GMT 0:01 2013 الجمعة 19 أبريل GMT 2:17 2013 الجمعة 19 أبريل :آخر تحديث مواضيع ذات صلة عصام عبداللطيف الفليج هناك أصابع خفية تريد الإساءة للوطن وتفتيت وحدته بالأكاذيب ساءني كما ساء العديد من الناس التمادي في التطاول على الذات الأميرية، فلا يوجد أطول بالا من سمو الأمير حفظه الله، الذي تحمل ومازال كل النقد العلني وغير العلني لأفراد أسرته ولرموز البلد، في حرية غير مسبوقة في العالم كله، ولم نسمع طوال هذه السنوات عن معتقل سياسي أو فكري، حتى أمريكا بلد الحرية فيها معتقل «غوانتانامو»، وفي الوقت الذي تجاوز سموه عن الكثير، نجد المحاكم مليئة بالقضايا بين مواطنين لتهم تطاول بسيطة بينهم، ومع ذلك.. ما يزال الناس في انتقاد دائما للحكومة وللسلطة، ومازالت سعة الصدر قائمة، وفي ذلك صبت في صحيفة سموه حسنات لا حد لها. لا أريد الخوض في الخلافات التفصيلية والسياسية، فكل يغني على ليلاه، وكل يريد مبتغاه، صادقا كان أو كاذبا، وكل ما يجري في البلاد لا يسر الخاطر من انحدار غير مسبوق في توزيع التهم بلا حدود، حتى أبناء الأسرة الذين ابتعدوا عن السياسية أصابهم الطشار، واستمرار تقسيم البلد الى طوائف وقبائل وعوائل وعقائد وتيارات وأحزاب، وتخوين الطرف الآخر لأي اختلاف، والفجورة في الخصومة، حتى يظن أي مواطن – بل يتأكد – ان هناك أصابع خفية تريد الاساءة لهذا الوطن، وتفتيت وحدته بالأكاذيب، مقابل فئات شعبية تستقبل تلك الاشاعات بالتفاعل معها وبحرقة واندفاعية دون التحقق منها. ان حماية الذات الأميرية هي حماية لاستقرار البلد، وسمعتها الدولية، وأسلوب تعامل الأجيال القادمة معها، فالتعامل مع سمو الأمير ليس كغيره.. قانونا وشرعا، وولي الأمر جاء في الطاعة بعد الله ورسوله، ولست مؤطرا ذلك شرعا، فهذا اختصاص الشرعيين، ولكني مبسط للقضية ولذلك التهويل، فتاريخ الكويت شاهد على العلاقة بين السلطة والشعب وتطورها، ففي الكويت أول مجلس شورى منتخب في منطقة الخليج العربي، وسبق في ذلك العديد من دول العالم، والذي وضع الدستور هو أمير الكويت، والذي منح المكاسب السياسية والمالية والادارية للشعب هو الأمير، وكان بامكانه التعامل كما هي دول الخليج الأخرى، لكنه والأسرة الحاكمة رأوا ان مصلحة البلد بهذا الدستور والمشاركة الشعبية، ومنح المواطنين حقوقا ومكاسب، لأنهم شاركوا في بناء هذا الوطن. وتم تأكيد ذلك كله في مؤتمر جدة، ثم في بيعة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله. التساؤل الذي يطرح نفسه.. لمصلحة من هذا التطاول على الذات الأميرية؟! ما مصلحة أفراد المجتمع بهذا التطاول؟! وهل ننساق وراء المتنفذين والفلول والشبيحة.. وباقي المصطلحات للتطاول على سمو الأمير لتحقيق مآربهم؟! ألا توجد طريقة للتفاهم وابداء الرأي سوى التطاول على الذات الأميرية؟!! الأخطاء كثيرة ولا تشيلها الجمال كما قال سموه، والتجاوزات القانونية والشرعية لا حد لها، فهل نعالج الخطأ بالخطأ، وهل نكافيء المخطيء بالمديح؟! ما يجري هنا وهناك هو ردود أفعال وتصفية حسابات، والشعب ليس له ناقة ولا جمل في ذلك كله، بل عدد كبير منها مسرحيات أبطالها رموز سياسية، والشعب يصفق لها بلا شعور!! ولحق ذلك انحدار لفظي غير مسبوق في مجلس الأمة، كنت أتمنى من رئيسه المعروف بأدبه وحسن خلقه بضبطه ومنعه، واسفاف اعلامي غير مسبوق في بعض وسائل الاعلام، كنت أتمنى من وزير الاعلام الخلوق والأديب مخالفتها ومنعها، لأن ذلك يمثل استفزازا للناس، وتفتيتا للشعب، مما يجعلهم ينكفئون لا شعوريا نحو المعارضة، لا حبا لها، ولكن كرها ورفضا لما يجري في البرلمان والساحة الاعلامية. يا جماعة.. كافي فتن، ولنحفظ كويتنا من التمزق والتشرذم، فالمخاطر العالمية حولنا أشد مما نحن فيه، وأسأل الله ان يرشدنا جميعا الى الصواب.. آمين.