توسعت في الآونة الأخيرة رقعة المدارس العالمية في كافة مدن المملكة العربية السعودية، ونظرًا لما تَميَّز به بعضها من إمكانات عالية المستوى في برامجها ومناهجها التعليمية وكوادرها البشرية، وبما أن اللغة الإنجليزية هي العامل الرئيس في مناهجها، أقبلت بعض الأسر السعودية إلى إلحاق أبنائها بها. من إيجابيات التعليم العالمي أن مناهجه تعتمد على الأنشطة المكثفة والدقيقة، وإتقان الطالب للغة الإنجليزية تحدثًا وكتابةً، وهذا بحد ذاته يُمثِّل طريقًا مفتوحًا أمامه كي يتمكن من الالتحاق بالتعليم العالمي في أي جامعة عالمية؛ دون أن تقف في وجهه أي مشكلات أو عقبات، كما تمتاز مخرجات بعضها بالقوة، إلا أن الخطر يكمن في أن المتعلم بها يقف أمام هوة سحيقة بين ما نشأ عليه من قيم دينية وسلوكية وعادات وتقاليد؛ وبين ما يتلقاه من تعليم عالمي تجعل توازنه العقدي والقيمي يختل، فالتدريس في المدارس العالمية يُسند إلى كوادر تُمثِّل وتنقل ثقافات وتوجهات وفكر وتاريخ وحضارات دول تلك المناهج، وفي المقابل يتم الالتفاف على الأنظمة والتعاميم التي نصت عليها وزارة التربية والتعليم وتُقلِّص حصص تدريس المواد الشرعية واللغة العربية، والتي يتم إسنادها إلى معلمين غير مؤهلين في تدريسها؛ كما ينبغي أن يكون عليه تدريس ديننا ولغتنا العربية. وأمام التزايد المفرط في أعداد الطلبة السعوديين الملتحقين بالمدارس العالمية.. هل يكشف هذا أن هناك قصورًا في خططنا وبرامجنا التعليمية!؟.. أم أن تعليمنا بمنأى عن متطلبات العصر!؟.. وأن مناهجنا تشكو السطحية والهشاشة!؟.. وأن أهدافنا التعليمية تنظيرية وبينها وبين الواقع بون شاسع!؟. حتى لا تضيع الهوية الدينية واللغوية والوطنية وتتسرب من قلوب أبنائنا الملتحقين ببعض المدارس العالمية، وللوفاء بمتطلبات العصر التعليمية علينا أن نمسك العصا من منتصفها.. بأن نُفعِّل الرقابة الدقيقة والمستمرة على تلك المدارس، التي تحمل مناهجها توجهات خطيرة قد تمس الدين واللغة والقيم، والأخذ من خبراتها ودمجه مع خبرات التعليم الحكومي، وتأطيرها في منهج يتوافق مع توجهاتنا ويرقى في محتواه لمستوى العالمية. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain