د. عبد الرحمن سعد العرابي * العنصريّة الفارسية... أمرٌ لم يكن مستغرباً بين الإيرانيين.. فهم يرون أنفسهم فوق الجميع... ويرون وطنهم الوطن الأوحد.. ويؤمنون بأن عرقهم (الأندوأوربي).. أنقى وأصفى الأعراق البشرية.. ومنبعُ ذلك كله.. نفوسٌ عنصريةٌ تفوق الصرب والسلاف... * وكانت هذه العنصرية.. واضحة ومعلنة إبان الحكومات التي تعاقبت على إيران.. بهلوية ومن قبلها قاجارية.. ومن قبلهما صفوية... وهي ليست سوى امتداد لفارس القديمة.. الساسانية وغيرها.. حتى أن شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي احتفل إبان حكمه في حفل باذخ بمرور (2500) عام على تأسيس الإمبراطورية الساسانية.. * مع الجمهورية الإيرانية الحالية.. ظن كثيرون بأن العنصريّة الفارسية.. وئدت إلى الأبد.. كون الملالي أصحاب السلطة والنفوذ في الجمهورية الجديدة... يدَّعون أنها إسلامية.. وأن شعاراتهم إسلامية. وأنها دولة ديمقراطية.. وليس بأفضل دليل.. من الانتخابات.. * لكن وكما نقول دائماً إن المعايير الحقيقية.. لهكذا ادعاءات.. الأفعال والواقع والأحداث.. من ذلك على سبيل المثال... رمزية العلم الإيراني.. التي لم تختلف عن الدولة البهلوية سوى في تغيير شكلي.. يظنّ معه الناظر... أنه مختلف... بينما التدقيق يوضّح أنه لا يوجد تغيير.. فالألوان كما هي الأخضر فالأبيض فالأحمر.. والشعار وإن بدا وكأنه لفظ الجلالة فإنما هو ذات الرسم للأسد الإيراني وفوقه التاج البهلوي.. * وأما ديمقراطية إيران.. فيكفي التذكيرُ بمعاملة حكومة الملالي للأقليات داخل إيران.. فلا عرب الأحواز ولا الكرد ولا البلوش ولا التركمان.. ولا الأذريون.. يلقون مساواة كما يتمتع بها الايراني الفارسي.. وهذه منتهى العنصرية المقيتة.. التي لا تحتاج إلى دليل... [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain