واصل المتمردون في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تقدمهم حتى أصبحوا على بعد بضعة كيلومترات قليلة من مدينة غوما عاصمة إقليم شمال كيفو. وقال متمردو جماعة ام 23 إنه ليس لديهم النية للاستيلاء على المدينة، لكن السكان يخشون من إمكانية سقوطها في أي لحظة. وندد مجلس الأمن الدولي مطلع الأسبوع الحالي بهجمات المتمردين، وطالب بوقف الدعم الخارجي للمتمردين في شرق الكونغو، مشيرا إلى أنهم مسلحون بشكل جيد. وندد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتقدم جماعة ام 23، ودعا الرعايا البريطانيين إلى مغادرة غوما. وقال إنه "يجب على أي مواطنين بريطانيين في غوما مغادرتها، ويجب على أي (منهم) في الكونغو الديقراطية متابعة تحذيرات السفر المحدثة لوزارة الخارجية البريطانية". ولا تزال القوات الحكومية وقوات الأممالمتحدة تسيطر على مطار غوما، لكن الأممالمتحدة تقول إن الوضع الإنساني يزداد سوءا، في ظل وجود نحو 60 ألف من المشردين بالداخل والفارين من أعمال القتال". وذكرت الأممالمتحدة أن أكثر من عشرة آلاف من المدنيين الفارين من القتال شوهدوا وهم يمرون بالقرب من المطار الأحد. انتشار قوات الأممالمتحدة وقالت الأممالمتحدة إن قوات حفظ السلام التابعة لها تصدت للمتمردين خلال تقدمهم إلى المدينة طوال يوم الأحد باستخدام الصواريخ والمدفعية والمقاتلات المروحية. وبالرغم من نشرها 17 وحدة للرد السريع من خلال دوريات في أنحاء المدينة، فإن الأممالمتحدة وصفت الوضع في غوما بأنه "مضطرب للغاية". وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة كيران دوير "هناك خطر حقيقي من إمكانية سقوط المدينة في أيدي (جماعة) ام 23" المتمردة. وهناك 270 من الموظفين الدوليين التابعين لقوات حفظ السلام في الكونغو في غوما، بينما هناك 355 موظفا دوليا إضافيا تابعين للأمم المتحدة في المدينة. وأضاف دوير "إننا ندد بقوة بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان الدولية وحقوق الإنسان من جانب ام 23". وأكد أنه "يجب وسيتم محاسبة قادة ام 23 على أفعالهم". دعم خارجي ويؤكد خبراء الأممالمتحدة أن هناك أدلة على دعم رواندا وأوغندا للمتمردين، وطالبوا مجلس الأمن هذا الأسبوع بفرض عقوبات على مسؤولين بارزين في رواندا جراء ذلك. ونفت الدولتان بشدة هذه الاتهامات، ودعت رواندا كلا الجانبين إلى وقف القتال. وأعمال القتال هذه هي الأخطر منذ يوليو/تموز الماضي في شرقي الكونغو الغني بالموارد والذي تعاني معظم مناطقه من غياب القانون. وفر نحو 500 ألف شخص من منازلهم منذ أبريل/نيسان حينما بدأ التمرد في الجيش. وفرضت الأممالمتحدة وأمريكا حظر سفر على قائد المتمردين سلطاني ماكينجا وقامت بتجميد أصوله، حيث تمتلك الأممالمتحدة قوة كبيرة بالكونغو الديمقراطية لمساعدة الحكومة في السيطرة على المنطقة الشرقية التي تعاني غياب القانون.