الوزير البكري يزور مسجد عمر بن الخطاب في عدن ويستنكر اقتحامه واعتقال إمامه    روسيا.. استخراج كهرمان بداخله صرصور عمره حوالي 40 مليون سنة    لماذا لن يقمع الانتقالي مظاهرات الجنوب الحقيقية؟    وزير الأوقاف يؤكد أن ما حدث لشيخ الكازمي في المسجد يعد انتهاكًا صارخًا ومرفوضًا لا يقره دين ولا قانون    الأوقاف: اقتحام المساجد أمر مستنكر يسيء إلى هيبة الدولة ويزرع الفوضى ويفتح أبواب الفتنة    الحثالات في الخارج رواتبهم بالدولار ولا يعنيهم انهيار سعر الريال اليمني    أحزان الكعبة المشرفة.. هدم وحرائق من قبل أمراء مسلمين    خبير دولي يحذر: العد التنازلي للمؤامرة الكبرى على مصر بدأ    مورفي يكذب مزاعم ترامب تدمير البرنامج النووي الإيراني    مانشستر سيتي ينتظر الهلال السعودي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية    الفزعة الإماراتية.. نخوّة وشجاعة في كل موقف    الهلال السعودي إلى ثمن نهائي كأس العالم    نادي النصر يجديد عقد الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو    في مساحة الاختلاف.. يبقى الوطن أولاً..    Fairphone تعود لعالم أندرويد بهاتف منافس    عدن تشتعل بالأسعار بعد تجاوز الدولار حاجز 3 آلاف ريال    امتيازات خيالية وأرقام ضخمة بعقد رونالدو الجديد مع النصر السعودي    عراقجي: لا نقبل حاليا زيارة غروسي لطهران    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    كأس العالم للاندية: السيتي يكتسح اليوفنتوس بخماسية ليخطف الصدارة    التكتل الوطني يحذر من تفاقم الأوضاع ويدعو الرئاسة والحكومة لتحمل مسؤولياتهما    شهادات مروعة.. معتقلون يكشفون تفاصيل تعذيبهم داخل زنازين الحوثي    عدن.. انعقاد الورشة التشاورية لصياغة خطط حماية المرأة ضمن برنامج تعزيز الوصول إلى العدالة للنساء والفتيات    عن الهجرة العظيمة ومعانيها    إدارة أمن عدن توضح حول اقتحام مسجد في المنصورة وتلمح إلى الاسباب    كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وآخر المستجدات (فيديو)    مبابي يتهم باريس سان جيرمان بالتعامل معه بطريقة "غير أخلاقية"    وفاة واحد من ابرز الجيولوجيين اليمنيين    عبده شرف الشامخ بفكره وعلمه ومبادئه    مقتل 29 تلميذا في افريقيا الوسطى    الارصاد يتوقع استمرار هطول الامطار الرعدية على المرتفعات    صفقة جديدة تثير الجدل في ليفربول.. ومخاوف من التأثير على دور محمد صلاح    الدولار يسجل مستويات متدنية وسط مخاوف أمريكية    استبصار وقراءة في سردية احمد سيف حاشد الجزء الثاني (فضاء لايتسع لطائر)    زينة: «ورد وشوكلاته» يكشف مشاكل الشخصيات    كازاخستان.. اكتشاف قطع أثرية تعود لعصر قبيلة الساكا    شرطة تعز تلقي القبض على متهم بارتكاب جريمة قتل في مديرية مقبنة    من الماء الدافئ إلى دعامة الركبة.. دراسة: علاجات بسيطة تتفوق على تقنيات متقدمة في تخفيف آلام الركبة    بفاعلية الحقن ودون ألم.. دراسة : الإنسولين المستنشق آمن وفعّال للأطفال المصابين بالسكري    طرق الوقاية من السكتة القلبية المفاجئة    تسجيل هزات أرضية من المياه المجاورة لليمن    من يومياتي في امريكا .. مرافق بدرجة رجل أعمال    كيف نطالب بتحسين الأوضاع    استئناف نقل النفط الخام من عقلة شبوة لكهرباء الرئيس    من يدير حرب الخدمات وتجويع المواطنين في عدن؟    فعالية ثقافية في مديرية السخنة بالحديدة إحياءً لذكرى الهجرة النبوية    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    تحذير أممي من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن    عينيك تستحق الاهتمام .. 4 نصائح للوقاية من إجهاد العين في زمن الشاشات والإضاءة الزرقاء    5 مشكلات صحية يمكن أن تتفاقم بسبب موجة الحر    تجارة الجوازات في سفارة اليمن بماليزيا.. ابتزازًا مُمَنهجًا    الشاعر المفلحي.. رافعات الشيادر روحن فوق جيل الديس    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    كفى لا نريد دموعا نريد حلولا.. يا حكومة اذهبي مع صاروخ    حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين    إب .. تعميم من مكتب التربية بشأن انتقال الطلاب بين المدارس يثير انتقادات واسعة وتساؤلات حول كفاءة من اصدره    الحديدة و سحرة فرعون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس صالح: - البيض مقدام لكنه انفعالي ومزاجي-نص المقابلة
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 12 - 2012

أهلاً بكم مشاهدينا الكرام أنا طاهر بركة أحييكم وأقدم إليكم حلقة جديدة من برنامجكم " الذاكرة السياسية " نتابع في هذه السلسلة مع الرئيس اليمني السابق *علي عبدالله صالح، أهلا بك معنا مجدداً فخامة الرئيس...
أهلا.
*نريد أن نفتح ملف الوحدة قبيل إتمامها وإلى حين التنفيذ، ما الذي ساعد وما الذي عرقل؟
-الوحدة هي هاجس كل اليمنيين من قبل الاستقلال وبعد الاستقلال، بعد رحيل الاستعمار من جنوب الوطن، فهي هاجس كل اليمنيين في الشمال والجنوب، ولكن من الذي يسارع في تقديم تنازلات أكثر من أجل تحقيق الوحدة، وكان هناك تمترس، كل واحد يريد أن يفرض أجندته ورؤاه في تحقيق الوحدة، هذا بعد الاستقلال 68 وما بعدها إلى سنة 70، تطورت الأمور بين الشطرين وتدخلات خارجية بالدفع بالشماليين ضد الجنوبيين والجنوبيين ضد الشماليين، وأفضت إلى حرب 72 وتم إيقاف الحرب وتدخلت الجامعة العربية وتم لقاء بين رئيسي الوزراء في الشطرين في القاهرة الأخ محسن العيني، والأخ علي ناصر محمد، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار وبحث آلية الوحدة واستعادة الوحدة، وهدأت الأمور تلاها لقاء طرابلس بين الرئيس عبدالرحمن الإرياني والرئيس سالم ربيع علي، وتم الاتفاق على تسمية إنهاء ما يسمى بالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وأن ينخرط الجميع في إطار الجمهورية اليمنية، كان هناك تحفظات.. لماذا تبعدوا لفظ العربية من تسمية دولة الوحدة، كان قد تدخل القذافي وقال لماذا تصرون على كلمة العربية والشعبية، أنتم أصل العرب، وما في داعي لهذا التمترس.. وتم الاتفاق على استعادة الوحدة، وتم تشكيل لجان وإنشاء تنظيم سياسي موحد ... إلخ، وسارت الأمور واستأنفت اللجان أعمالها بين الشطرين وطلع عبدالله ونزل عبدالله وتحرك عبدالله، واحد اسمه عبدالله الخامري كان مبعوث شخصي في عدن وهناك في الشمال عبدالله حمران، فكان ينزل عبدالله من صنعاء ويطلع عبدالله من عدن وكله تسويف، كل واحد يريد أن يفرض أجندته..
*حالة مماطلة ..كل واحد يريد أن يكسب أكثر؟
-نعم بالضبط.
*ما هي أقسى التنازلات التي يمكن أن نقول اليوم إن اليمن الشمالي قدمها لتحقيق الوحدة؟
-تطورت الأمور بين الشطرين، التدخل بقيادة الحزب الاشتراكي في الشأن الشمالي من خلال الدفع بالجبهة الوطنية الشمالية التي أفرزتها أحداث أغسطس في صنعاء وذهبوا إلى الجنوب وحصلوا على دعم من الجنوب، وجاء التوحيد بين هذه الفصائل والحزب الاشتراكي، هم عدة فصائل ما يسمى بالجبهة الوطنية الشمالية، وانخرطوا في إطار الحزب الاشتراكي قبل إنشائه في 78 كانوا في إطار الجبهة القومية وكانت الجبهة القومية كإطار حزبي فتم دفعهم، أفضت هذه التوترات إلى حرب 79، التي تم إيقافها بعد تدخل الجامعة العربية، وكان للجامعة العربية دور إيجابي وكذلك العراق والأردن وسوريا وأيضاً روسيا، الاتحاد السوفيتي آنذاك حذر قيادة الجنوب من اجتياح الحدود الشمالية لأنه كان في اجتياح وتوقفت الحرب واستأنفت لجان الوحدة أعمالها من خلال قمة الكويت التي دعا لها الشيخ جابر الله يرحمه وذهبنا إلى الكويت مع وفد شمالي ووفد جنوبي، الوفد الشمالي برئاستي والوفد الجنوبي برئاسة عبدالفتاح إسماعيل، واتفقنا على أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها، وكان الإخوة في الجنوب يدعون إلى وحدة فورية على الفور، لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أنهم في نشوة انتصار على الحدود الشمالية، فتم الاتفاق على أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها خلال 4 شهور ثم يتم اللقاء بين قيادة الشطرين للاطلاع على ما تم إنجازه وما ندخلش في التفاصيل الكثيرة..
*بدون تفاصيل فنية..
-يعني تم الاتفاق على أن تجتمع القمة، فعلاً اجتمعت القمة برئاسة علي ناصر محمد كان نائب رئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى ورئيس الوزراء واستؤنفت في صنعاء في 13 يونيو وتم الاطلاع على ما أنجزته لجان الوحدة، وواصلنا في إطار لجان الوحدة، ذهبت بعدها إلى عدن في 81 ونزلت مشروع تحقيق الوحدة على ثلاثة مراحل، على ثلاث محطات، الكنفودرالية، الفيدرالية، الوحدة الاندماجية لأنه كان الذبح والهجمة من قبل الجبهة موجود في المناطق الوسطى وقلنا بدل ما نشعل حرب أخرى بعد حرب 79 نحمل غصن الزيتون ونحمل مشروع الوحدة، وهم في الجنوب المنادين أكثر بالوحدة، فذهبت ووجدت أنه لم تكن هناك جدية.. عبارة عن رفع شعار للوحدة، كلمة حق يراد بها باطل، تمخضت هذه القمة عن إنشاء المجلس اليمني الأعلى، مهمة هذا المجلس اليمني الأعلى هي إنشاء مشاريع مشتركة وشركات مختلطة وتسهيل تنقل المواطنين، هذا ما تم في لقاء عدن، وواصلت الجهات المختصة أعمالها في هذا الاتجاه، جاءت مأساة 13 يناير..
*86..
-وانقسم الجنوب على بعضه، ذهب علي ناصر ومجموعته ، ماكان يسمى بالزمرة إلى الشمال، وهناك سموهم بالطغمة، فذهب علي ناصر وأنصاره من الجيش والحزب والحكومة إلى صنعاء، استقبلوا استقبالا جيدا رغم أنهم خرجوا في حالة مشينة من الجنوب، استقبلوا وأكرمناهم وعطفنا عليهم وسلمنا لهم الميزانية وعوملوا كدولة، هم كانوا يريدون أن يستعينوا بالشمال، يعني يستيعدوا أوضاعهم في الجنوب لشن حرب على الجنوب ، نحن رفضنا هذا الأمر وقلنا لا يمكن، من خرج من الباب لا يعود من النافذة، ولا يجوز أن نتقاتل فيما بيننا على السلطة. هدأوا في صنعاء واللجان استأنفت أعمالها بين صنعاء وعدن، بعد مجيء "جوربتشوف" إلى موسكو وبدأ تفكك الاتحاد السوفيتي، وبدأت الحرب الباردة تهدأ، كان الفضل في إنهاء الحرب الباردة هو للرئيس "ريجن" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحليفته "تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا، وهما من سعيا إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي، وإنهاء الحرب الباردة، هذا كان شعار، سمحت لنا الأمور بالتحرك بسرعة نحو الوحدة عرف الإخوان في الحزب الاشتراكي لم يعد معهم ذلك الضغط حق المنظومة الاشتراكية فهدأوا وتحركنا في اتجاه الوحدة وكان التحرك إيجابيا، طبعاً كان هناك معارضة شمالية وجنوبية على تحقيق الوحدة، ومعارضة قوية، لكن كان هناك إرادة سياسية من قبل القيادتين استغلالا للوقت بسبب تفكك الاتحاد السوفيتي وعدم استمرار التشطير لأن لا ندخل في تآمر على بعضنا البعض، لأنه وجود دولتين في مكان واحد أو كيانين في جسم واحد ما هو إلا تآمر.
*يعني كان هناك ظرف دولي موات؟
-نعم.
*طيب.. لما صارت الوحدة، ما هي أقسى التنازلات التي قدمتموها؟
-كل واحد قدم تنازلات يعني الشمال قدم تنازلات والجنوب قدم تنازلات، الشمال بحكم ثقله السكاني قدم تنازلات كبيرة، في المناصب، في الحقائب، في مراكز صنع القرار، قدم تنازلات كثيرة من أجل الوحدة، وجاءت الوحدة واندمجنا وانتهى الموضوع، بدأت مشكلة حرب الخليج والأزمة وغزو العراق..وإلخ... انعكست هذه المشاكل في المنطقة...
*غزو العراق للكويت..
-نعم غزو العراق.. انعكس أيضاً على الأوضاع في اليمن، وحصلوا على دعم جناح كان في الحزب قوي وذهب إلى المنطقة، وحصلوا على دعم معنوي ومادي لإعادة فصل الجنوب عن الشمال بحجة أن الحكومة اليمنية بكامل تكويناتها محسوبة على نظام صدام حسين، أو تدعم صدام حسين، وهذا غير صحيح، وأنا قد تحدثت في أكثر من مناسبة بأنه لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل، صدام حسين ارتكب حماقة وغزا الكويت، وتحدثنا معه وقلنا له لن يسمح لك المجتمع الدولي ببلع هذه الدولة، ووعدنا بالانسحاب، وقال أخبروا لي الملك فهد يتصل بي..
* هل يمكن القول بأن علي سالم البيض هو الذي قاد التيار الوحدوي مع الشمال، هل يعود له الفضل في ذلك؟
- نعم.. ومن ورائه مهندس الوحدة المرحوم صالح بن حسيني، هو كان أكبر شخص مؤثر عليه..
*برغم أنك وصفت البيض فيما بعد بأنه خائن وعميل؟
-عندما أعلن الانفصال.
* إذاً أنتم كنتم تريدون وحدة على مراحل تبدأ بالكونفدرالية إلى حين تحقيق الوحدة الاندماجية...
- كانت خيارات لهم؟
*كانت خيارات.. طرحتموها عليهم ولكن عندما جاء الظرف الدولي المواتي أتت الفرصة للاندماج؟
-وافقوا على الوحدة الاندماجية.
*هل ساعدت الوحدة اليمنيين في تحسين أحوالهم المعيشية، الاقتصادية، الأمنية، السياسية، أم أنها زادت عليهم الويلات من الحروب والفقر والمآسي؟
-في السنوات الأولى لم يكن أداء الحكومة جيدا نتيجة التقاسم وكل واحد كان يرمي المسئولية على الطرف الآخر، واشتدت الأمور حتى جاءت حرب صيف 94 بعد نهاية حرب 94، لمس المواطنون في الجنوب وفي الشمال خيرات الوحدة.
*طيب ممكن تسمح لي أقول لك الأسباب التي يقولها الجنوبيون والتي أدت إلى ما وصلتم إليه في 94، يقولون إن أبرز الأسباب تتلخص في حرب الاغتيالات التي استهدفت قيادات الحزب الاشتراكي في صنعاء، ومنها قيادات عسكرية أساسية وأن هناك خطة كانت محكمة من قبلكم لتصفية قياداتهم؟
-هذا غير صحيح.. هذا عمل استخباري خارجي من أجل أن يقولوا طلعنا إلى صنعاء ولم نأمن ويجب أن نعود إلى عدن.
