خطفت اليمن التضحيات العربية الأصيلة بقيادتها الثورية والسياسية والعسكرية، النابعة من إرادة شعبها الحرة، المواقف النادرة التي تجسد الدعم والمساندة اللامحدود للشعب الفلسطيني في غزة منذ إعلان معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م. وبرز الموقف المشرف لليمن بدور تاريخي من خلال العمليات العسكرية البحرية وضرب العمق الصهيوني بالصواريخ والطيران المسير، وتقديم قوافل من الشهداء العظماء من كافة المحافظاتاليمنية بشقيها الشمالية والجنوبية، دفاعا عن إخوانهم في غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية من قبل العدو الصهيوني، عبرت تلك التضحيات عن وحدة الدم اليمني الذي لا يمكن أن تقسمه النعرات المناطقية والمذهبية المفتعلة التي يكرسها تحالف العدوان بين أبناء الشعب منذ بدء الحرب على اليمن. محمد العلوي وحدة الدم اليمني امتزجت بكل نقاء من دنس الخيانة تجاه القضية الفلسطينية باستهداف العدو الصهيوني اجتماعا لحكومة التغيير والبناء الخميس الماضي في صنعاء، حين كانت بوصلة قضيتهم هي مظلومية غزة والانتصار لأبنائها، مع تصاعد وتيرة المجازر الإسرائيلية الممنهجة ضد الأطفال والنساء في غزة، واتباع سياسة الأرض المحروقة بتدمير المستشفيات والمدارس والبني التحتية ومنع ادخال الغذاء والدواء تحت مرأى ومسمع من العالم الذي وقف عاجزا عن ادخال الخبز لأهالي غزة. أمام المشهد الإرهابي الصهيوني من القتل والتجويع، لم تتردد القيادة الثورية والسياسية لليمن في دخول خط المواجهة العسكرية المباشرة ضد العدو الإسرائيلي، فكان القرار تاريخيا، حين وقفت صنعاء بحكومتها السابقة الإنقاذ، وكذلك التغيير والبناء الجديدة، وحيدة بقواتها المسلحة في ساحة المواجهة الفعلية مجسدة أسمى معاني الدعم والاسناد والتضحية. التحرر من الهيمنة وعلى مدى عام كامل منذ تشكيلها، ضاعفت حكومة التغيير والبناء، برئاسة أحد أبناء محافظة أبين الشموخ، الشهيد المجاهد أحمد غالب الرهوي، الذي عبر بجدارة عن مواقفه المنبثقة من صلب الشعب اليمني قولا وعملا حتى استشهاده، لتنفرد حكومته دون غيرها من الحكومات العربية والإسلامية بتبني استمرار المواجهة مع العدو رافضة كل أشكال الخنوع للتهديدات الامريكية والإسرائيلية، ترجم الشهيد المجاهد الرهوي القرارات الثورية إلى واقع ملموس، مما جعل الحكومة مستهدفة من قبل العدو الصهيوني الذي أدرك الخطر الحقيقي لليمن المقاوم على مشروعه التوسعي بالمنطقة العربية. إن استهداف العدو الإسرائيلي والإرهابي الجبان اجتماع حكومة التغيير والبناء في صنعاء، رفع إلى العلا أرواح صلبة لا تموت في وجدان الشعب اليمني والقضية الفلسطينية، على رأسهم ابن أبين الشموخ، رئيس الحكومة الشهيد أحمد غالب الرهوي، الذي ضرب مثالا نادرا في القيادة والتضحية لنشأته في أسرة لها باع طويل في مقاومة الاحتلال البريطاني في جنوباليمن حتى الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، وإلى جانبه، استشهد عدد من الوزراء العظماء بينهم، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، ابن حضرموت، المجاهد سمير محمد باجعالة، الذي كان خاض على مدى العام الماضي معركة مجتمعية لبناء وتنمية الإنسان، وبجوارهما استشهد وزير الثقافة والسياحة، والقيادي في الحراك الجنوبي، ابن يافع التاريخ، الدكتور علي قاسم حسين اليافعي، الحاصل على الدكتوراه في الفقه الإسلامي، ليكون استشهادهم تأكيدا ودليلا على أن القضية الجنوبية الحقيقية هي التحرر من كافة أشكال الهيمنة والمشاريع الأجنبية التي تديرها الصهيونية العالمية بواسطة أدواتها الإقليميين. وحدة المصير والهدف دماء رئيس الحكومة الشهيد المجاهد الرهوي، ورفاقه الوزراء الذين يمثلون خارطة الجغرافيا اليمنية في حكومة التغيير والبناء، امتزجت مع دماء أطفال ونساء غزة، والمقاومة الفلسطينية على طريق تحرير القدس، وفق وحدة الهدف والمصير، ولن يزيد العدوان