د. محمد سالم الغامدي من الأسئلة الشائعة التي تطرح حتماً كل عام بين أفراد مجتمعنا سؤال : أين نذهب هذه الإجازة ؟ وهو سؤال بالتأكيد منطقي ومستوجب يتداوله الكثير في ظل حاجة الإنسان إلى إحداث بعض التغيير على نمط حياته اليومي وبما ان فترة إجازة رب الأسرة أو الطلبة أو حتى الأفراد هي الزمان المناسب لإحداث ذلك التغيير فإنها ستكون المعترك الأصعب لطرح هذا السؤال وهنا أيضاً تبقى الإجابة عليه حائرة فالاتجاهات المطلوبة لقضاء تلك الإجازة حتماً لا تخرج عن اتجاهين: إما أن تكون رحلة التغيير داخل الوطن باتجاه الأماكن السياحية أو الدينية أو باتجاه الأسواق ورحلات التسكع هنا وهناك ، أو تكون باتجاه دولة خارجية وكلاهما يبقى محفوفاً بالعقبات والمصاعب الممتدة فالأماكن السياحية لدينا للأسف الشديد لا تزال تشكو الإهمال من قبل بعض أمانات المدن وبلدياتها وكأن الأمر لا يهمها فالمدن التي وهبها الله طبيعة ساحرة تشكو الإهمال في مختلف المناحي ذات العلاقة حيث لا تتوفر بها الأماكن الكافية المهيأة لاستقبال الناس وتحقيق مآربهم الترفيهية والثقافية كملاعب الأطفال والجلسات النظيفة المجهزة بالتجهيزات المطلوبة لمثل تلك الأغراض كدورات المياه النظيفة والطرق المعبدة ومواقف السيارات والساحات المخصصة لإقامة الفعاليات الترفيهية والثقافية وتفعيل دورها بالبرامج المناسبة المكثفة والممتدة عبر أيام الأسبوع ، والأماكن السكنية كالفنادق والشقق المفروشة للأسف الشديد أغلبها يفتقد للنظافة بالإضافة الى الغلاء الفاحش في أسعارها ولعل تلك العقبات والصعوبات تدفع بالقادرين مادياً من أبناء الوطن الى المغادرة الى خارج البلاد للظفر بقضاء وقت جميل مع أفراد أسرهم أو حتى منفردين بعد أن عجزوا أن يجدوها في وطنهم وهنا تبقى قائمة قضية هجرة الأموال وهو ما يعد هدراً اقتصادياً كان من الأولى استثماره داخل الوطن . أما غير القادرين من أبناء الوطن فليس أمامهم سوى الرضى بما قسم لهم من رحلات المعاناة الداخلية التي تعودوا عليها كل عام وليس أمام أبنائهم سوى التسكع بين الأسواق وماقد يترتب على ذلك من قضايا سلوكية واجتماعية أو أن يبقوا حبيسي منازلهم يشكون القهر وقلة الحيلة وفي كل الحالات السالفة الذكر يبقى الخاسر الأكبر هو الوطن ممثلاً في كيانه البشري والمادي ويبقى القائمون على أمانات المدن ورؤساء البلديات هم المسئولون عن كل تلك القضايا وهو ما يستوجب مساءلتهم عن كل ذلك الهدر ولعلي هنا أجدها فرصة للإدلاء ببعض المقترحات ذات العلاقة بهذه القضية والتي يمكن أن تسهم في الحد من ذلك الهدر المادي والخلل الإداري المتجذر ومن تلك المقترحات: = أن تتولى الهيئة العليا للسياحة والآثار إحياء وترميم الأماكن الأثرية المنتشرة بكل أرجاء وطننا الحبيب وان تقوم برعايتها ووضع البرامج الدائمة لزيارتها وفق تنظيمات دقيقة وعلى درجة عالية من الرفاهية والا تلتفت لمن يقف حجر عثرة أمام تلك البرامج بحجج لاصحة لها ، وان تولي اهتمامها لمعالجة قضية المغالاة والعشوائية في أسعار الشقق المفروشة . = أن يتولى مجلس الشورى الموقر مناقشة قضايا الأماكن السياحية والبرامج الترفيهية والثقافية التي يحتاجها المواطنون بمختلف شرائحهم وان يتولى متابعة ذلك مع الجهات ذات العلاقة كأمانات المدن وبلدياتها والهيئة العليا للسياحة والآثار. = أن تسعى الدولة الى استحداث وسائل نقل أخرى كالقطارات مثلا لتسهيل حركة التنقل بين المدن وأن تضع الحلول الإستراتيجية لكبح جماح تدفق الأموال المهاجرة الى الخارج بحجة السياحة فالوطن أولى بها . وفي الختام نتمنى أن يتوقف نبض سؤال : اين نذهب هذه الإجازة من خلال إيجاد الإجابة المنطقية والمقنعة له والله من وراء القصد. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :