تتنافس كثير من مدننا لاجتذاب المصطافين. في جدة وأبها والباحة والمدينة وغيرها حركة دؤوب ونشاطات وفعاليات. ولكنها للأسف نشاطات كربونية. تذكرني بتنافس أصحاب المطاعم الشعبية البسطاء للفول والمطبق والشاورما. أولئك كانوا عندما يرون واحداً منها ناجحاً، ينافسونه بإنشاء نفس المشروع، وفي نفس المكان. قد تكون تغيرت الحال الآن، ولكن الاقتباس والاستنساخ مستمران! نشاطاتنا في الاجتذاب السياحي للمصطافين مثلها. تفتح الأسواق. وتزدحم الشوارع. وترتفع أسعار السكن والمواد الغذائية والخدمية وغيرها. وتطلق في السماء بضع ألعاب نارية. وجلّ اهتمامنا التسويق الموجه والمركّز على الجانب الاستهلاكي. فلا هنالك اهتمام كبير بالنواحي الثقافية والتاريخية والآثارية أو حتى الجغرافية أو طبيعة البيئة وأحيائها. وقد يقول قائل بأن مفهوم الإجازة عندنا هو نوم في النهار وسهر بالليل. وهذا ملاحظ منا في لندن وباريس والقاهرة وبيروت وإسطنبول. فتجري معظم المدن فعالياتها ونشاطاتها وحيواتها للسياح نهاراً، وسياحنا يغطون في نوم عميق. حتى إذا ما جاء الليل خرجت الطيور من أكنانها! فهل غيرت تلك المدن من نشاطاتها وفعالياتها من أجلهم؟ وهل افتقدت شيئاً لعدم مشاركتهم؟ وهل انتظرتهم للبدء؟ وأراحتهم للانتهاء؟ الزمن لا يتوقف ولا يتأخر ولا يتقدم. والساعات البيولوجية للمخلوقات موقتة بتوقيت رباني. فلا يجب كسرها، وعلى الإنسان احترامها، والتعامل معها برفق ومعرفة. لذا ليس من الحكمة والثقافة أن نقلب فترة العطلة والسياحة من فترة راحة، وترويح، وتثقيف، ومعايشة إلى فترة استغلال تجاري، واستهلاك، وتعب للفرد، وإنفاق تبذيري. كثير منا ينسخ للأسف، سييء الممارسات والنشاطات والقناعات؛ بالتركيز على سلب المصطاف والسائح ونهبه. وهو نهج يفتقر إلى بعد النظر والتخطيط.وليفر السائح بسببه للخارج ولا يعود. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain