ثلاثة أيام تفصلنا عن اليوم المنتظَر الذي وعد رئيس الوزراء المصري الأسبق الفريق (أحمد شفيق) بالخلاص فيه من النظام المصري الحاكم برئاسة الدكتور (محمد مرسي). الجميع يعلم أن "شفيق" قبل رحيله للإمارات بعد خسارته في انتخابات الرئاسة المصرية كان يشغل منصب رئيس الوزراء المصري لفترة محدودة، وقبل ذلك شغل منصب وزير الطيران المدني. وفي كلا المنصبين لم يأتِ بجديد، ولم يحقق طموحات الشعب المصري في فترة الاستقرار السياسي قبل ثورة (25 يناير). بل إن تُهَم الفساد المالي أثناء شغله منصب وزير الطيران المدني لا زالت تطارده حتى اليوم، خاصة فيما يتعلق بتواطئه مع نجلَي الرئيس المخلوع (حسني مبارك). واليوم يظهر شفيق على الملأ في ثياب (الواعظين) مرةً، وفي ثياب (المخلِّص) مرة أخرى؛ فها هو في آخر تجلِّياته يأتي مبشِّرًا بيوم الخلاص من النظام الحاكم ويحدده بيوم (30 يونيو) الجاري، مشيرًا إلى أن ذلك اليوم سيكون (بداية النهاية) لحكم الإخوان (المعيب) على حد وصفه، ومبشرًا بأنه سيكون فاصلاً في تاريخ الديمقراطية المصرية والعودة للأصول، بعيدًا - على حد قوله- عن "لعب العيال الذي يحدث حاليًّا". كثيرة هي الأنظمة التي توالت على سدة الحكم في بعض البلدان العربية والإسلامية، هذه الأنظمة تختلف في توجهاتها ما بين ديكتاتورية قمعية ك(صدام، والقذافي، والأسدَين، ومبارك) ومتطرفة ك(الملالي) في إيران، ومع هذا لم تنل من النقد والسخرية والتشكيك في النوايا ما نالته الحكومة المصرية برئاسة مرسي! أضف لديكتاتورية وتطرف تلك الأنظمة أنها لم تأتِ نتيجةَ انتخابات شهد العالَم (بنزاهتها) كانتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة؛ بل جاء بعضها -واستمر- عن طريق انتخابات (وهمية) حتى أصبحت نسبة (99،9) ماركة مسجلة للانتخابات العربية، وجاء بعضها على جماجم شعبها، وجاء بعضها بمؤازرة غربية صريحة. وعطفًا على نزاهة انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة فإن المنطق يقتضي أن تُعطى الحكومة المنتخَبة الفرصة كاملة خلال الفترة الرئاسية المقررة بأربع سنوات دون مماحكة أو بلبلة، على أن يتم خلال هذه الفترة رصد السلبيات والإيجابيات، والتأكد من وفاء الحكومة بوعودها الانتخابية، وفي نهاية الفترة الرئاسية يتم القرار (الشعبي) وفق المعطيات المتوافرة والإنجازات المتحققة. فإن وفت الحكومة بوعودها أو بالنصيب الأعظم منها فللشعب -وحده- أن يعيد ترشيحها لفترة ثانية، وإن لم تَفِ بوعودها فمقبرة التاريخ تسعها، ولا مجال لانتخابها مهما كانت توجهاتها، ومهما كان لبوسها. العجيب في (هرطقات) شفيق هو قوله إن الدولة لا يمكن أن تُدار بنظام (ديني)! ولا أدري هل بنى حكمه هذا نتيجة صلاحية ونجاعة الحكم البائد الذي دمر اقتصاد مصر، وأفقدها مكانتها الدولية؟ أم أنها أحكام استباقية لوأد بشائر العدالة والنزاهة المرتقبتين اللتين تُبشران بهما الحكومة المنتخبة؟ ثم يأتي بهرطقة أخرى تفوق سابقتها فيقول إن:"المَوجة الآن ضد التيارات الإسلامية لأن الناس بدأت تفيق". هو يعلم أن موجة الثورات العربية ما قامت ضد حكومات تصف أنفسها بأنها إسلامية، بالتالي فالموجة الثوراتية معنية بالدرجة الأولى بالأنظمة الديكتاتورية كالتي عاش شفيق في كنفها قرابة (30) عامًا. يجب على شفيق وغيره من فلول الأنظمة البائدة أن يفيقوا من أوهامهم، ويعلموا أن الزمن تخطاهم، وأن الخطاب الذي ساد زمن الأنظمة البائدة لم يعد له قبول في زمن التحولات الأخيرة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (52) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain