يحرص الشباب في المرحلة الجامعية على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والتنافسية التي توفرها الجامعات، ويعتقد البعض أن تلك الأنشطة تتسبب في ضياع وقت الطالب وتشتت ذهنه، لاسيما إذا كان في المراحل الأخيرة من الجامعة، أو يدرس تخصصات علمية معقدة . الطلاب الحاصلون على جوائز الدورة الخامسة عشرة من جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أثبتوا خطأ هذا الاعتقاد وضربوا المثل في إقبالهم على الفعاليات والمشاركة في الأنشطة الجامعية، لاسيما الفتيات، اللاتي حصلن على أغلب مراكز فئة "الطالب الجامعي المتميز"، بواقع سبعة للطالبات مقابل واحد للبنين وهو ما يضاف إلى سجل تفوقهن العلمي الذي يتعزز كل عام . شاركت ريم عاشور، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة - جامعة خليفة، في الجائزة بأعمال ومشاركات ثلاث سنوات مضت، كشرط من شروط التقديم، إذ حرصت من أول يوم لها في الجامعة على أن تكون عضواً فاعلاً في الأنشطة الجامعية والمشاركات الاجتماعية . وعن مشاركاتها تقول: أحرص على مساعدة زملائي في تبسيط بعض المواد الدراسية المعقدة مثل الرياضيات، من خلال إعادة برمجة بعض البرامج المعروفة مثل word، وأهوى برمجة الأجزاء الصلبة من الحاسوب بشكل يخدم العملية التعليمية، وهي إحدى نقاط التميز التي مكنتني من الحصول على الجائزة هذا العام . وتتابع: أشرفت مع زميلاتي على تأسيس فرع لجمعية المهندسين للكهرباء والإلكترونيات، وقمت من خلالها بالعديد من الأنشطة مثل المؤتمرات العلمية والرحلات، التي كان لها تأثير كبير في المستوى التحصيلي لنا جميعاً . وعن سر تفوق البنات على البنين في فئة "الطالب الجامعي المتميز" بالجائزة، تعتقد أن المعدل الأكاديمي للفتيات وتفوقهن الدراسي لهما أثرهما الكبيران في ذلك، إضافة إلى أن البنين لديهم اهتمامات وأنشطة أخرى تلهيهم عن فكرة التوثيق وترتيب الأفكار . يتفق معها زميلها حازم الغبرة، الطالب الوحيد الفائز بجائزة في هذه الفئة، في أن معظم الفتيان ليس لديهم القدرة على التوفيق بين مشاركتهم في الأنشطة الجامعية المختلفة، ودراستهم . وإن حدث ذلك، فمعظمهم ليس لديهم القدرة على توثيق أحداث جامعية وشخصية لمدة تزيد على ثلاث سنوات، أما البنات فيتمتعن بقدر كبير من المسؤولية في تنظيم المؤتمرات والفعاليات، ولديهن القدرة على توثيق حياتهم بشكل جيد ومرتب، كما يرى . وعن الأنشطة والفعاليات التي عززت ملف فوزه بالجائزة يقول: حصلت على الثانوية من إحدى المدارس المسائية، ونادراً ما كانت تقوم بأنشطة أو فعاليات، وعندما انتقلت إلى الجامعة شاركت زملائي منذ السنة الأولى في تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والرحلات . وكنت عضواً في الجمعيات الهندسية مثل teee التي أنشأت لها فرعاً في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث . ويضيف: يعتقد البعض أن مشاركة الطالب في الأنشطة الطلابية تؤثر سلباً في المستوى الدراسي، لكن ذلك منافٍ للواقع تماماً، فأنا وكل من حصل على جوائز التميز، من المتفوقين وأصحاب المعدلات الأعلى في الجامعة . أما تماضر الخضر، طالبة بكلية الهندسة قسم الإلكترونيات بجامعة خليفة فكانت تعمل متطوعة مساعدة باحث أكاديمي، لمساعدة زملائها المتأخرين دراسياً، وشاركت في تنظيم الكثير من الفعاليات والمؤتمرات والندوات الجامعية . عن تميزها تقول: لم يمنعني حرصي على التفوق من مساعدة زملائي غير القادرين على مجاراتنا في النجاح والتفوق، فأعطيتهم بعضاً من وقتي، وفي المقابل أشعر ببركة وسعة كبيرتين خلال يومي الدراسي . وتتابع: لديّ إمكانات كبيرة في مجال البرمجة، وحصلت على المركز الثالث عالمياً في برمجة روبوت كحارس مرمى، وشاركت في بحث عن تطوير الأجهزة الطبية، ونفذت تطبيقاً للهواتف المتحركة يختص بتحديد الأماكن ويسهل على الناس الوصول إلى أقرب نقطة بشكل سلسل ومختصر . وتضيف: بجانب هذه المشاركات أحرص دائماً على قراءة الكتب، لاسيما المتعلقة بتطوير المهارات، والتغلب على الصعاب، إضافة إلى السير الدينية . تعودت زميلتها أمينة بلقاظي، الأولى على كلية الهندسة قسم الاتصالات بالجامعة، على قيادة زملائها في تنظيم الفعاليات الجامعية، وعززت قيم القيادة في نفسها من خلال ورش تحضرها شخصيات قيادية ناجحة في العالم العربي . وشاركت في الكثير من المسابقات في مجال البرمجة وتطوير الأجهزة الميكانيكية في لندن، لبنان، وتركيا، وتحدثت في عدة