﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾البقرة"25-26" *الإعراب: * مَثَلًا *:منصوب ب"يضرب"أي:مفعول به وهو معمول لما قبلها،،وهو الفعل:يضرب"وهذا العامل الذي أحدث النصب. *ما*لتخريج هذا الإعراب ف" مَا "لها أكثر من وجه يجيب عنها الإمام القرطبي: *أولا*أن تكون" مَا "زائدة.قلت:الزيادة اصطلاح نحوي،،صلة عند المفسرين. * بَعُوضَةً *بدلا من" مَثَلًا ". *ثانيا*أن تكون" مَا "نكرة في موضع نصب على البدل من قوله" مَثَلًا ". و* بَعُوضَةً *نعت ل" مَا "فوصفت" مَا "بالجنس المنكر لإبهامها؛لأنها بمعنى قليل.نقله القرطبي عن الفراء والزجاج وثعلب أئمة العربية. *قلت:إذا كان"يضرب"بمعنى "يجعل" فعلى هذا تكون" بَعُوضَةً "هي المفعول الثاني ل"يضرب"على أن "يضرب"بمعنى يجعل تنصب مفعولين. *قال القرطبي:"نصب" بَعُوضَةً "على تقدير إسقاط الجار،والمعنى:أن يضرب" مَثَلًا " ما بين بعوضة،فحذفت"بين"وأعربت" بَعُوضَةً "بإعرابها. و"الفاء"بمعنى:إلى ما فوقها،وهذا قول الكسائي والفراء رحمهما الله. وأنشد أبو العباس ثعلب: يا أحسن الناس ما قرْنا إلى قدم ولا حبال محبّ واصل يصلُ..! أراد ما بين قرن،فلما أسقط"بين"نصب". ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾البقرة(70-76) * أَشَدُّ *مرفوع بالعطف على موضع "الكاف"في قوله:" كَالْحِجَارَةِ "؛لأن المعنى فهي مثل الحجارة أو أشد. ويجوز أو" أَشَدُّ "بالفتح عطفا على "الحجارة"...(قاله القرطبي). قلت:إنما نصبت " أَشَدُّ "عطفا على الحجارة؛لأنها ممنوعة من الصرف. وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)الإنسان. * مُتَّكِئِينَ *نصب على الحال من*الهاء*و*الميم*في (جَزَاهُمْ) قال القرطبي:"والعامل فيها"جزى"ولا يعمل فيها"صبروا"؛لأن الصبر إنما كان في الدنيا والاتكاء في الآخرة". قلت:وهذا ما نقله الإمام مكي بن أبي طالب القيسي في "مشكله". قوله:العامل فيها "جزى" قلت:أي في الحال" مُتَّكِئِينَ "إنما أعمل"جزى"ولم يعمل"صبروا"لما قال القرطبي. *ودانية*انتصب نعتا للجنة على تقدير، وَجَزَاهُمْ جنة دانية،فهي على هذا صفة لموصوف محذوف. وقيل:على موضع﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ويرون دانية. وقيل:على المدح،أي:دنت دانية. كذا خرج هذا الإعراب القرطبي بنصه. * ظِلَالُهَا *قلت:هي مرفوعة ب"دَانِيَةً"على أنها فاعل ،العامل فيها اسم الفاعل"دَانِيَةً"وقرئ بالرفع أيضا على أن تكون "دَانِيَةً"خبرا و" ظِلَالُهَا "مبتدأ. ﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا﴾الإنسان قلت:"قوله" عَيْنًا "هي بدل من "كأس"واختار الأخفش الأوسط "تلميذ سيبويه" النصب على إضمار فعل محذوف تقديره ويسقون " عَيْنًا ". ويجوز نصبه بإسقاط الخافض أي:من عين.(قال القرطبي). *قلت*:إسقاط الخافض: معناه إسقاط حرف الجار،وهذا مثاله كثير. *قلت*:السلسبيل:على زنة فعلليل،وجمعه:سلاسب وسلاسيب على زنة فعالل وفعاليل،،وقيل:وزنه فعفليل وجمعه فعافل وفعافيل،،وإنما صرف لأنه رأس أية. *قلت*:ولا يقال كأسٌ إلا إذا كانت مترعة(بها شراب)وإلا فهي زجاجة. والكأس مؤنثة،ولذا قال: " كَانَ مِزَاجُهَا "أي: خلطها ومزجها. ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) ﴾المرسلات. قلت:الكفت في اللغة:هو الضم والجمع يقال:كفت الشيء أكفته"بكسر الفاء"كفتا، أي:ضممته وجمعته،،وهذا قول أهل اللغة. قال أبو عُبيد اللغوي:في قوله* كِفَاتًا *تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها،وهذا ما نقله القرطبي عن أهل اللغة في "جامعه". * كِفَاتًا *مفعول به ثان ٍ،ل"نجعل"لأنها تنصب مفعولين.الأول "الأرض". * أَحْيَاءً * انتصب بوقوع "الكفات" عليه. أي ألم نجهل الأرض "كفات" أحياء وأموات،فإذا نونت نصبت(نقله القرطبي عن الفراء). وقيل:نصب على الحال من الأرض:أي منها كذا ومنها كذا. قوله:نصب بوقوع "الكفات "عليه. قلت:أي:إن" كِفَاتًا "عمل في " أَحْيَاءً "فانتصب" أَحْيَاءً "بوقوع "الكفات" عليه. ********** *من إعراب آي القرآن*..تقديم وتعليق/كارم قديح