لم أكن من المصدومين لخبر تقلص عدد المعلمين القطريين إلى %20 في المدارس المستقلة. بينما قبل مشروع «تعليم لمرحلة جديدة» وصلت نسبة المعلمات القطريات ل %80 في مدارسنا، وعدد المعلمين %50! لأنني كنت شاهداً لمؤشرات هذه المرحلة، مرحلة السقوط والهروب والعزوف. بدأت بتسليم رقابهم لمدير المدرسة المسمى بمشغل المدرسة! بدأت بمقولة توجه لهم «الطالب يجيب لي فلوس وأنت تاخذ مني فلوس»! بدأت بورش عمل وتحضيرات وتطبيقات لا أول لها ولا آخر! بدأت بتكليفات لا علاقة للمهنية التعليمية بها بصفة مباشرة أشغلته وأنهكت قواه العقلية قبل البدنية! بدأت بالكثير من التجاوزات في حقوقه المهنية وفي التعامل معه، لذلك فضل الهروب! هذا التقلص في العدد لا شك في أنه تقلصت الكثير من الجوانب التربوية والتعليمية، خاصة لدى الطلاب والطالبات. ومع هروب المعلم القطري واستبداله بالمعلم غير القطري، الذي لن يكون ملكياً أكثر من الملك (مشغل المدرسة)! الذي تعلم من (هيئة التعليم) كله تمام أفندم! غاب الاحترام والتقدير وجدية التعامل في المدارس وتصاعد على أثره النقيض من ذلك، من السلوكيات المرفوضة في التعامل مع المعلمين بشكل عام، وتعزز ذلك بضعف إدارة المستقلات أمام تدخل هيئة التعليم، التي ليست لديها أية آلية تقويم سوى اللائحة الداخلية التي حددتها بأن الطالب دائماً على حق! تقلص عدد المعلمين القطريين إلى %20 في مدارسنا هو مخاض عبث تعليمي وإداري، وتقارير كاذبة وفوضى التعيين والتراجعات والتجاذبات وغياب الوضوح في التوجه ناهيك عن الاستراتيجية! كل ذلك أوجد بيئة طاردة للمعلم القطري، ويشهد الله أنني مع السنوات الأولى لهذه المبادرة ظهرت مؤشراتها وذكرتها، وتوجهت بها مباشرة إلى المسؤولين منبهاً ومحذراً وناصحاً لهم تدارك المعلم القطري، ولكنهم لا يحبون الناصحين! وصورت لهم عقليتهم العقيمة أن بالراتب يمكن استعادتهم -القطريين- لاحقاً، ونسوا أموراً أخرى هم لا يشعرون بها، ذكرتها أم أحمد Dl3qatar1 في «تويتر» وهي معلمة في إحدى المدارس المستقلة تقول: حاولت أطلع أكثر من مليون مرة وفشلت، وما زلت أدور على مكان بعيداً عن المستعلة أشتغل فيه بكرامة واحترام. الخلاصة: المعلمون من ذكر وأنثى يبحثون عن الكرامة والاحترام، وهي مفقودة في المدارس المستعلة، أكرر المستعلة!