الكويت كانت وما زالت رائدة في العمل التعاوني وكثير من دول المنطقة استفادت من خبرة الكويت في هذا المجال الذي من أهم أهدافه توفير مستلزمات المعيشة الاستهلاكية بسعر تنافسي... وكلمة تنافسي هي التي أشعلت الساحة بين مؤيد ومعارض لقانون التعاونيات الجديد! جاء في التعديلات: اقرار الذمة المالية، الشهادة الجامعية، والصوت الواحد للترشح، ومن وجهة نظري كان لا بد من اضافة شرط السن ليصبح 40 عاما والشهادة الجامعية في تخصص محاسبة أو ادارة ومن لا يملك هذه التخصصات يشترط حصوله على دورات تخصصية في المجالات المتصلة بالعمل التعاوني، وأنا ضد الصوت الواحد لأن شرطي الترشح من تخصص وسن 40 عاما يتطلبان العمل وفق قوائم كي نقضي على مفاهيم الانتخابات السابقة وان كان لا بد فيجب أن يكون نظام الصوت الواحد مطبقا على جميع الاتحادات بما فيها الرياضية! المتابع لأداء الجمعيات وازدياد قرارات حل مجالس ادارات بعض الجمعيات يفهم منه تدني مستوى الكفاءة، فشخص يحمل الشهادة الابتدائية، المتوسطة أو صغير سن ماذا تتوقع منه وهو يتلقى الاغراءات ويقرأ ميزانيات ضخمة (ان كان يجيد القراءة)؟ الخوف من قانون التعاونيات بالنسبة للعاملين في القطاع التعاوني والذين منهم من طالب بالاستقالة في حال تم اقرار القانون الجديد مفهومة تداعياته، والخوف الذي بدا في الأعوام الأخيرة من جانب التجار له تداعياته أيضا لكن تجار الأمس لم يشتكوا: فما المتغيرات؟ أظن والله أعلم أن سلوكيات بعض مجالس ادارات الجمعيات التعاونية كالضغط على التجار وفرض نسب معينة عليهم والمجاني وخلافه قد تكون من الاسباب ناهيك عن اسباب كالمحسوبية والتعيين وقضايا أخرى! مما تقدم، أعتقد بأن الحكومة «بدل أن تكحلها... أعمتها»، فالقوانين عندما تتم مراجعتها فإنها تراجع لبسط صيغة جديدة من شأنها تحسين الأداء وأظن جزئية ارتفاع الأسعار لم تعالجها الحكومة ولم تستطع الحكومة ايجاد حوكمة معينة تحكم طريقة عمل مجالس الادارات في الجمعيات التعاونية بشكل احترافي ناهيك عن غياب التدقيق الداخلي بفاعلية! الشاهد، انني قاطعت انتخابات الجمعيات التعاونية منذ سنوات لعدم قناعتي بمخرجات «الفرعيات» التي معظم من يخوضها لا يفهم دورها الرئيسي بجانب مسؤوليتها الاجتماعية وتوفيرها للأمن الغذائي ومتطلبات الحياة اليومية من خدمات مختلفة! لذلك، نريد لقانون التعاونيات الجديد أن يأتي بصيغة توافقية يساهم في بناء مواده الرجال المخضرمون ممن عملوا لخدمة القطاع التعاوني بعيدا عن أي مكسب آخر... والله المستعان! د. تركي العازمي Twitter: @Terki_ALazmi [email protected]