للمرة السادسة.. "فيتو" أميركي في مجلس الأمن يفشل مشروع قرار لوقف النار في غزة    قبيل التطبيع: اتفاقيات أمنية سورية مع إسرائيل قبل نهاية العام    الخونة خارج التاريخ    جائزة الكرة الذهبية.. موعد الحفل والمرشحون    أزمة مجلس القيادة الرئاسي:    البوندسليجا حصرياً على أثير عدنية FM بالشراكة مع دويتشه فيله    لماذا تراجع "اليدومي" عن اعترافه بعلاقة حزبه بالإخوان المسلمين    ذكرى استشهاد الشهيد "صالح محمد عكاشة"    جنوبيا.. بيان الرئاسي مخيب للآمال    راشفورد يجرّ نيوكاسل للهزيمة    صندوق النظافة بتعز يعلن الاضراب الشامل حتى ضبط قتلة المشهري    حين تُغتال النظافة في مدينة الثقافة: افتهان المشهري شهيدة الواجب والكرامة    تعز.. إصابة طالب جامعي في حادثة اغتيال مدير صندوق النظافة    تجربة الإصلاح في شبوة    وعن مشاكل المفصعين في تعز    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    سريع يعلن عن ثلاث عمليات عسكرية في فلسطين المحتلة    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    إشهار جائزة التميز التجاري والصناعي بصنعاء    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    انخفاض صادرات سويسرا إلى أميركا بأكثر من الخُمس بسبب الرسوم    مجلس القضاء الأعلى ينعي القاضي عبدالله الهادي    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    الأرصاد: حالة عدم استقرار الأجواء ما تزال مستمرة وتوقعات بأمطار رعدية على أغلب المحافظات    المحرّمي يعزِّي في وفاة المناضل والقيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    برغبة أمريكية.. الجولاني يتعاهد أمنيا مع اسرائيل    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    يامال يغيب اليوم أمام نيوكاسل    مفاجأة طوكيو.. نادر يخطف ذهبية 1500 متر    نتائج مباريات الأربعاء في أبطال أوروبا    دوري أبطال آسيا الثاني: النصر يدك شباك استقلال الطاجيكي بخماسية    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    مواجهات مثيرة في نصف نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    مجلس وزارة الثقافة والسياحة يناقش عمل الوزارة للمرحلة المقبلة    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    غياب الرقابة على أسواق شبوة.. ونوم مكتب الصناعة والتجارة في العسل    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما سر الترهيب من طهران والترغيب بأنقرة.. بقلم / توفيق الحميري
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 12 - 2012

منذ أن بدأت موجات الاحتجاجات الشعبية في الكثير من البلدان العربية نحو التغيير كان لابد لهذه الثورات والاحتجاجات أن تختار نموذجا لها ليطبق في شكل دولة التغيير القادمة بالنسبة لها لأن معظم وغالبية الدول العربية ذات تصنيف من الدرجة الثالثة على الترتيب العالمي أو ما تسمى بالدول النامية التي أصيبت بشلل النمو منذ ستينيات القرن الماضي .. وافرزت هذه الموجات وربما بشكل أدق صنعت لمشاريع الربيع قوى تصدرت المشهد الاحتجاجي ووظفت توظيفا دوليا حيث يتشكل هذا المشروع وفق ما يفصله الداعمين والممولين له وبالتالي تسلب إرادة الشعوب من داخل الثورات التي تقوم بها مباشرة وذلك عندما تقولب البدائل التي تصاغ لها ولا شيء يأتي من الشعب سوى التضحيات ودفع الفواتير الباهظة الثمن لقاء ما يقدم لهم من أفكار لا تخدمهم بل هناك من يدفعون فواتير وتكاليف مقتلهم وللقاتل نفسه كما حدث في ليبيا. وفي معظم الأحيان.. هذه البلدان النامية وبالمشاريع الجديدة القادمة لابد من أن يقدم للناس نموذجا مشاهدا لفاعلية المشروع .. " تطبيق عملي لكي يقتنعوا " فمثلا روّج للاشتراكية في القرن الماضي وأثناء ثورات الخمسينات نظرا لأنها كانت تطبق في الاتحاد السوفيتي آنذاك .. وروج للناصرية في الوطن العربي أو القومية كونها كانت تطبق في مصر أو العراق ويرى الشعب المنقولة إليه تلك المشاريع أو النماذج تعد رقيا وتقدما مقبولا لديهم.. واستطاعت تلك القوالب المصنوعة استغلاله نحو التوجه للسلطة.. بمعايير ناقصة وبمحاذير مختلفة ..وفي السنوات الماضية ونحن كمسمى لدول إسلامية وبالتزامن مع رياح ومطالب التغيير حين انتهت أرصدة الكروت السابقة لحكام العرب من النفوذ الغربي أصبح الناشد للتغير في اغلب الأحيان أمامه نموذجين متناقضين اثنين .. إذا ما نظرنا لواقع الدول الإسلامية المتأخرة ..
