يأمل الكثير من المواطنين بنجاح مؤتمر الحوار الوطني في معالجة كافة القضايا والأزمات التي يعاني منها اليمن وخاصة القضية الجنوبية وقضية صعدة وتحسين معيشة وحياة المجتمع. غير أن هناك الكثير من التحديات التي تترك شعور غير مطمئن بتقدم العملية السياسية أو بنجاح الحوار الوطني الشامل، خاصة مع استمرار التراشق الإعلامي للمكونات السياسية أو ظهور بعض التصريحات المخيفة والتي تشير إلى فشل الحوار كتصريح الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني في حوار مع قناة اليمن اليوم الأسبوع الماضي والذي قال فيه بأن الأحزاب السياسية لن تصل إلى وفاق على الإطلاق من خلال الحوار لأن الحوثي لديه برنامج يريد أن يحققه من خلال مؤتمر الحوار الوطني وهو أن يعود إلى صعدة دولة مستقلة. والحراك كذلك لديه برنامج خاص يريد أن يحققه أيضاً من خلال الحوار وهو أن يعود إلى الجنوب ليعمل على فك الارتباط ، أما المؤتمر الشعبي العام فهو يفكر كيف ينتقم من خصومة ، أما الإصلاح فتفكيره ينصب في كيفية إجهازه على ما تبقى من المؤتمر وبقية الأحزاب وقال هذا هو الحوار، وأشار في ختام ذلك اللقاء بأن الأمل هو في الله سبحانه لينقذنا من كل المهالك. الجمهورية في إطار اهتمامها بالحوار الوطني الشامل التقت بعدد من المواطنين لاستطلاع آرائهم وتوقعاتهم حول الحوار الوطني خلال الأسطر القادمة. انعدام الثقة الدكتور عبدالكريم صباح أخصائي التخدير بمستشفى الثورة العام بصنعاء قال: باعتقادي أن وصول مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى الجلسات العامة النصفية والوضع العام في البلد لا يزال كما هو من انعدام الثقة بين مختلف المكونات السياسية واستمرار تبادل الاتهامات فيما بين هذه الأطراف وتمسك كل طرف بوقفه أعتقد أن ذلك لا يعطي أملا للمواطن بأن الوضع العام قد تحرك إلى الأمام كما نسمع في الخطابات السياسية، وكنا نتمنى أن يصل مؤتمر الحوار الوطني إلى هذه المحطة النصفية وهناك تقارب كبير بين مختلف هذه المكونات ،تقارب في آرائها وفي أفكارها وفي خطابها الإعلامي المعتدل الذي يطمئن المواطن البسيط بأن هناك مؤشرات لتحسن الوضع، لكن للأسف الشديد لا نزال نسمع ونشاهد أن هناك تباين كبير بين هذه المكونات وأن هناك خلافات سياسية ومناطقية تعيق بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها جميع المواطنين ، وتجاوز هذه الإشكاليات القائمة اليوم لا شك ستنعكس إيجابياً على الوضع العام في البلد؛ لهذا نأمل من الإخوة قادة العمل السياسيين والمتحاورين من مختلف المكونات أن يضعوا مصلحة اليمن أرضاً وإنساناً أولاً ليسطر التاريخ مواقفهم النبيلة بأنهم غلبوا مصلحة الوطن والمواطن البسيط الذي يعاني الجوع والفقر والمرض وما إلى ذلك على مصالحهم الشخصية ، وأن يعلموا أيضاً على أن نجاح الحوار الوطني الشامل هو نجاح شخصي لكل عضو في المؤتمر ونجاح لكل مكون سياسيي ونجاح للوطن الذي هو أساساً وطن الجميع ويتسع بالتأكيد للجميع، وسيكونون مشكورين عند الناس ومأجورين عند الله سبحانه وتعالى. توفر النوايا الصادقة الحاج محمد الأشول يعمل في عمليات الإطفاء بمطار صنعاء قال: لا شك إذا توفرت النية الصادقة لدى مختلف الأطراف السياسية لخروج اليمن من المأزق الذي هي فيه أكيد سيتم ذلك، أما إذا استمر الحوار كما نشاهده حاليا لمصلحة أشخاص أو أحزاب معينة وليس من أجل مصلحة البلد فإن الأوضاع قد تزيد تعقيداً لا سمح الله ، نحن عندنا أمل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل؛ لأن الحل لن يأتي إلا من خلال الحوار وليس عبر طريق آخر، لكننا للأسف الشديد نلاحظ أنه بالرغم من دخول كافة الأطراف السياسية في مؤتمر الحوار إلا أن أننا لم نلمس ذلك التقدم الذي كنا نتوقعه ما زالت عملية الاغتيالات مستمرة وانقطاع الخدمات كالكهرباء والمياه أيضاً لا يزال مستمر وافتعال الأزمات ما زال مستمر ، هناك احتجاجات شبه يومية من أعضاء مؤتمر الحوار مما يدلل أن هناك العديد من الإشكاليات ، لهذا نقول للأحزاب السياسية المتحاورة ولكافة المتحاورين أن يتقوا الله في هذا الشعب الذي