بعد نحو أسبوع من حادث قتل الجندي البريطاني في لندن على يد اثنين من المتطرفين الاسلاميين، لم تهدأ التغطية الاعلامية في بريطانيا بشأن الحادث وما تلاه من ردود فعل استهدفت الجالية المسلمة في البلاد. وتركز الطبعات الأسبوعية من الصحف البريطانية على ما تعتبره قصورا أمنيا، بينما تناقش أخرى تأثير الحادث على علاقة المهاجرين خاصة المسلمين ببقية المجتمع البريطاني. وتقول جريدة الصنداي تايمز: "الآن وقد ظهرت معلومات إضافية حول الدوافع الجهادية وراء عملية وولتش، يجب أن نسال أنفسنا عما يمكن أن نفعل لتفادي تكرار مثل هذه المشاهد البشعة". وتابعت: "البعض، من عناصر اليمين المتطرف، سوف يستغل هذه المأساة لشيطنة الدين الإسلامي. والبعض الآخر، في أقصى اليسار، سيستغل الأمر ليجعل من سياسة بريطانيا الخارجية رهينة لمطالب إرهابية". وأردفت: "لكن الغالبية العظمى من البريطانيين، سواء مسلمين أو غير مسلمين، تبحث عن أجوبة ولكن هناك فقط عدد قليل جدا من الأصوات العاقلة في إمكانها أن توفر هذه الإجابات". "ما نعرفه هو أن الأوساط المتشددة التي جاء منها مايكل أديبولاغو كانت تغلي منذ سنوات طويلة في شوارع بريطانيا دون رقابة جدية. لقد آن الأوان لكي نعمل كلنا بسرعة لعكس هذا الأسلوب". وبحسب الصحيفة "يجب علينا أن نذكر أن لندن شهدت ما يمكن أن نقول أنه أول حادث قتل جهادي في الشارع عام 1995 حيث كان الضحية وقتها شخص نيجيري وتم قتله بفأس" تبديد الفرص وفي مقال آخر تقول الصحيفة نفسها أن هناك دلائل جديدة ظهرت حول الفرص التي بددتها السلطات البريطانية وكان يمكنها أن تمنع اثنين من المتطرفين من تنفيذ "عملية وولويتش". فقد تم القبض على أحد المشتبه بهم، مايكل أديبولاغو، في كينيا منذ عامين واتهم بقيادة مجموعة من الشباب كانوا يحاولون الالتحاق بأحد فروع تنظيم القاعدة. وتقول صحيفة "ديلي تلغراف" إن أديبولاغو كان قد اعتقل قرب الحدود الصومالية مع هذه المجموعة من الشباب المتطرف بينما كانوا يحاولون الالتحاق بتنظيم الشباب. وتم ترحيله إلى بريطانيا بعد مثوله أمام محكمة في مومباسا في نوفمبر 2010. قبل ذلك بشهرين، كان رئيس المخابرات البريطانية قد حذر من وجود بريطانيين يتدربون في الصومال، وقال "إنها مجرد مسألة وقت حتى نرى في شوارعنا إرهابا مستوحى ممن يحاربون الآن في صفوف الشباب". كما يظهر أيضا أن المشتبه فيه الثاني، مايكل أديبوالي وعمره 22 سنة، كانت الشرطة ألقت القبض عليه في لندن منذ شهرين على إثر شكاوى من أصحاب المحلات من ممارسات بعض الناشطين المسلمين. ظهور هذه المعلومات يثير المزيد من الأسئلة حول متابعة الأجهزة الأمنية لكل من أديبوالي وأديبولاغو، واللذان كانا معروفان لجهاز المخابرات الداخلية (MI5) والذي لم يعتبرهما على الرغم من ذلك خطرا "يهدد حياة" أي شخص. * سكاي نيوز