ندوات عن دور الميكانيكا في عالم الهندسة الطبية . وكانت ضمن الفريق الحاصل على أفضل قمر صناعي عربي بحجم علبة البودرة، في المسابقة الأمريكية الارتجالية للميكانيكا . عن فكرة القيادة، تقول: يتطلب العمل ضمن فريق وجود قائد يوزع المهام، وينسق بين الأدوار، ويتابع العمل، ويحث الأعضاء على بذل مزيد من الجهد . وكلما كان قائد الفريق لديه قادراً على التأليف بين الأعضاء والحصول منهم على أفضل ما لديهم ضمن نجاحه . وتتابع: تشترط الجائزة أن يعمل الطالب المتميز على قضية يتعرض إليها بالبحث وطرح الحلول، فكانت قضيتي عن دور المرأة العربية في الهندسة والعلوم والاختراع، وتمكنت من خلال البحث أن أثبت أن المرأة العربية لديها القدرة على الإبداع والاختراع إذا توفرت لها السبل والظروف المناسبة لذلك . تتقدم دينا عطية، طالبة بكلية الهندسة في الجامعة نفسها، إلى الجائزة منذ كانت في الصف الأول الإعدادي، وتمكنت بعد ست محاولات الفوز عن فئة الطالب الجامعي المتميز، تقديراً لموهبتها في مجال البرمجة، وإعداد تطبيقات الهواتف الذكية . عن أوجه تميزها تقول: أهوى البرمجة وعالم الكمبيوتر منذ الصغر، وبدخولي كلية الهندسة توسعت مداركي وتمكنت من صقل مهاراتي، واستطعت أن أقدم لهيئة الصحة بأبوظبي تطبيقاً للهاتف المتحرك، يرصد أماكن البعوض والأمراض المعدية، من خلال تحديد مكان الإصابة وتقرير مفصل عن المنطقة . وتتابع: حصلت على عدة دورات في تايوان واليابان في مجال البرمجة، وحضرت الكثير من الورش التي تعقدها كبرى الشركات مثل "مايكروسوفت" - "وجوجل" . وحول سر تميز الفتيات وحصولهن على اغلب مراكز فئة الطالب الجامعي المميز في الجائزة تضيف: تتطلب الجائزة تقديم أعمال ومشاركات الطلاب خلال الثلاث السنوات الماضية، وهو أمر من السهل على الفتيات توثيقه، لأنهن أكثر ترتيباً وتنظيماً، والمعدلات الأكاديمية العالية التي تشترطها الجائزة لم تمكن أغلبهم من التقدم إليها . أما زميلتها سارة تمزار، فأرجعت تقدم الطالبات على الطلاب في الجائزة إلى الدافعية الشديدة لديهن في تحقيق المزيد من التميز والنجاح . وتقول: تنظر الفتاة إلى الأنشطة والفعاليات الجامعية على أنها رئة تتنفس من خلالها، وتساعد من حولها، سواء من أسر التدريس أو زملائها المتأخرين دراسياً . وحثها الاجتماعي يزيد من شعورها بالمسؤولية حيال المجتمع . وحول الأنشطة التي شاركت فيها توضح أنها: أسهمت في العديد من الورش التي تهدف إلى تبسيط المعلومة لزملائي، من خلال برامج التدريس المتقدمة وندوات تطوير التعليم . وتعاونت مع عدة أساتذة في هذا الشأن . وتضيف: شاركت في تنظيم العديد من الفعاليات الجامعية، والمؤتمرات التعليمية، وكان لي تجربة خاصة في مجال مكافحة السكري على مستوى الدولة من خلال حملات التوعية بين الطلاب والأساتذة . شاركتها التجربة زميلتها غادة الحسين، طالبة بكلية الهندسة الطبية، إذ قدمت في اليوم العالمي للسكر، بحثاً حول طبيعة المرض وكيفية علاجه والوقاية منه . واستعانت ببعض القصص التي تحارب السمنة التي تشكل أحد مصادر الإصابة داخل الدولة . وتتابع: تعاونت مع جامعة ميلبون الأسترالية، في بحث عن مرض القلب الصامت، من خلال إرسال 200 عينة دم لمرضى السكري، وتبين اختلاف في تخطيط القلب لبعضهم، مما ساعد على الكشف عن طريقة التعامل مع المرض والوقاية منه . ونال هذا البحث اهتمام الكثير من المتخصصين، بعد أن شاركنا به في مؤتمر طبي عالمي في مدينة بولونيا الإيطالية العام الماضي . عبرت إيمان وجيه، طالبة بكلية الهندسة جامعة الإمارات، عن سعادتها لكونها الطالبة الوحيدة من جامعتها التي فازت عن فئة الطالب الجامعي المتميز بالجائزة . وعلى الرغم من حصولها على الجائزة خلال الدراسة الثانوية، فإن نيلها في المرحلة الجامعية تعتبره تتويجاً لمجهودها الاجتماعي والثقافي داخل الجامعة وخارجها . وتتابع: شاركت في تنظيم الكثير من الفعاليات التي تنظمها الجامعة، من مؤتمرات وندوات . وكانت لي مشاركات خارجية في مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الديني الثقافي، ونظمت من خلاله رحلات تثقيفية لطلاب المدارس تحثهم على القراءة . أما عن تفوق الطالبات على الطلاب في الفوز بالجائزة فتضيف: من خلال خبرتي في إدارة الفعاليات يمكنني القول إن الطالبات يتمتعن بصبر وجلد كبيرين، ولديهن طموح وإصرار على الفوز الدائم، بينما ييأس بعض الطلاب بعد فشلهم في الحصول على إحدى الجوائز من المرة الأولى .