د/علي صالح الخلاقي اليافعي في حياة كل إنسان لحظات تأمل مع النفس ومراجعة, وقد مر الشيخ الشهيد أحمد ابوبكر النقيب(شيخ الموسطة-يافع) بمثل تلك اللحظات كثيراً في حياته, خاصة حين سُدت أمامه مجالات الدعم, حيث أصيب بخيبة أمل كبيرة, بل وواجه ضائقة مالية دفعت به إلى أن يبيع بندقيته الشخصية, لحاجته إلى قيمتها حينها,للإنفاق على مؤيديه وأسرته, وقد اقتنى منه البندقية حينها الشيخ محمد عبده عمر المفلحي(الموسطة) بمبلغ وقدره (500ريال ماريا تريزا أو ما يُعرف محلياً فرنصي), وقد أهداها الشيخ محمد عبده في عام 2006م مشكوراً للشيخ عبدالرب بن أحمد النقيب لإدراكه بقيمتها المعنوية ولارتباطها بتاريخ الشهيد وكفاحه الوطني, وهي بندقية أمريكية الصنع لها نوعان من الرصاص، نوع يخترق الدروع والآخر من النوع العادي, وكان الشيخ أحمد أول من امتلك هذا النوع من السلاح في يافع وكانت قيمتها 1200 ريال ماريا تريزا (فرنصة) وكان يستخدم هذه البندقية في قنص الطائرات البريطانية التي كانت تغير على قرى يافع وفي مواجهاته مع أعوان الاستعمار. وهكذا بلغ الحال بالشيخ أحمد النقيب في تلك الظروف التي واجهها. قد يقول قائل وأين ثروات الشيخ وأملاكه ومداخيله؟!!. وببساطة نقول أنه لم تكن للمشيخة في يافع أملاك خاصة تحت هذا الاسم, وليس للشيخ في أي من مكاتب يافع إلاَّ ما ورثه عن أسلافه أسوة ببقية القبائل, ولا يحصل على العشير من المحاصيل الزراعية ولا جبايات يفرضها, وكانت القبائل تقدم فقط ما يُعرف ب"المغرم" الذي يُنفق ويُسخر للصالح العام. لذلك لا غرابة أن يبيع الشيخ أحمد بندقيته عند حاجته, دون أن يتظاهر بمثل هذه الحاجة, لعزة نفسه, التي تحتم عليه التكتم مهما بلغت حاجته, والصحيح أنه مقتنع في ذات نفسه أن الفقر ليس عيباً, وأن العيب والذل هو أن يمد يده لعدوه, أو يتنازل عن مواقفه مقابل حفنة من النقود. وختاما اقول: اين من يتاجرون الآن بقضية شعبنا من أجل حفنة قليلة من المال..أينهم من موقف النقيب ... فهل يتعظون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ _____