محمد حفني - القاهرة - تصوير: خالد رفقي اعتبر الناشط السياسي ووكيل مؤسسي حزب الدستور المصري، شادي الغزالي حرب، أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بسرقة الثورة المصرية، التي قام بها شباب أنقياء على نظام فاشل ظل 30 عامًا على قلوب المصريين.. وقال الغزالي حرب في حواره مع (المدينة) «يوم 30 يونيو الجاري سيكون يوم الخلاص من النظام الحاكم الحالي، برئاسة الدكتور محمد مرسي، وهو نهاية مؤكدة لحكم الإخوان».. وتوقع الناشط السياسي أن تشارك جموع كبيرة من الشعب المصري في تلك الثورة.. وأوضح الغزالي أن «حملة تمرد قانونية وشعبية، لأنها صادرة ونابعة من الشعب الذي يرفض الظلم والطغيان ويطالب بالحرية والاستقلال».. واستنكر الغزالي الدعوات إلى العنف قائلًا «هذا كلام يردده بعض قيادات جماعة الإخوان، ومبرره هو الخوف من يوم 30 يونيو (بعد غد)».. وفيما يلي نص الحوار: * كيف ترى دعوات النزول يوم 30 يونيو؟ ** يوم 30 يونيو سيكون ثورةً حقيقيةً بمعني الكلمة في تاريخ مصر، وسيكون يومًا مشهودًا وامتدادًا ل 25 يناير، لأننا نريد التخلص من اللصوص، الذين سرقوا الثورة الأولى، التي كنا نريد أن نقتلع بها الفساد والاستبداد، ومصر لن تكون لها كلمة إلا إذا نجحت تلك الثورة، وبالنسبة للمخاوف من إراقة الدماء، فالقوى الثورية ستعمل على عدم حدوث احتكاكات وسقوط دماء جديدة، وسنحتشد أمام الاتحادية بالملايين ولن نغادر إلا بعد إسقاط النظام الحالي، بعدما أثبت فشله في كل شيء. * هل تتوقع نزول أعداد كثيفة يوم 30 يونيو؟ ** أنا أتوقع خروج الملايين إلى الشارع والميادين في كل المحافظات، وأذكر أنه يوم 25 يناير خرج الناس ليقولوا «عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية»، وتم اختطافها من أناس ما إن وصلوا إلى الحكم حتى تخلوا عن كل مبادئ الثورة أو بالأحرى فإن الإخوان سرقوا الثورة ونسوا الشعب، لذلك أتوقع خروج الشعب بالكامل للدفاع عن حريتهم التي سلبت في عهد نظام الإخوان، بسبب ظروف البلاد الاقتصادية وزيادة حدة الفقر والبطالة. * التيارات الإسلامية ترى أن تمرد ليس هل لها مبرر شرعي، هل هذا صحيح؟ ** تمرد أزعجت التيارات الإسلامية، وألقت الرعب في قلوبهم، بعد زيادة عدد التوقيعات، والحملة كما قلت صادرة من الشعب، الذي هو مصدر السلطات، وباكتمال 15 مليون توقيع، توجب على الرئيس أن يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وعلى الرئيس أن اراد تكذيب تلك الحملة أن يترشح للانتخابات المقبلة الجديدة. * لكن هناك على نفس الأسلوب حملة أخري تجمع توقيعات لتأييد الرئيس تسمى تجرد؟ ** تجرد ليس لها وجود في الواقع قياسًا بتمرد، وحملة تجرد تقودها التيارات الإسلامية بخداع الشعب، والمثال على ذلك أن البعض منهم يأخذ بطاقة المواطن من أجل أنبوبة بوتاجاز، أو استخراج بطاقة تموين أو بطاقة عيش، ويقوم هؤلاء بالتوقيع على الاستمارة بدلًا عن المواطنين، وهذا خداع وغش من قبل تيارات إسلامية توعظ ليل نهار بالبعد عن الغش والتدليس، ورغم ذلك تجرد ليس لها وجود في الشارع. * وهل ترى أن القوى الإسلامية لديها القدرة على تجميع أصوات الإسلاميين لصالح تجرد؟ * القوى الإسلامية، التي أعطت مرسي أصواتها في المرحلة الأولى لا تتعدى 5 ملايين أثناء الانتخابات، والآن تلك القوى انخفضت إلى حد كبير بسبب ضعف الأداء والوعود التي لم تحقق، فبعد مرور عام علي تولي مرسي الحكم هناك المزيد من التدهور في مصر بكافة نواحي الحياة، الأمر الذي دفع شباب من التيارات الإسلامية للتوقيع على حملة تمرد، بسبب سوء حالة البلاد، ورأت بعض قوى التيارات الإسلامية أن وجود مرسي على كرسي الرئاسة خطر على مصر. * ألا ترى أن النظام من الممكن أن يكون أكثر استبدادًا إذا مر يوم 30 يونيو دون أن يتغير شيء؟ ** نحن قادرون على مواجهة الظلم والاستبداد، فالشعب المصري أسقط نظام جثم على قلوب المصريين أكثر من 30 عامًا، واستطاع بوحدته وقوته إسقاطه عقب ثورة 25 يناير، والشعب شعر أن من يحكمه يحاول إعادة الكرة مرة أخرى، لذلك سوف يخرج عن بكرة أبيه للوقوف ضد الظلم والطغيان، كما أن الشعب سوف يثور ويرفض هذا الحكم لعدة أسباب، منها تردي الحالة الاقتصادية، خاصة أن هناك 2500 شخص كل يوم ينضمون الى صفوف العاطلين، وعدم وجود رعاية صحية، ولم يخرج علينا رئيس الدولة ليتحدث عن مشروع قومي لرعاية الصحة والمرضى الذين يموتون لعدم وجود العلاج المناسب لهم، وفي رأيي فإن الشعب سيستمر في الدفاع عن ثورته، حتى تتحقق أهدافها، وأثق تمامًا أنه سيقف على قدمه من جديد، وسيثبت لكل الدنيا أنه قادر على استكمال ثورته. * مؤيدو مرسي أعلنوا خروجهم يوم الجمعة 28 يونيو (اليوم) في الميادين واعتصامهم، كيف ترى ذلك؟ ** حق التظاهر السلمي مكفول للجميع، ولكن يجب على كل فصيل أن يتجنب الاحتكاك بالآخر، ونحن في دولة ديمقراطية، والجميع له الحق في التعبير عن رأيه، والغلبة في النهاية ستكون للشعب، الذي هو مصدر السلطات، وأظن أن التيارات الإسلامية سوف تحاول جرنا إلى خلافات عن طريق مندسين لهم من أجل ضياع الثورة، لكننا سنكون لهم بالمرصاد. * ما هي توقعاتك لدور الجيش في تلك التظاهرات؟ ** الجيش سينزل إلى البلاد في حالة تعرض مصر للخطر لا قدر الله، والجيش أكد أنه منوط به حماية البلاد من الخارج خاصة الحدود ومنع تسلل دخول مجرمين وخارجين عن القانون للدفاع مع الإخوان، ونحن نثق في الجيش وقدرته على حماية مصر من الداخل والخارج. * وماذا عن موقف الشرطة الحرج؟ ** وزير الداخلية أوضح أن يوم 30 ستكون الشرطة على مسافة واحدة من كل التيارات، وهو الأمر الذي لاقى استحسانًا كبيرًا في الشارع المصري، ونحن لا نريد الزج بالشرطة في أي خلافات سياسية، وعليها حماية المنشآت العامة للدولة المنوط بها طبقًا للقانون. * هل ترى أن اجتماع مرسي مع القوى الإسلامية والحشد الكبير في مؤتمر لمناقشة أزمة السد الأثيوبي أو نصرة سوريا رسالة تحذيرية لقوى المعارضة قبل 30 يونيو؟ ** اجتماع مرسي بالقوى الإسلامية يؤكد أنه رئيس لفئة وجماعة وليس لكل المصريين، وهو بالفعل يحاول أن يوجه رسالة إلى قوى المعارضة لإرهابها، لأن الخوف يسيطر علي مؤسسة الرئاسة، ولكن قوى المعارضة سوف تحتشد، وشخصيًا أتوقع أن يكون يوم 30 يونيو آخر أيام مرسي في الحكم. * وهل ترى أن الانتخابات الرئاسية المبكرة هي الحل أم أن إصلاح النظام الحالي ربما يكون حلًا آخر؟ ** بعد مرور عام على الحكم وفشل النظام في حل مشكلات مصر، التي أكد وراهن مرسي على حل بعضها خلال 100 يوم، لم يعد أمامه سوى الرحيل لإنقاذ البلاد من حالة الغرق التي تمر بها، والإعلان عن مجلس رئاسي يدير البلاد لحين انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل دستور جديد يلقى ارتياحًا من الجميع، وبعد نجاح من ينجح في الانتخابات الرئاسية الجديدة، حتى لو كان من الإخوان سوف يكون الشعب كله وحدة واحدة. * هل جبهة الإنقاذ مستعدة لتقديم مرشح لها في حال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟ ** أنا أثق في قدرة الدكتور محمد البرادعي أحد قيادات الجبهة ومؤسس حزب الدستور، وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي لإدارة البلاد، ولكن بصفة عامة نحن لا نسعى لرحيل النظام من أجل ترشيح أحد من قوى المعارضة، ولا نعارض من أجل المعارضة، ولكن نحن نسعى إلى انتخابات رئاسية لفشل النظام القائم في إدارة وخدمة الشعب. * هل سيكون البرادعى هو مرشح الجبهة؟ ** لست مخولًا بأن أقول اسمًا معينًا، ولكن دعني أقول لك إن البرادعي هو رمز الثورة المصرية، وهو مفجرها منذ عام 2009، وهو أحد رموز مصر، الذي يشهد له الجميع بالوطنية تجاه بلده. * كيف تري استهداف النشطاء السياسيين من قبل النظام بتهمة «إهانة الرئيس»؟ ** النظام الحالي يحاول السيطرة على شباب الثورة بكل الطرق، وقد خرج علينا النظام الحالي بتهمة جديدة موجهة لجموع الشعب المصري وهي «إهانة الرئيس» وهي تهمة غير دستورية، ولابد من إزالتها من القانون لمخالفتها للدستور، لأن من حقنا نقد سياسيات الرئيس المخالفة، وعلى فكرة هي كثيرة ولا تعد ولا تحصى، وجعلها البعض نكتة في وسائل الإعلام، كما حدث مع برنامج باسم يوسف. * ما هو موقفك الراهن من الرئيس محمد مرسي؟ ** أنا لا أعتبر مرسي رئيسي لعدة أسباب، منها محاصرة جماعته للمحكمة الدستورية وللقضاء ولمدينة الإنتاج الاعلامي، كما أنه استباح دماء المصريين وقام بسحل المواطنين واعتقال الشباب الذي حمله إلى كرسي الرئاسة، فكيف أعتبره رئيسًا؟، وقد أضر أداؤه بمصر سياسيًا واقتصاديًا، ولعل مشكلة سد النهضة الأثيوبي دليل على انعدام الكفاءة. المزيد من الصور :