*يقول البيض وافقنا على الوحدة طواعية، لكن عندما تصبح هذه الوحدة معمدة بالدم فنحن نرفضها، ولقد رضينا بالوحدة، لكنها تحولت إلى احتلال فرفضناها؟
-أي دم؟، أنتو أصحاب مشروع العودة بالوطن إلى ما قبل 22 مايو، أنتم من رفضتم، وأنتم من استلم ثمن الوحدة وثمن الانفصال وليس نحن.
*كيف تصف البيض؟
-هو صاحب مقدام لكن حالاتي، انفعالي.. أحياناً ينساق بشكل إيجابي وأحياناً انفعالي..
*فخامة الرئيس، إلى أي مدى ساهمت نتيجة الانتخابات في 93 التي خضتموها مع الاشتراكي في تصعيد حدة الموقف بينكم ما أدى إلى حرب ال 94؟
-كان من المفترض أن تجرى الانتخابات في 93 بأشهر، ولكن هم طلبوا التأجيل، تقريباً أجلت حوالي ستة أشهر، بعدها تفاوضنا وتمت الانتخابات، تمت الانتخابات تحت إشراف لجنة عليا مشتركة، كان لهم الأغلبية فيها، كان في اللجنة العليا شخصيات كبيرة من الحزب، وتمت الانتخابات، لكن كان هناك نوايا مبيتة للانفصال من خلال التحركات، الاستيلاء على المال العام في الجنوب، عدم وصول الأموال إلى العاصمة المركزية للدولة، فكانوا هم يصرفون ببذخ من الخزينة العامة لدولة الوحدة، وكانت من الخزينة الرئيسية وهي الشمالية، كانوا يصرفون كأنهم غير مسئولين، وأن هذه ليست ممتلكاتهم ولا ممتلكات اليمن، ولكنها ممتلكات الشمال نتصرف فيها، كانوا يصرفون بعبث، فجاءت الانتخابات، وشكلنا غرفة عمليات برئاستي ورئاسة علي سالم البيض، وكنا في القصر الجمهوري ونتابع سير الانتخابات..
وتطلع النتائج، في نهاية الأمر المؤتمر لم يحصل إلا على مقعد أو مقعدين في الجنوب وهم حصلوا على سبعة في الشمال تقريباً. يقول علي البيض لي بالحرف الواحد في آخر الانتخابات:" كم كنا نتمنى لو أنكم حصلتم على مقاعد أو حصدتم مقاعد في الجنوب ونحن نحصد مقاعد في الشمال".. كان كلامه جميلا، قلت له:" طيب عاد الحالة النفسية والتوترات والتأثير الشطري والسيطرة الشطرية تحتاج إلى وقت خليها تفوت"..، قال:" أخشى ما أخشاه أن يجتمع البرلمان الجنوبي ويعلن الانفصال"..، قلنا:" غير رأيك نحن ما زلنا في بداية الطريق، لا يمكن، على أي أساس؟،.. قال:" لأنه هكذا"..، كان في رسم خططهم أنهم سيحصدون مقاعد الجنوب ومقاعد في الشمال بحكم وجود ونفوذ الجبهة الوطنية، المؤتمر الشعبي العام دخل الانتخابات وشتت الأصوات لأنه في كل دائرة ثلاثة، أربعة مرشحين مؤتمريين، فجاء للإصلاح نصيب جيد وللبعثيين وللناصريين.
*صحيح.. بس هنا اتهام لنظامك السابق بأنه حضرتك ساهمت في هزيمتهم في الانتخابات لأنك قطعت عليهم الطريق بدخول الإصلاح؟
-الإصلاح حزب موجود، سمحنا بالتعددية السياسية بعد إعلان الوحدة على طول فكان لا بد من دخول الإصلاح والناصريين والبعثيين، والناصريون أساساً هم شماليون والبعثيون معظمهم شماليون والإصلاح كان شماليا..
*الاتهام أنك قصدت دعمهم من أجل أن تهزم الجنوبيين؟
-لا أنا لم أدعم، أنا كنت أدعم كل القوى السياسية لتكون شريكة، كنت أريد كل القوى السياسية تكون في شراكة واحدة.
*هذه التعددية الحزبية قلت عنها فيما بعد بأنه كانت خطأ ارتكبته القيادة بعد الوحدة؟
- صراحة هي مشروع الحزب الاشتراكي أما المشروع الصحيح، والذي تم الاتفاق عليه في طرابلس، هو إنشاء تنظيم سياسي موحد، وتكون هناك داخل هذا التنظيم السياسي الموحدة منابر تعبر عن رأيها، لأننا قد نصل إلى التعددية السياسية قد تؤثر وتعمل شرخ.. هم أصروا على التعددية السياسية، كانوا يعتقدون أنهم سيكسبون ولاء الناصريين نتيجة تذمر الناصريين في الانقلاب واتخاذ الإجراءات القضائية بحقهم، وأنهم سيكسبون ويميلون إليهم،كذلك ما يسمى بالبعثيين، كذلك الجبهة الوطنية .
*يعني جذب كل من له مشكلة مع نظامك؟
-نعم مع النظام في الشمال..
*فخامة الرئيس اتهمت في تلك الفترة بالتشجيع لتيارات الإسلام السياسي في الجنوب، وبالتالي تشجيع العنصر القبلي أيضاً في الجنوب من أجل إنهاء سيطرة الجنوبيين للاشتراكيين في الجنوب؟
-التعددية السياسية، لأنه ما بني على باطل فهو باطل، كان الشعب في الجنوب مقهوراً من تصرفات الحزب لأنه الحزب هو القائد والحزب هو الدولة فأقصوا كل القوى السياسية في الجنوب...
*مش هكذا كان الوضع في الشمال؟
-خليني على الجنوب.. فأقصوا كل القوى السياسية الفاعلة في الجنوب وبقي الحزب القائد حتى انتهت الألقاب لهم.. مثلاً علي ناصر محمد الحسني، خلاص ما فيش حاجه، اسمه علي ناصر، فسيطروا سيطرة كاملة، كما قلت لك ما بني على باطل فهو باطل، مجرد ما جاءت الوحدة حصل انفراج تحرك العنصر القبلي، تحركت جبهة التحرير، تحرك المشايخ، تحركت كل القوى، اتهموني أنا بها..
*وأنت دعمت ذلك؟
-لا أبداً.. هم مدعومون من أنفسهم، اتهموني بأني الذي دعمتهم لإنهاء نفوذ الحزب، وهذا غير صحيح، لكن مثلما تحدثت أنه كل شيء يحصل يعلقون الشماعة فوق الرئيس صالح، خلاص طيب ما شاء الله، إذا الرئيس صالح بهذه القدرة وبهذه الإمكانيات وبهذا الدهاء، هذا شيء عظيم أن يوصف بهذه الأوصاف، أداؤهم كان أداء غير سليم، قبل الوحدة.. ولذلك الجنوب انتفض عليهم ولن يعود لهم ذلك النفوذ، وأرادوا بالانفصال أن يستعيدوا بناء الدولة الجنوبية القهرية لإضعاف الجنوب.
*أنت تلومهم على نظام الحزب الواحد وإلى ما هنالك؟
-طبعاً حزب واحد..
*ولكن هم يقولون بأنه هذا ما كان حاصل في الشمال وبقي؟
-بالعكس، في الشمال كان هناك تعددية غير معلنة، لأنه نحن تربينا على ثقافة القاضي عبدالرحمن الإرياني أن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة، فكانت ثقافتنا على هذا الأساس رغم أن الحزبية موجودة، فلما عملنا انتخابات قبل الوحدة انتخابات لمجلس الشورى ظهرت التعددية كاملة، لكن غير معلنة، فلم تعلن على السطح إلا في عام 1990..
