شدد عدد من المختصين على أهمية القرار الذي صدر من مجلس الوزراء مساء امس الاول حول الترتيبات الخاصة بمعالجة تأخر أو تعثر مشروعات الجهات الحكوميه التنموية، والخدمية ورفع تقارير دورية كل ستة اشهر الى اللجنة الدائمة المشكلة من الديوان الملكي لمتابعة ومراجعة تنفيذ المشروعات تتضمن بيانا بالمشروعات المعتمدة وإيضاح ما أنجز منها، وما هو تحت التنفيذ، وما لم يتم تنفيذه واكد رئيس مركز السعودي للدراسات والبحوث ناصر القرعاوي على ان قرار مجلس الوزراء جاء في الوقت المناسب وفي مرحلة مفصلية من تنمية المملكة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ وهو استشعار لمسؤولية الدولة تجاه حماية مشروعاتها المختلفة من التأخير أو سوء التنفيذ وهو ما يجد ان يعييه القطاع الخاص لاسيما الشركات والمؤسسات التي لديها تاريخ سيء من حيث عدم الوفاء لانجاز المشروعات التي حازت عليها والتزمت بتنفيذها في فترات محددة وبجودتها التي يتضمنها تعاقدها مع الدولة. وأضاف القرعاوي: ما ننتظره في هذا الشأن هو أن تكتمل الحلقة التي نرى وجوب تطبيقها، وهي تحديد سقف التزام الشركات في تعاقدها بحيث لا تتعاقد بأكبر من حجم طاقتها إلى جانب وضع سوداء لدى لقطاعات الحكومية خاصة الخدمية منها كالصحة والتعليم والطرق لأهمية البنية التحتية ورفع سقف الخدمات المباشرة لتحسين مستوى المعيشة في المملكة ولا يفوت في ظاهرة الأمر الى الإشارة الى إعادة النظر في نظام المناقصات الحكومية كون النظام الحالي هو من تسبب في تعثر الكثير من المشروعات لتلزميها بأقل الأسعار وبالتالي تفوز بعض الشركات بمشروعات اكبر حجمًا من طاقتها وعدم قدرتها على الوفاء بجودتها ومواصفاتها الفنية وعلى وزارة المالية ان تعيد النظر في نظام المناقصات وهي اقرب القطاعات الحكومية الى معرفة الأضرار الاقتصادية لتعثر المشروعات فحينما تعتمد الموازنات العامة للدولة متضمنة الآلاف المشروعات فإن عليها ان تحمي هذه المشروعات مما يعتريها من مظاهر لا تليق ولا تتفق مع حجم الانفاق الحكومي عليها، فهناك من مشروعات الطرق ما يتجاوز تكلفة الكيلو متر الواحد 45 مليون ريال وهذا نموذج لغيره من المشروعات التي آن الاوان ان نحمي رؤوس اموال الدولة من المبالغه في الاسعار. سرعة التنفيذ ويرى رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الإستراتيجية الدكتور راشد أبانمي: أن قرار مجلس الوزراء يأتي للإسراع في انجاز المشروعات الحكومية المتعثرة تفاديًا لتوقفها، وذلك من خلال البحث في الأسباب الحقيقيه لوضع الحلول المناسبة والعادلة، وهي كما يبدو أسباب متنوعة، منها ما يرجع إلى الجهات الحكومية التي تفاجئ المقاول بتعديلات أساسية في العقد من دون تعديل الحقوق المالية للمقاول بما يتناسب مع التعديلات المدخلة إلى العقد، ومنها أسباب تعود الى المقاولين الذين يتعاقدون من الباطن مع منفذين للعقد وربما بشروط أقل من تلك المعمول بها في العقود الإدارية، حيث يهبط مستوى الاختيار إلى ترسية العقود على أدنى درجات المقاولين. ويؤكد الدكتور ابانمي: أن هذا القرار سيضع الحلول العملية لإنجاز ما تعثر من المشروعات الحكومية في مختلف مناطق المملكة وذلك لدراسة الأسباب الحقيقية من دون ان تلقى التهم جزافًا كما هي الحال فيما ذهب اليه البعض من