أمسِ .. رحتُ أبحثُ عن امرأةٍ كنتُ أعرفها في أقاصي ذاكرتي الهشّةِ مستمعاً لصوتها الخفيضِ كرقصة العشبِ في الهواءِ والوميضِ المنبعثِ كشعاعٍ من البرتقالِ .. كُلّما تمرُّ كنتُ جاداً في معرفةِ كل شيءٍ عنها أن أوزّعَ نفسي التي تتقلّصُ في نموِّها كيابسِ الحرثِ كنت جاداً أكثر من أي وقتٍ بأن أتعرَّف على ملامح وجهها الصغيرِ داخلي وأن أتحرّى رغبتها الشقيّةِ في تقصّي المعاني لقصيدة جفّت عندَ التماعٍ على نصاعة الأوراق أو اشتباهٍ بأني القادم من براري الفراغ كجوادٍ مرهق الخطى فلأيّا أواجه نفسي وأحثّها على البقاء مغرمةً وهي هناك ترتّب أشياءها الكثيرة ليلها الصاخب نهارها القَلِقُ المسافة التي تجلد انوثتها وتمحو كل أثر للينابيع والفرحِ كنتُ جاداً ومنسجماً بأن أجرِّب كيفَ بكتْ وابتسمتْ معاً لي .. أنا الأخرقَ الذي أحبَّته السفيهَ الذي يهتفُ بالرؤى والظنونِ والموغلُ في الخمر والماضي كيف هتفَتْ بأعلى صمتها أحبك أنتَ أيّها المنسيُّ الواضح في ذروةِ الأحلامِ والغناءِ