في خضم التحركات الثورية التي تشهدها مصر مؤخراً، تقف القوى المعارضة؛ لتعول على التظاهرات المرتقبة في 17 مايو الجاري، وتظاهرات 30 يونيو كذلك، وهي التظاهرات الساعية نحو تحريك موجة جديدة من ثورة يناير؛ لإسقاط الشرعية عن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في وقت شهدت القاهرة أمس صدامات عنيفة بين قوات الأمن ونشطاء من حركة «6أبريل» خلال محاكمة الناشط أحمد دومة بتهمة إهانة مرسي. وعلى نحوٍ باتت فيه شرعية الجماعة مهترئة ومهتزة بقوة بالشارع المصري؛ ما عزز من انضمام كثير من المؤيدين السابقين للرئيس إلى صفوف المعارضة، تزامناً مع ما يلقاه النظام من معارضة قوية داخل تياره «التيار الإسلامي» تمخضت في عدول جبهة كبيرة من السلفيين إلى الهجوم على النظام، والخروج عنه. أما التظاهرات الأولى والتي من المقرر أن تنطلق شعلتها في 17 مايو الجاري، والتي دعا إليها الناشط السياسي والحقوقي خالد علي مع عدد من الحركات الثورية والنشطاء العماليين، والتي تشارك فيها كذلك حركة شباب 6 أبريل تحت شعار «جوّعتونا»، فهي تندد بالأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها المصريون الآن في ظل إخفاق نظام مرسي في تحقيق العدالة الاجتماعية، أو التعبير عن روح ثورة يناير. والتظاهرات الثانية، والتي تتواكب مع مرور عام كامل على تنصيب مرسي رئيساً لمصر والمقررة في 30 يونيو المقبل والتي تعلن فيها حملة تمرد عن نتائج حملتها النهائية، لسحب الثقة من الرئيس، فقد أعلن عدد من القوى السياسية، والأحزاب، والقوى الشبابية الفاعلة مشاركتها فيها كذلك، للمطالبة بإسقاط نظام مرسي في عامه الأول، وإجراء «انتخابات رئاسية مُبكرة». محاكمة شعبية ووفق ما يُرتب له نشطاء، فمن المقرر أن يشهد يوما 17 مايو و30 يونيو «مُحاكمة شعبية» لنظام مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، في وقتٍ أعلنت فيه الجبهات الشبابية عن مشاركتها في كافة الفعاليات الثورية المقبلة مع تصاعد وتزايد حدة الانتهاكات التي يقوم بها النظام الحالي. شرارات تتطاير ويصف المراقبون الفعاليات الثورية المُرتقبة على كونها شرارات تتطاير؛ لتُلحق الضرر بنظام مرسي، وتنال من شرعيته وشعبيته، وتضعف كذلك جبهة الإخوان المسلمين، وخاصة في ظل لجوء جملة من الشباب والقيادات كذلك داخل التيار السلفي للانقلاب على النظام المصري الحالي وآليات اتخاذ القرار لدى جماعة الإخوان، ما يجعل الغضب الشعبي في عمومه يمثل نسبة كبيرة من الشارع، وبالتالي فالمشهد السياسي لم يصبح قوى مدنية في مواجهة التيار الإسلامي، بل بات في سبيله؛ ليكون قوى معارضة مختلفة الأيدلوجيات في مواجهة فصيل الإخوان المسلمين وحده!. اشتباكات عنيفة اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين عشرات من المعارضين المصريين وعناصر من الأمن بمحيط محكمة القاهرة الجديدة، أسفرت عن مصابين. وأبلغ شاهد عيان أن عشرات من أعضاء حركة «شباب 6 أبريل» المعارضة ونشطاء سياسيين تظاهروا داخل محكمة القاهرة الجديدة، مطالبين بالإفراج عن الناشط السياسي أحمد دومة الذي يُحاكم بتهمة إهانة رئيس الجمهورية. وأضاف أن عناصر الأمن وفريق الدفاع عن دومة، طالبوا المتظاهرين بالخروج من المحكمة حيث أكملوا تظاهرهم بالخارج، ووقعت ملاسنات تطورت إلى اشتباكات مع عناصر الأمن المكلفة بحراسة المحكمة الذين استخدموا الهراوات لتفريق الذين قاموا برشقهم بالحجارة، ما أسفر عن إصابة عدد من المحتجين بكدمات. وفي وقت لاحق، قررت محكمة جنايات القاهرة الجديدة، ، حجز قضية اتهام دومة، بإهانة الرئيس محمد مرسي، للحكم بجلسة 3 يونيو المقبل، وسط هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين. وكانت محكمة جُنح طنطا عقدت برئاسة المستشار مكرم عوَّاد، يوم الأحد قبل الماضي أولى جلسات القضية وقرَّرت تأجيل نظرها إلى أمس، فيما قرَّر وزير العدل المصري المستشار أحمد سليمان نقل محاكمة دومة من مدينة طنطا (مركز محافظة الغربية شمال غرب القاهرة) إلى القاهرة، وهو ما أثار غضب نشطاء سياسيين وحقوقيين واعتبروا عملية النقل عوضاً عن المحاكمة ذاتها بأنها مؤامرة تهدف إلى التخلص من المعارضين. 5 قضت محكمة القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس ببراءة خمسة من أهالي أعضاء جماعة «البلاك بلوك»، وذلك في أولى جلسات استئنافهم على الحكم الصادر من محكمة القاهرة بمعاقبتهم خمس سنوات وستة أشهر وكفالة 30 ألف جنيه وغرامة ألف جنيه لاتهامهم بإتلاف المحكمة والتعدي على موظف عام أثناء تأدية عمله. وعلى الفور عمت الفرحة بين المتضامنين من حركة شباب 6 أبريل والمتضامنين من النشطاء السياسيين.القاهرة-الوكالات