قد تكتفين بفحص الحمل البيتي، وتزفين الفرحة لزوجك... أنا حامل، لكن أمراً ما يشعرك بأن ما يحدث غير طبيعي... تأكلين كثيراً وتتحركين بصعوبة إلى أن يحين موعد التصوير، لتتفاجئي بأن في أحشائك توأماً... تمضي الشهور ثقيلة حتى موعد الولادة، ولكن ماذا عن فرحتك بطفلين؟ وكيف تتصرفين؟ ببساطة ومرونة أم أن التعقيد يلف حياتك إلى حد الارتباك؟ بنتان توأم تتآمران على أمهما! فرح عمرها 38 سنة، عندها بنت وولدان، وكانت معلمة مدرسة؛ لكن نبأ حملها بتوأم، تبين لاحقاً أنه متماثل، أجبرها على ترك العمل، تروي قصتها: ازداد وزني بشكل عادي، لكن بطني انتفخ بشكل عجيب، وراحت التعليقات تلاحقني: «ابتعدوا عنها ستنفجر قريباً»! وعندما صورت في بداية الحمل لم يظهر أي توأم، قذهبت للتصوير في الشهر السادس، راحت الطبيبة تقول لي هنا رأس وهنا رأس آخر، على أساس أنني على علم بالموضوع، فأصبت برعب شديد امتزج بفرح أشبه بالذهول. وعرفت أنهما فتاتان. لأن ولادتي كانت قيصرية، فوضعهما لم يكن صحيحاً، ولكن الجرح كان أكبر من المعتاد، وعانيت منه بالتأكيد، وكنت أدعو الله أن يكون وزنهما أكثر من 2 كيلو، كنت خائفة أن أخرج من غرفة العمليات بدونهما، لكن وزن الواحدة كان 3 كيلوغرام، لا يمكنكم تخيل وساوسي قبل الولادة؛ ولكنني قررت ألا أضيع فرحتي. وفي الأشهر الثلاثة الأولى كنت أحلم أن أنام، وأسرق ربع ساعة كي أبقى على قيد الحياة، كانتا تبكيان وأبكي أنا معهما، ثم أرتاح وأمارس حياتي من جديد. وفي البداية لجأت للرضاعة الطبيعية، ولكن يستحيل فلا بد أن تأكلا معاً فكنت أضع واحدة على صدري والأخرى بجانبي وفي فمها الرضاعة. ورغم أن زوجي كان سعيداً؛ لكنني انفصلت عنه لأنام بغرفة أخرى، إذ يستحيل على هذه الحالة أن يذهب لعمله، غير أنهما كانتا مسؤوليته يوم الجمعة لأنام إلى ما بعد الظهر. الغريب انه إذا أرادت واحدة أن تسبب أذى تقوم الأخرى بمراقبتي لفسح الطريق لها، وإذا وقعت واحدة في غرفة وكانت الأخرى في الغرفة الثانية تقع بعدها بما لا يزيد عن 3 دقائق وتصاب نفس الإصابة. يستحيل أن تمرض واحدة دون الثانية. ولو في أبسط الأمور. ولا أحد يميزهما عن بعضهما في البيت غيري، من خلال صوت البكاء وإحساسي. أذكر أنني وضعتهما مرة وهما تبكيان على السرير وسددت أذني بالقطن. لمى أكبر من لانا بثلاث دقائق، ظهرت أسنانها قبل ومشت قبل وابتسمت قبل، ولكن أختها تلحقها بثلاثة أيام. وطباعهما مختلفة فالكبيرة تقبل على الناس أكثر. فهي مرحة أكثر من أختها. لكنهما متأثرتان ببعضهما الأمر لا يرتبط بالبكاء، فمجرد أن تستيقظ واحدة تبذل جهدها بكل الأصوات لإيقاظ أختها. وإذا أمسكت بيدي واحدة لأصطحبها معي، تمد يدها الثانية لتصطحب أختها كأنها تقول: «تعالي معنا»، ولو وضعت الملعقة بفم واحدة تطلب أخرى نفس التصرف لأختها. ولا بد أن أقبّل الاثنتين، وأن أحمل الاثنتين. حتى إذا وقعت واحدة فالأخرى ترمي نفسها عمداً. وعندما تكبران لن أفرض عليهما شيئاً فلكل شخصيتها. لكنني أتمنى لو تتزوجا من توأم! لا تقلقي ما مدى تقبّل الأم لطفلين؟ الاختصاصية الاجتماعية النفسية، عائشة جمعة الفلاسي، أرجعت تصرفات الأم بعد الولادة إلى استعدادها النفسي للحمل من أوله، وأوصت أم التوأم بالأمور التالية: 1 اطمئني فالأمور ستكون على ما يرام ولا داع للخوف أو القلق. 2 بقاؤك في المستشفى لمدة أطول بعد الولادة، سيشعرك بالراحة بسبب الرعاية الطبية التي تتلقينها ريثما تستعيدين عافيتك. 3 عند خروجك اطلبي المساعدة من أهلك وأهل زوجك، واحصلي على فترات راحة كافية في اليوم. 4 اخرجي من البيت كل يوم حتى لا تشعري بأنك مسجونة لأجل الطفلين. 5 أعيدي الاهتمام بنفسك، واذهبي إلى الكوافيره لتبتكر لك تسريحة جديدة.