تحميل المقاولين المسؤولية في التأخير بل حتى وفي تشويه سمعتهم ومنهم من طالب بوضعهم في القائمة السوداء لبعض المقاولين الذين أخفقوا في تنفيذ ما هو منوط بهم من مشروعات من دون الأخذ بعين الاعتبار إخفاقات بعض الجهات المشرفة على التنفيذ. وبأتي هذا التوجيه السامي لمعرفة الأسباب وراء تلك التعثرات التي يجب أن تكون لها الأولوية قبل وضع الحلول المناسبه، ويختم الدكتور راشد ابانمي رايه قائلا: لقد بين تقرير هيئة الرقابة والتحقيق عن بعض الملاحظات على الجهة المشرفة والجهات الحكومية وليس على المقاولين ومنه على سبيل المثال: ضعف القدرات الفنية والمالية والإدارية لدى عدد من الأجهزة الحكومية، إضافة إلى نقص خبرة موظفي إدارة المشروعات في أجهزة حكومية عدة في الإشراف وغياب قاعدة بيانات عن المقاولين وضعف إمكانية بعض المقاولين المادية والفنية. الإنفاق السخي من جانبه قال طارق التميمي «خبير اقتصادي»: إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تبخل على الإنفاق السخي على مشروعات البنية التحتية والمشروعات الخدمية والصحية ذات العلاقة المباشرة في رفاهية المواطن، وقد انفقت حكومة خادم الحرمين أكثر من 2.7 تريليون ريال خلال السنوات الخمس الماضية على مشروعات يقدر عددها بالآلاف توزعت على مختلف القطاعات الحكومية. وقد رأى المواطن بعينه العديد من هذه المشروعات قائمة بالفعل على أرض الواقع ولكن هناك العديد والعديد جدا من تلك المشروعات لم ترى النور بعد ويعزى ذلك لعدد من الأسباب المتنوعة تتراوح بين عدم التنفيذ على الإطلاق والتعثر في التنفيذ. ويضيف التميمي: مع تفشي هذه الظاهرة في الأجهزة الحكومية قرر مجلس الوزراء الموقر التدخل وبشكل مباشر، وهي خطوة محمودة وغير مسبوقة، وقد أمر المجلس جميع الجهات الحكومية بوضع آليات واضحة لتنفيذ مشروعاتها كما امر تلك الجهات بإرسال تقارير نصف سنوية إلى اللجنة الدائمة المشكلة بالديوان الملكي لمتابعة ومراجعة تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية توضح فيها ما هي المشروعات الجاري تنفيذها ونسبة ماتم انجازه من كل منها وأسباب التأخر في التنفيذ وماهية الآليات المقترحة من تلك الجهات لمعالجة العوائق والمشكلات التي تواجه المشروعات المتعثرة. ويضيف بقوله: يحسب لمجلس الوزراء الموقر عدم تدخله في صلاحيات الجهات الحكومية من خلال منحه الفرصة لكل جهة حكومية ان تقترح الآليات المناسبة بعد دراسة أسباب التعثر او عدم التنفيذ. وعليه أصبحت كل جهة حكومية مسؤولة وبشكل مباشر عن كل ما تطلبه من مشروعات ويتم اعتمادها في الموازنة العامة السنوية للدولة. إن وقوع الجهات الحكومية تحت سمع وبصر اللجنة الدائمة لمتابعة وتنفيذ المشروعات سيكون بحد ذاته حافزا ودافعا كافيا لكي تلتزم تلك الجهات بتنفيذ ما تطلبه من مشروعات سنوية وكذلك الاكتفاء بعدد المشروعات التي يمكن بالفعل تنفيذها وفي ذلك توفير لمبالغ هائلة جدا في ميزانية الدولة حفظها الله. ويختم التميمي رأيه «: وبقدر ما نشيد بحزم مجلس الوزراء الموقر في هذا الموضوع الهام جدا، فبقدر ماكنا نأمل ان يتم ربط حجم الميزانيات المستقبلية للجهات الحكومية بكفاءة الأداء وتحقيق الأهداف لكل جهة حكومية حتى لا تتم مساواة من يحافظ على الأموال العامة بمن لا يحافظ عليها.