عوض أدم في احد شوارع مدينة (( جعار )) التقيت بالصدفة زميل الدراسة (( حمود )) تبادلنا التحية والسؤال عن الأحوال ... الخ .. كان وجهه مكتسيا بسحابة حزن لا تخفى على العيان .. لم اشا ان أسأله عن سبب هذا الحزن .. بل سألته عن صديق عزيز ورفيق دراسة لم أره منذ مدة طويلة انقطعت أخباره عني خلالها ... قلت : أسالك عن صالح محمد احمد فليس ؟ هل تدري أين هو ؟ كل ما اعرفه عنه حتى الان انه يعمل في القوى الجوية . أطلق زميلي زفرة حزن عميقة وصمت – قلت ما بالك يخيم الحزن عليك ؟ ولم هذا الصمت ؟ أجابني ودمعة حرى تترقرق في عينيه : تسألني عن صالح فليس آه – يا عبدالله لقد مات ... لقد مات .. ! وقع علي الخبر كالصاعقة وتملكني حزن شديد غير اني تمالكت نفسي وسألته عن سبب موته فأجابني لقد وقع ومات متأثرا بهذا السقوط ... ودعت زميلي ( حمود ) وأطياف واسعة من الحزن تخيم علينا .. أيه .. يا صالح لقد كنت نعم الصديق .. ماذا أقول عن دماثة خلقه .. كيف اصف وفاءك وصدقك وإيه ألفاظ يمكن لها ان تمر عن نبوغك وذكاءك .. آه صالح ان قلمي ولساني لعاجزان عن التعبير عما يختلج جوانحي تجاهك ( حيا وميتا ) وان الذاكرة لتعود بي إلى أيام الدراسة التي جمعتنا ... وأتذكر تلك الرابطة الحميمة بيننا .. وذلك التنافس الشديد الذي كنا نبديه لاحتلال المراتب الأولى , أيه صالح لقد كنت تتمتع بذكاء خارق لاسيما في مادة الرياضيات وهي المادة التي كان مستواي فيها متوسطا ولكنني كنت متفوقا في مادة اللغة الانجليزيه التي كنت انت تشكو من بعض دروسها .. آه صالح اتذكر فترة الدراسة التي اعتبرها من أجمل سنوات العمر خصوصا وقد جمعتني بزملاء مخلصين ومجدين وأنت في الصدارة منهم .. آه يا صالح ان رابطة الصداقة هي من أنبل الروابط الإنسانية ولقد كنت انت تعي وتقدر ما تستلزمه هذه الرابطة من وفاء وإخلاص وتعاون , آه صالح لقد تجلت فيك كل هذه الصفات فكنت نعم الصديق .. ونعم الزميل .. آه صالح والحزن مسيطر على كل جوارحي فلست أمامك الا ان أقول ختاما : نم قرير العين فقد كنت مخلصا في أداء مهامك وواجباتك تجاه وطنك في عملك ولم تتوانى عن بذل كل جهدك لوطنك .. آه صالح تغمدك الله بواسع رحمتك وأسكنك فسيح جناته وألهمنا وكل محبيك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.