عبدالكريم الرازحي يا شباب ثورتنا المجيدة، ويا كل شباب الساحات..في هذه المرحلة الثورية الحاسمة من تاريخ شعبنا، وفي هذا المنعطف الثوري الحاد الذي تتربص فيه فلول النظام السابق بقافلة ثورتنا المندفعة باتجاه المستقبل.. ثمة أصوات نشاز ترتفع بين الفينة والفينة من هنا وهناك، منددة بالفساد وبالفاسدين، ومطالبة بالقبض على قتلة الشابين( حسن جعفر أمان، وخالد الخطيب) وتقديمهم للعدالة. وللأسف فإن معظم هذه الأصوات محسوبة على شبان ثوريين يُفترض بهم أن يكونوا واعين ويقظين، حتى يقفوا بالمرصاد لكل من يحاول النيل من سمعة ونزاهة وقداسة ثورتهم. يا جماهير شعبنا التي اندفعت إلى ساحات التغيير..إننا في هذا المطب الثوري الذي تمر به بلادنا، يجب أن نكون صريحين وصادقين مع شبابنا المغرّر بهم من قبل حمار الرازحي، ونقول لهم وبصدق: صحيح أن الفساد قد تضخم وتعاظم وصار أعظم مما كان عليه قبل الثورة، لكن الصحيح أيضا هو أن ثمة فرقاً بين فساد يُدمِّر وفساد يُعمِّر، بين فساد كان يصب في جيب الحزب الحاكم، وبين فساد يصب في جيب المواطن وفي مصلحة الشعب ولصالح التنمية. يا شباب ثورتنا النزيهة.. نعم هناك فساد.. لكن فسادنا نزيه.. فسادنا نظيف.. فسادنا ثوري، وهو وقود الثورة الشبابية السلمية ومحركها الدائم.. كما أنه سلاحنا لإلحاق الهزيمة بفلول النظام السابق. يا شبابنا الذي اختار الثورة طريقاً للتحرير وللتغيير. بصدق نقول لكم: نعم هناك جرائم بشعة ومريعة، ونحن جادون في القبض على حمار الرازحي، وعلى كل المشككين والموتورين الذين يحاولون عرقلة مسيرة الثورة. لكن فيما يتعلق بجريمة قتل الشابين (حسن جعفر أمان، وخالد الخطيب) فإن على شبابنا المتحمس الغاضب أن يفرق بين الجرائم العادية وبين الجرائم الثورية. ومن منكم قرأ تاريخ الثورات العالمية سيجد أن الجرائم والاغتيالات الثورية التي يقوم بها ثوريون انتصاراً للثورة، أو منعاً لحدوث خيانة، أو حتى من قبيل الشبهة أو الخطأ، تدخل في نطاق الجرائم الثورية، وهي في نظر فقهاء الثورات تعد ضرباً من ضروب الاجتهاد الثوري..ولكل مجتهدٍ نصيب. *صحيفة اليمن اليوم