* يقال أن تلك السياسة التي اتهمت فيها بتشجيع العنصر القبلي وتيارات الإسلام السياسي هي التي أدت فيما بعد إلى نمو التيارات المتطرفة في الجنوب التي تحاربها السلطات الآن وحاربتها أنت من قبل؟
- التطرف في الجنوب موجود، التيار الأخطر في الجنوب هو تيار القاعدة، والذي أنا حاربته قبل الانفصال، وعلى رأسهم الفضلي وغيره، ودخلنا في مشاكل معهم قبل حرب 94 حرب الانفصال، وتواصل هذا التيار وتقاتلنا معه وتم التنسيق والتعاون بيننا وبين الأمريكان، تعاون استخباري، لكن لم نفتح لهم الأجواء على مصراعيها لا براً ولا بحراً ولا جواً، يعني كان هناك تنسيق كل ما احتجنا إليهم قدمنا لهم تسهيلات لضرب القاعدة..
*لكن أنت تنفي استخدام أو اللعب على وتر الدين من أجل محاربة الماركسيين الذين يوصفون بالإلحاد والكفر؟
-لالالا.. بالعكس أنا ضد التطرف، أنا الذي عانيت من التطرف أكثر من أي واحد قبل الوحدة وبعد الوحدة.
*بعد اعتكاف البيض وتصاعد حدة الموقف تم التوصل بعد إلى وساطة أردنية من الملك حسين تم التوصل إلى وثيقة..
-وياسر عرفات..
* تم التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق، كيف تم التوصل إلى مثل هذه الوساطة، يعني ما الذي قام به الملك حسين وياسر عرفات؟
-الملك حسين كانت نواياه طيبة، يريد أن يعمل على رأب الصدع والحفاظ على الوحدة اليمنية، ودعانا إلى عقد قمة تمثل كل القوى السياسية التي مع جناح البيض وجماعته والتي معنا واجتمعنا في عمّان وجرى حوار طويل ساخن حتى توصلنا إلى وثيقة العهد والاتفاق، ونحن قدمنا التنازل فيها وليس علي سالم.
*ماذا قدمت؟
-كل بنود الاتفاقية جرى الحوار بينهم.. أنا كنت أقدم التنازلات وكانت قوى سياسية ترفض هذه التنازلات من بينهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وحزب الإصلاح، وكانوا يقولون هذا تفريط من جانبك، قلنا من أجل الحفاظ على الوحدة لا بأس، وقعنا على هذه الوثيقة، لم يجف حبرها، وذهب البيض إلى المملكة على طائرة خاصة، ولم يعد إلى صنعاء، كتب الشيخ عبدالله الأحمر الله يرحمه في الوثيقة أنها سارية المفعول إذا عاد التئام القيادة في صنعاء.
*إذاً لم تنفع مثل هذه الوثيقة لأنه (البيض)كان يتجهز للحرب من قبل وبدعم خارجي؟
-نعم.. كانت هذه الوثيقة متطرفة، على أساس أنها شروط تعجيزية لي شخصياً،.. أنا أوافق عليها، وجماعتنا يرفضوها..
*ما هو أبرز شرط تعجيزي، أنت اعتبرت أنه إنجاز كبير أنك قدمته؟
-لا أتذكر بنودها.. لكن هي منشورة تستطيع أن تأخذها ، فكانت شروط تعجيزية أنا كنت أقبل بها على طول، الإخوان في القيادة في المؤتمر وحلفاؤنا الإصلاح كانوا رافضين، وأيضاً البعض البعثيين كانوا رافضين، قلنا ما علش من أجل الحفاظ على الوحدة، البيض عنده نوايا مسبقة وقرار بالانفصال، ليش؟.. لو سألتني كان في انقسام داخل الحزب لأنه كان في من ضمن الاتفاق أن نعمل دمج للحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام، فكان للجبهة الوطنية دور كبيرة في عدم الموافقة على دمج المؤتمر والحزب، كأنه سيكون الحزب جنوبي والمؤتمر شمالي، وكان هؤلاء الشماليون الذين في الجبهة سيسمونهم البدون، إنهم سيخرجون من هذه اللعبة السياسية لا هم شماليون ولا هم جنوبيون، فعملوا على عدم دمج الحزب والمؤتمر، وهذا باعتراف البيض، البيض قال وأنتم ما دام عملتم لي هذه الشغلة وأنا سأعمل شغلة أكثر من هذا، أعلن الانفصال، أنا جبتكم إلى دولة الوحدة وسأخرجكم منها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.