عانى كثيراً من الظلم ومن المتاعب وأن يعلموا أنهم أقسموا بالله أن تكون مصلحة اليمن مقدمة على مصالحهم الشخصية أو مصالح أحزابهم ومكوناتهم السياسية، وأن الشعب اليمني بأكمله يعول عليهم في رسم مستقبل اليمن الجديد. تفادي الصراعات أما الأستاذ المحامي إبراهيم أحمد الكبسي قال من جانبه: إن المرحلة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني الشامل فاقت كل التصورات وبحمد الله اثبت اليمنيون أن الحوار هو الوسيلة الأنسب لتفادي كل الصراعات التي كادت أن تعصف بالبلد نحو الهاوية. وأضاف قائلا: وإذا نظرنا إلى نتائج الحوار الوطني مع وصوله إلى الجلسات العامة النصفية نلاحظ أن المتحاورين توصلوا بشكل ديمقراطي إلى حصر الإشكاليات والصعوبات التي تواجه اليمن، ووضعت الأسس أو المعالجات الأولية لمعالجة كل تلك الإشكاليات الموجودة من أجل مستقبل زاهر لليمن يلبي طموحات مختلف شرائح المجتمع. لهذا ما نأمله هو أن يستمر المتحاورون في العمل بوطنية وأن يكون ولائهم لليمن وأن يبتعدوا عن الأنانية والحزبية أو افتعال العراقيل لأن هذه هي المرحلة من الحوار الوطني هي مرحلة حساسة ودقيقة جداً وتتطلب من الجميع اليقظة حتى لا نعود للمربع الأول لا سمح الله. تجاور العقبات كذلك المحامي هاشم علي هاشم أكد بأن مؤتمر الحوار الوطني قطع شوطا مهما لا يستهان به وقد أستطاع المتحاورون تجاوز العديد من الصعاب والعقبات خاصة أن هناك العديد من المكايدات الحزبية، وقد استطاع المتحاورون من طرح مختلف الإشكاليات التي تعاني منها اليمن بكل شفافية، وحالياً وصل مؤتمر الحوار إلى منعطف مهم جداً مرحلة تتطلب من جميع المكونات السياسية تقديم التنازلات من أجل اليمن. معيشة المواطن الأخ خالد صباح (موظف في مصلحة الجمارك) قال بأن مؤتمر الحوار الوطني لا يزال بعيدا عن هموم المواطن متسائلا كيف للمؤتمر أن لا يكون له وقفة جادة أمام التساهل عن وضع الكهرباء مثلا، معيشة المواطن اليمني أصبحت صعبة جدا في ظل تردي الأوضاع الأمنية وتردي الخدمات وما إلى ذلك؛ لهذا أنا كمواطن لم ألمس للأسف الشديد أي تقدم حول هذا الوضع الصعب، على المتحاورين أن يعلموا أن تحسن معيشة المواطن ستنعكس إيجابياً بالتأكيد على نجاح مؤتمر الحوار وخروجه بقرارات تعالج كافة القضايا الموجودة. وأن يلزموا الحكومة أن تقوم بواجباتها من توفير الخدمات كالمياه والكهرباء خاصة أن هناك الكثير من المرضى يموتون بسبب انقطاع التيار الكهربائي؛ لأن تحسن معيشة الناس هي العامل الأساسي لنجاح الحوار هذا ما أحب أن نؤكده على المتحاورين أن يعملوا من أجل المواطن وليس من أجل مصالحهم أو مصالح أحزابهم. رسم ملامح المستقبل فيصل ردمان أحد الثوار الذين خرجوا للساحات للبحث عن مستقبل أفضل قال بأنه متفائل كثير بنجاح مؤتمر الحوار الوطني ، لأنه لا يوجد أي مخرج آخر لمعالجة كافة القضايا والإشكاليات التي يعاني منها الوطن سوى عبر الحوار، وقال اليمن تعاني من غياب للدولة وغياب للجيش والأمن عن القيام بمهامه بسبب تسلط المتنفذين ، وهناك انتشار للسلاح و تردي في معيشة المواطن وفي الخدمات وفي مختلف المجالات ، وهذه كلها لن يتم معالجتها إلا عبر الحوار الوطني. ويضيف قائلاً: مؤتمر الحوار حتى الآن يسير بشكل جيد ولو أنه ليس بالقدر الذي نأمله كمواطنين لكنه يرسم لنا ملامح المستقبل، ملامح الدولة المدنية التي ظلينا نبحث عنها خمسون عاما ، لكن في المقابل على الحكومة أن تطلع بدورها أيضا لنجاح الحوار وذلك من خلال توفير الخدمات لا نطالبها بالمستحيل نعلم أن هناك الكثير من العراقيل لكن نطالبها بالقيام بأبسط واجباتها الأساسية .. معالجة كافة القضايا أيضاً العقيد خالد أحمد الخولاني (مشرف ومعقب على خدمات الأمن في مؤتمر الحوار الوطني الشامل يبدي تفاؤلاً كبيراً بنجاح مؤتمر الحوار الوطني. ويقول: حقيقة الشعب عانى الكثير بسبب الأوضاع المتردية؛ لهذا المؤمل من مؤتمر الحوار أن يضع الحلول لمعالجة قضايا الوطن والتي تأتي في مقدمتها القضية الجنوبية وكذلك قضية صعدة. وكذلك أن يعالج كافة القضايا التي لها علاقة مباشرة بمعيشة وحياة المواطن.