مشعل: لا نملك توازن القوة لكننا حقّقنا توازن الردع والحرب قال خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- إن المقاومة الفلسطينية حقّقت التوازن مع إسرائيل خلال 48 ساعة، وإن أهداف إسرائيل من العدوان على قطاع غزة "فشلت"، وذلك على حد قوله. وأوضح مشعل، خلال مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة عصر اليوم (الإثنين): "المقاومة نجحت في قلب السحر على الساحر، وفي 48 ساعة قلبت موازين القوى"، مشيرا إلى أن إسرائيل أرادت ترميم قدرتها في الردع لكنها لم تُفلح. وأتبع: "لا نملك توازن القوة، لكننا حقّقنا توازن الردع والحرب.. والمقاومة في صعود". وأوضح: "العدو الصهيوني أراد تحقيق نجاحات على حساب شعبنا، وأراد أن يختبر مصر الجديدة بعد الثورة، فكان الجواب غير الذي توقّعه، أراد أن يختبر دول الربيع العربي، فكان العرب عند حسن ظننا وليس ظنهم". وأضاف: "أراد نتنياهو أن ينجح في الانتخابات، وأن يظهر بدور البطل فيسدد ضربات تظهره صقرا ومنجزا وهو اليوم قلق، أراد هذا العدو أن يجرّب أسلحته وقبته الحديدية لتسويقها، إلا أن سلاح غزة المحدود أربكه وما طوّره في السنوات الماضية، وبالتالي كشف نفسه دون أن يستر عورته". جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة لشرح آخر تطورات الوضع على أرض غزة، وجهود التهدئة، وآخر ما وصلت إليه الوساطة المصرية في هذا الشأن. وقال: "نتنياهو أراد تحقيق ثلاثة أهداف مع رسائل عديدة ولكنه لم يفلح، لا شك أنه نجح في اغتيال القائد البطل أحمد الجعبري، كذلك أراد أن يرمم قدرته في الردع ولكنها فشلت، وأراد القضاء على البنية التحتية للمقاومة، ولكن المقاومة ردت عليه عمليا بالفعل وليس بالقول، كذلك أراد أن يوجّه رسالة إلى أبناء غزة أنه يستطيع أن يضرب كيفما يشاء وفي أي وقت شاء، لكن شاركناه زمام المبادرة بالرد عليه رغم فارق الإمكانات، وبالتالي أهداف العدو فشلت". وأوضح: "المعنويات في الأرض عالية، وتستطيعون المران عليها، بعكس معنويات نتنياهو وفريقه الذي يتسلح بكل سلاح تقليدي وغير تقليدي". وشدد مشعل طبقا لما أوردته وكالة الأناضول أنهم يعتزون بسيناء ومصر كلها، لكن لا بديل لأهل غزة عن فلسطين ولن تكون سيناء بديلا لأهل غزة عن أرضهم. وقلل مشعل من أهمية ما يتردد عن توطين أهل غزة في سيناء، وقال: "لم يطرح علينا انتقال بعض الفلسطينيين إلى سيناء من الأساس ولا نقبل هذا السيناريو". مضيفا: "أقول لأهل مصر كونوا مطمئنين، فغزة تواجه الحروب منذ 1967 ورغم ذلك لم يخرج أهلها منها". وشدد على أن الحرب لن تدفع أهل غزة لهجرة أراضيهم لأنهم يعتزون بها، وأوضح: "أهل غزة الذين يقيمون بالخارج يحرصون على العودة إليها خلال الحرب عليها، كما فعل أحد الشباب اليوم الذين أعرفهم بشكل شخصي وودعته في طريقه إلى القطاع". وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "أرض غزة من أرضكم، وأرضكم من أرضنا والجيش المصري طالما دافع عن شعب غزة". وفي سياق آخر أكد: "إننا في أول المعركة، وهناك جهد مصري تركي قطري لوقف العدوان، ولا نتحدث عما يجري في الإعلام". وأردف: "أقول الضحية لا يعرض على القاتل ضمانات ولكن على القاتل الخروج من أرضنا، وليس على الشعب الفلسطيني أن يبادر بتقديم ضمانات لأنه ليس القاتل". واستطرد: "نحن كفلسطين لا نلقي عبئا على مصر، ونحن ندرك ظروفها، ولكن نقول لهم مصر القوية مكسب لنا ولها". وشدد على أن الفلسطينيين حريصون على أمن سيناء كما يحرص عليها أهل مصر. كما أعلن عن أنه يتواصل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاستغلال الظرف الحالي من أجل الوحدة الفلسطينية.