كتب / فضل الحبيشي أجرى عدد من الباحثين الاجتماعيين استفتاء ميداني في صفوف آباء وأولياء أمور طلاب وطالبات بعض المدارس الأساسية في مدينة عدن بطرح سؤال يتعلق فيما إذا كانوا يستقصون ويتابعون أوضاع وهموم أبنائهم وبناتهم في المدارس أم لا. وذكر هؤلاء الباحثون أن عدد الذين تم استفتائهم بلغ مائة شخص , كثير منهم لديه أكثر من طالب أو طالبة في صفوف الدراسة وأن النتائج كانت مخيبة للآمال إذ أن 85 % لاتطأ أقدامهم مدارس أبنائهم ولاحتى مرة في العام الدراسي و 13 % يقومون بالزيارة ليس بمبادرة ذاتية ولابغرض التفقد وإنما تلبية لاستدعائهم من قبل إدارات المدراس و2 % فقط هم المواظبين على الزيارة بمحض إرادتهم بين الحين والآخر. وتبين أن المراجعين بشأن بناتهم الطالبات أفضل نسبيا ً حيث أن الممتنعين عن الوصول إلى مدارس البنات تبلغ نسبتهم 70 % ومن يزورونها 30 % وما يعادل الثلثين من هذه النسبة من الأمهات ، ومن خلال استفسار بعض أولياء الأمور ذوي المستويات المتباينة من التعليم وغير المتعلمين أتضح أنهم لايتفقدون أحوال الأبناء ومستوى تحصيلهم الدراسي ومساعدتهم على تحسينها إلا فيما ندر ، وإذا حصل ذلك فإنه يكون فقط في السنوات الأولى من المرحلة الأساسية ، في حين أكدت الأمهات العاملات من أولياء الأمور حرصهن على متابعة الأبناء ذكورا ً وإناثا ً في السنوات الأولى من الدراسة لكنهن يشعرن بالقلق والمرارة والخوف من المستقبل لدى زيارتهن المدارس ومعرفة أوضاع الطلاب من الناحية التربوية . من جهة أخرى قال الباحثون إنهم وجهوا بعض الاستفسارات عن هذا الموضوع إلى العديد من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات بصورة فردية واختاروا نماذج معدودة من الاجابات التي تغني الموضوع المطروح فيما يلي حصيلتها : الطالب عبدالعزيز علي قال : والدي يعمل في محافظة أخرى ولايستطيع المجيء إلينا إلاّ في المناسبات والإجازات ، أما والدتي فهي أمية وتجهل دورها في العملية التربوية والتعليمية وتنحصر مهامها في أعمال البيت والمطبخ . وتحدثت الطالبة إيناس فقالت : والدي مشغول بعمله التجاري وهمومه الخاصة ولايشغل باله بتحصيلنا العلمي لكنه يوفر لنا كل متطلباتنا ، أما أمي شغلها الشاغل أعباء البيت واهتمامها قليل بتحصيلنا العلمي رغم نيلها قسط وافر من التعليم . وتم اللقاء أيضا ً مع بعض المعلمين والمعلمات فقال الأستاذ محمد علي قاسم أن العلاقة بين الطالب وأسرته خاصة في المرحلة المتقدمة من المرحلة الأساسية تكاد تكون مقطوعة فالكثير من الطلاب لايلتقون أو يجتمعون مع ذويهم إلاّ في أوقات محدودة جدا ً وربما فقط وقت الوجبات الغذائية ، ويقضون معظم أوقاتهم خارج البيت ، وما دام الأمر كذلك فكيف ستكون العلاقة بين البيت والمدرسة ؟. الأستاذة إلهام قالت : كثير من أولياء الأمور يظنون أنه بمجرد إلحاق أبنائهم بالمدارس فإن مهمتهم انتهت ويحملون المدرسة المسئولية الكاملة في التربية والتعليم ، وأغلبية الآباء والأمهات لايحضرون حتى الندوات أو اللقاءات التي تنظمها المدارس في كثير من المناسبات وهي فرصة كذلك لتفقد أوضاع فلذات أكبادهم . وأرجع الأستاذ نجيب محمد أسباب عزوف أولياء الأمور إلى جوانب ربما لاتكون في البال ، وأوضح أن هذه المسألة لاتقتصر على محافظة دون أخرى ، ولكنها تشمل جميع المحافظات ، وقد تكون بنسبة أعلى من نسبتها في عدن ، وقال أن من بين أسباب امتناع أهالي الطلاب والطالبات عن زيارة المدارس في اعتقادي هي مسألة التبرعات شبه الإرغامية أو المحرجة التي قد تطلبها بعض إدارات المدارس من أولياء الأمور ، ولذا يرى هؤلاء ويعتقدون أن الغرض من اللقاءات التي تنظمها إدارات المدارس هو الجباية وجمع الأموال ، وهذا الأمر غير صحيح ، فالغرض التواصل والتعارف والمشاركة في الفعاليات والنظر فيا يتعلق بمصلحة الأبناء . وأخيرا ً دعوة وجهها من قام بهذا البحث إلى وسائل الإعلام المختلفة مفادها أنها تستطيع القيام بدور كبير وفعال جدا ً في تحقيق أي هدف يهم المجتمع ، من خلال تنشيط مجالس الآباء وأولياء الأمور والتوعية بأهمية المتابعة المستمرة لأبنائهم وبناتهم وتشجيعهم على التردد على المدارس ودعم الصلات والتواصل بين الجهتين وأيضا ً مشاركة المساجد والهيئات الاجتماعية والهيئات الشعبية وكل منظمات المجتمع المدني و تكثيف الحملات الهادفة إلى إعداد المواطن الصغير إعدادا ً جيدا ً وغرس القيم الطيبة في نفسه ليصبح مواطنا ً صالحا ً نافعا ً في المستقبل يفيد ذاته ووطنه .