الصهيوني أبناء الشعب اليمني إلا صمودا وقوة وإصرارا وعزيمة لا تلين، لتكون دماء الشهداء الطاهرة وقودا لصواريخ ومسيرات النصر المؤزر حتى اجتثاث الكيان المؤقت بإذن الله، رغم فشل كافة المحاولات العقيمة لتحالف العدوان السعودي، الإماراتي وحملاته الممولة، بحرف مسار العدوان على اليمن، ليجعلوا منها وفق روايتهم المفضوحة صراعا محليا وبمصطلحات قذرة تكرس ل"الطائفية والمناطقية"، رفضها الأحرار الذين دافعوا عن اليمن بكل وعي وإدراك الأهداف الجوهرية للحرب التي تستهدف الأرض والانسان، مع استمرار تحالف العدوان انشاء الكيانات المصطنعة والطارئة على القضية الجنوبيةواليمن بشكل عام، ذات الولاءات المختلفة لتكريس النزعة المناطقية وزرع العداء بين أبناء اليمن الواحد، ليشكل ضمانا لاستمرار فرض هيمنتهم وفق سياسة ممنهجة باستخدام التجويع وانعدام الخدمات سلاحا لإذلالهم، حتى لا تكون المحافظاتالجنوبية وأبناؤها ضمن مشروع الحرية والاستقلال لليمن الكبير والأمة الواحدة، دون الاسهام في تحقيق الشراكة العادلة. مواقف دينية وأخلاقية إن استشهاد المجاهدين العظماء، من أبناء المحافظاتالجنوبية، الرهوي، و وباجعالة واليافعي، بجوار رفاقهم من الوزراء والمسؤولين من مختلف المحافظاتاليمنية، يثبت جليا بأن المعركة التي يخوضها اليمن دينية وأخلاقية ووطنية عربية تحررية بامتياز، يشارك فيها كل اليمنيين الأحرار بمختلف انتماءاتهم الحزبية والفكرية المذهبية، ممن وقفوا صفا واحدا ضد العدوان في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي بريطاني، وأدواتهم بالمنطقة التي تقود وتمول مشروع التفتيت وتمزيق البلاد إلى كانتونات صغيرة حتى لا يكون لليمن دورا فاعلا في المنطقة، لأن الكيان الصهيوني يرى بأن أمن واستقرار اليمن يشكل خطورة على بقائه بالمنطقة العربية، حيث أثبت الحصار البحري الذي فرضه اليمن على الكيان وضرباته الصاروخية والطيران المسير إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حقيقة تلك المخاوف الصهيونية وسط فشل ذريع في تحييد جبهة الإسناد اليمنية لأبناء غزة منذ أكتوبر 2023م. وكشفت المواقف اليمنية المليئة بالتضحيات الجسيمة عورة الأنظمة العربية التي تقف منذ أكثر من 7 عقود متفرجة ومتواطئة مع العدو الصهيوني لاحتلال الأراضي الفلسطينية، وصولا إلى غض الطرف عن المجازر الوحشية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وطعن المقاومة الإسلامية جهارا نهارا، الذي يأبى الدم اليمني الطاهر إلا أن يروي أرض القدس، دون الارتماء في أحضان "التطبيع" مع الماسونية الصهيونية أو الخيانة للقيم والمبادئ الدينية والإسلامية. صدق الانتماء لقد سطر الشهداء العظماء من أبناء المحافظاتالجنوبيةواليمن بشكل عام برموزهم ملحمة بطولية لا تنسى، وأثبتوا صدق الانتماء الحقيقي للدين والوطن ولقضايا الأمة، وليس للمشاريع الضيقة والهويات المصطنعة التي ظهرت في المحافظاتالجنوبية والشرقية لليمن، كخريطة شيطانية يحركها الريال السعودي والدرهم الإماراتي، بكل تأكيد ستكون دماء الشهداء الأحرار شعلة تنير درب الأمة نحو الحرية والانتصار، لتخط دماء الشهداء صفحات التاريخ للأجيال، بأن اليمن من المهرة وسقطرى حتى باب المندب وصعدة، هي حصن الأمة ودرعها المنيع والقلب النابض لها بالعزة والكرامة. فلقد صاغ رئيس حكومة التغيير والبناء في صنعاء الشهيد المجاهد أحمد غالب الرهوي، منذ تعيينه رئيسا للحكومة ورفاقه الوزراء، وكل من نال شرف الشهادة، رسالتهم الخالدة المعمدة بالدماء الطاهرة، إلى كل الأنظمة والحكومات العربية مفادها، " إن التضحية على طريق القدس شرف عظيم لا يخزي من سلكه أبدا، وأن الدماء هي وحدها التي تمثل الانتصار الحقيقي للأمة، وليس بيانات التنديد والاستنكار التي لا تعبر إلا عن الاذلال والخنوع". الرحمة والخلود للشهداء العظماء الابرار، والشفاء العاجل للجرحى بإذن الله، والحرية والسلامة للأسرى.