وفور سريان بدء التهدئة وفق ما أعلنت مصر عند التاسعة من مساء أمس الأول اختفت الطائرات الإسرائيلية من الأجواء وخرج عشرات المسلحين في شوارع غزة يطلقون الأعيرة النارية, كما بدأت القوات البرية الاسرائيلية ترك مواقعها علي حدود غزة, وقررت الحكومة الفلسطينية في غزة اعتبار الثاني والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام عيدا وطنيا وإجازة رسمية. وذلك وسط اجواء من الاشادة الدولية بما اعتبرها عودة مصركقوة كبري إلي الساحة الدبلوماسية. و دعت حكومة حماس في تصريح نشرته وكالة الصحافة الفلسطينية( صفا) جميع المواطنين للاحتفال بهذه المناسبة وزيارة أسر الشهداء وتفقد الجرحي والتأكيد علي التكاتف الوطني. وقد حظي الاتفاق بإشادة دولية وعربية خاصة الدور المحوري المهم الذي أدته القيادة المصرية للتوصل إلي اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس, فقد أكدت صحيفة( واشنطن بوست) الأمريكية ان الرئيس محمد مرسي برز بوصفه اللاعب الرئيسي علي الساحة الدبلوماسية الدولية بين حركة حماس وإسرائيل ليعيد بذلك مصر للمرة الأولي عقب ثورة25يناير كقوة كبري في المنطقة. وأضافت الصحيفة أنه بعد عدة أشهر فقط من انتخابه كأول رئيس لمصر بطريقة ديمقراطية, أصبح الرئيس مرسي الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس التي تتولي إدارة قطاع غزة, وأكدت أن الاتفاق الذي تم التوصل بعد مفاوضات شاقة استغرقت عدة أيام في القاهرة, يمثل عودة لمصر للساحة الدولية.واشارت الي ان مصر التي كانت تتباهي لفترة طويلة بأنها القوة الدبلوماسية والثقافية في الشرق الأوسط عانت من العزلة بشكل كبير خلال فترة حكم الرئيس حسني مبارك التي استمرت ثلاثين عاما.إلا أن الرئيس المنتخب مرسي نجح في كسب ثقة إسرائيل, حيث وقفت مصر بقوة إلي جانب الفلسطينيين في الوقت الذي حافظت فيه علي السلام مع إسرائيل والوساطة بين الطرفين المتحاربين.وقد تجلي ذلك من خلال إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو أنه يود أن يعرب عن تقديره لجهود مصر في التوصل إلي اتفاق لوقف إطلاق النار. وفي نيويورك, دعا مجلس الأمن الدولي اسرائيل وحركة حماس إلي التقيد باتفاق وقف إطلاق النار وأثني علي جهود الرئيس المصري محمد مرسي وآخرين لتوسطهم في الاتفاق.وأوضح المجلس في بيان له أنه' يستنكر الخسائر في أرواح المدنيين الناتجة عن هذا الوضع ويجدد الحاجة إلي اتخاذ إجراءات مناسبة لضمان السلامة والخير للمدنيين وحمايتهم طبقا للقانون الإنساني الدولي.'وعلي الصعيد الأوروبي, رحب زعماء الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل, مؤكدين أهميته من أجل التحرك نحو حل' الدولتين' في الشرق الأوسط. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي في بيان مشترك:' من الضروري الآن التأكد من تنفيذ( وقف إطلاق النار) ومنع تجدد العنف'.وأعرب باروسو ورومبوي عن اعتزام الاتحاد الأوروبي مواصلة العمل للمساعدة علي تحقيق حل' الدولتين'.وأشادت كاثرين أشتون مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بدور مصر في التوصل إلي وقف إطلاق النار.وعقب اعتراف طهران بتقديم كل دعم ممكن لحركة حماس خلال الأيام الماضية, رحب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد باتفاق الهدنة معبرا عن تحفظه بشأن فاعليته. وذلك بعد ساعات من تعبير طهران عن غضبها إزاء الاتهامات الفرنسية لها بإشعال الأزمات في الشرق الأوسط بدءا من لبنان وسوريا وحتي تسليح حماس. وعلي الصعيد العربي رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية باتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية, وأشاد العربي بالجهود التي بذلتها مصر من أجل التوصل إلي هذا الاتفاق, مؤكدا ضرورة تضافر الجهود العربية لدعم خطوات تنفيذه, وتوفير المساعدات لإعادة إعمار غزة.