أكد الخبير الايراني في الشؤون الدبلوماسية فرهاد مهدوي ان وسائل الاعلام المعادية لايران كثفت من محاولاتها للتأثير على وعي الشعب الإيراني وتوجهاته من خلال بث روح اليأس والاحباط في نفوس الناخبين مع بدء الحملات الانتخاباتية. طهران (فارس) وأكد المحلل الإيراني "فرهاد مهدوي" في مقاله أن من أساليب معسكر العدو هي تضخيم نقاط ضعف الجمهورية الإسلامية والتقليل من أهمية نقاط قوتها والإيهام بعدم قدرة الشعب على التغيير لتقليص مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة. واستعراضا لبعض أساليب الأبواق الإعلامية الغربية ومن يدور في فلكها في هذا المجال أشار المقال إلى محاولتها للطعن في أداء مجلس صيانة الدستور في البت بأهلية المرشحين وسياقات إجراء الانتخابات زاعمة أن عدم المصادقة على أهلية بعض المرشحين ليس هو مؤشرا على عدم سلامة وحرية وعدالة الانتخابات فحسب، بل إنه يسلب الانتخابات الطابع التنافسي الحقيقي، مضافا الى التشكيك بحيادية المجلس المذكور إزاء الحملات الانتخابية للمرشحين وفرز الأصوات. ولفت "مهدوي" إلى استطلاع رأي مغرض نشرته الBBC مؤخرا يصنف الجمهورية الإسلامية على أنها الأسوأ من بين 16 دولة من حيث التأثير في الشؤون الدولية سعيا لتشويه الصورة الدولية لإيران وطمس دورها الدولي في دعم المضطهدين ومناوئة الصهيونية العالمية، متناسية بذلك استطلاعات اخرى اجرتها معاهد أميركية مثل "غالوب" تُظهر تفوق الدبلوماسية الإيرانية. وإشارة لبعض تكتيكات الإعلام المعادي كاستعمال عبارة "تجاوز الأزمة" للإيحاء بأن النظام والشعب الإيرانيين متورطان في أزمات مختلفة داخلية وخارجية كالملف النووي والحظر الغربي والأزمة السورية والأوضاع الاقتصادية مقترحة كأفضل سبيل للحل التشجيع على انتخاب أكثر المرشحين دعوة إلى الحوار مع أميركا والتهاون بقيم الثورة الإسلامية. وفيما ذكر المقال أن من تكتيكات وسائل الإعلام تلك هي تصوير الجو السياسي والاجتماعي والثقافي لإيران بأنه متوتر وغير ديمقراطي أو حر في محاولة للطعن بمشروعية الانتخابات فقد نقل عن راديو صوت أميركا قوله مؤخرا بأن من المحتمل أن يثير بعض المرشحين الذين لم تؤيَّد أهليتهم لخوض المعركة الانتخابية أعمال شغب ستعم إيران وأن الطابع السائد على الشارع الإيراني هو الطابع الأمني مؤيدا كلامه بإلقاء القبض على خليات إرهابية وتشديد دوريات الشرطة! وحول تكتيك تغيير الأولويات أكد "فرهاد مهدوي" أن بعض وسائل الإعلام تحاول الإيحاء بأن كل مشاكل إيران نابعة من عدم تكوين علاقة مع الولاياتالمتحدة ومحاولة طرح مرشح يميل إلى تكوين مثل هذه العلاقة. وبخصوص تساؤل طرحته وكالة الاسيوشيتدبرس مؤخرا فيما إذا كانت الانتخابات الإيرانية مهمة أم لا؟، نقل المقال عن هذه الوكالة جوابها بأن معظم الشعب الإيراني لا يرى لهذه الانتخابات أهمية، معللة ذلك بأن صلاحيات رئيس الجمهورية في إيران، بالنسبة لسياسات الجمهورية الإسلامية حول الملف النووي والعلاقة مع أميركا، محدودة زاعمة بأنه لا يستطيع إحداث تغيير جذري أو تقديم تنازلات (!). ومن أساليب الإعلام (لاسيما الانجليزي) الاخرى حسب المقال هي تهييج العواطف حول بعض الحوادث التي يزعم أنها حدثت في الفتنة التي تلت انتخابات 2009 ليثير حالة من الرفض الشعبي للنظام ويخلق بتصوره أزمة مشروعية في حين أن الBBC كانت الوكالة الوحيدة المتهمة بالضلوع بشكل مباشر في تأجيج الفوضى وارتباطها برؤوس الفتنة (عام 2009). ومن الحيل الاخرى لوسائل الإعلام المعادية برأي "مهدوي" هي التعريج ولو باختصار كلما طرحت مسألة الانتخابات إلى ما حصل قبل أربع سنوات إبان الانتخابات الرئاسية وذلك لإظهار حالة الرفض الجماهيري في الداخل وتشويه سمعة الجمهورية الإسلامية في حين أن نسبة المشاركة في تلك الانتخابات قد بلغت 85%. وبشأن حرية العملية الانتخابية المفقودة في أكثر دول العالم أشار المقال إلى سعي الإعلام المعادي باستمرار للتشكيك بحرية الناخب والمرشح ملفتا إلى ما طرحه راديو صوت أميركا مؤخرا من أن انتخابات إيران القادمة غير حرة وتفتقد عنصر المنافسة متغافلا عن أنه لماذا لا يستطيع في أميركا سوى حزبين انتخاب رئيس للبلاد وما هو سبب الدعم الأميركي السافر لدول لم تذق في حياتها السياسية طعم الانتخابات؟. /2336/