمؤسسات العريقة حول العالم. وشدد على أن سياسة الدار لا تتوجه الى عرض أعمال المخضرمين والرواد فقط، بل تتجه أيضاً الى الرسامين المبدعين الصاعدين من المنطقة. وقالت مديرة المزاد، هالة خياط ل«الإمارات اليوم»، إن «لوحة فرهاد مشيري حازت أعلى تقدير من قبل الدار لجهة السعر الموضوع عليها، لكن هذا لا يعني أنها ستحصد السعر الأعلى، فمن الممكن أن تكون المزايدة أكثر على لوحة أخرى، لكن اللوحة تتميز بكونها تجمع كل ما قدمه مشيري من تقنيات، وكذلك حجمها وأيام العمل التي أنجزت خلالها». واعتبرت خياط أن الدار لا تهتم بتقديم الاختلاف، وليس هناك أي شيء مختلف في هذه الدورة ،وهذا مهم، لأنه يعكس استمرار الدار مع الأسماء المهمة وأعلام الحركة الفنية في المنطقة، وهناك بعض الأعمال التي تتميز بكونها يصعب الحصول عليها، ومن هنا يصبح المزاد أكثر تميزاً. وشددت على أن فن التصوير يضم أعمالاً أكثر من السنوات الماضية، لأن هناك وعياً بأهمية المشهد الفني المتكامل الذي يبتكر من قبل المصور، مبينة أن الفنان المعاصر يستخدم أدوات عصره، لذا نجده يستخدم النيون والأضواء وكل ما يحيط بهم، مشيرة الى وجود بعض الفنانين الذين يستخدمون مواد تعبر عن توجهاتهم السياسية أو التي تنتمي إلى الحرف الخاصة ببلدهم. ورأت خياط أن سوق الفن الايراني الرائج في دبي له أسباب تبدأ من التقارب الجغرافي، إلى جانب احتواء فنهم على الخط العربي والموضوعات التي تعد مرغوبة في العالم العربي. وشددت مديرة المزاد على أن الدار تتبع اللوحة، ولا يتم عرض الأعمال وفقا للبلدان التي تنتمي اليها، وهذا الذي يوجد اختلافاً بين الدورات لجهة طغيان أعمال بعض البلدان على أخرى.