هذان النموذجان يصنفان باللاعبين الرئيسيين في ما يسمى بتوازن قوى المنطقة هما
الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التركية..
كيف ينظر لهما بحسب تقييم الشعوب ؟؟
سنعمل مقارنة تعريفية للمزايا والخصائص التي جعلتهما تتصدران قائمة القوى الثابتة في المنطقة حسب قول المحللين ونحوهم..
سنبدأ بالنموذج الأول وهو النموذج التركي ..
في ال_30 سنة الماضية وصل التيار العلماني وشكل النظام السياسي التركي بكافة أقطابه الليبرالية والعلمانية والإسلامية والأرمنية والشيوعية والتركمانية....الخ إلى ما تسمى بحالة الجمود السياسي لم يعد هناك طرفا يستطيع ان يتمدد على حساب الآخر ولكن هناك مشروعا أعده اتاتورك عبر يهود الدونمه منذ أكثر من قرن لابد أن يستمر ,, لاستعادة اسطنبول وأخواتها من أيدي الإسلام وعلى غرار التجربة الناجحة تاريخيا في اسبانيا.. هذا المشروع الاتاتوركي الذي أطاح بالوطن العربي ومهد للاستعمار الغربي له في القرن الماضي عبر التخلي عن بلدان العرب للغرب ثم الانتقال إلى تكملة المشروع داخل السلطنة التركية التي جمهرت وانتقلت إلى دولة علمانية استمر المد العلماني حتى التسعينات لم يعد بمقدوره اخذ مكاسب أكثر لأنه وصل إلى مرحلة الإخلال بالعقائد الأساسية والأيدلوجيات للأطراف الأخرى والتي كان أشدها مناهضة ما يسمى بالإسلاميين في تركيا ..جاءت الفكرة عندما تم التقدم لإسلاميي تركيا ببقية خارطة الطريق نحو السلطة لعلمانيين تحت قناع الإسلامي في سبيل إنهاء أسلمة تركيا مضمونا وليس شكلا... وهو ما أسمي بالانتقال السلمي للسلطة وحالة تغيير شهدتها تركيا عبر حزب العدالة والتنمية و"مشروع النهضة الإسلامي التركي".. كتجربة ونموذج أمام معروضة العرب
وقبل وصول إسلاميي غول وأردوغان إلى سلطة تركيا لم تكن العلاقات مع العدو الإسرائيلي والغرب كما هي عليه الآن..
أصبحت تركيا عبارة عن أراضي إضافية للمشاريع الرأسمالية الإسرائيلية لوفرة الخامات ولانخفاض أجر العامل التركي وسهولة استغلال اسم صناعة تركية وتسويقه إلى العرب وغيرهم .... ولكي تحصل على أسواق إسلامية لها بعد أن فهم اليهود أن العرب والمسلمين لن يقتنعوا بسلعة مكتوب عليها مباشرة صناعة إسرائيلية..
هذا أولاً: أصبحت تركيا الحليف الأول لأمريكا وإسرائيل في المنطقة وكلنا يتذكر المناورات الثلاثية المشتركة في البحر المتوسط حيث اشترك في هذه التدريبات القوات "التركية والإسرائيلية والأمريكية" وتركيا من الدول المشاركة بفاعلية بجيشها وعتادها في قوات ما يسمى بحلف الناتو.. حتى في الثلاث السنوات الأخيرة عندما بدأت الشعبية والموجة الانتخابية افتعلت أكذوبة التوتر بين العلاقات الإسرائيلية التركية نتيجة لمقتل 7 جنود أتراك على متن سفينة تركية بنيران إسرائيلية وبينما الوقائع تؤكد عدم انقطاع العلاقات مع العدو الإسرائيلي كلياً خلال الأزمة المزعومة بين الطرفين بل شهدت خلال ذلك تطورات في جوانب منها شكلت دفعاً جديداً .فقد سجل حجم التبادل التجاري بين الطرفين خلال عام 2011 ارتفاعاً ملفتاً حيث سجلت الصادرات التركية ارتفاعاً بلغ20%، في المقابل ارتفعت الصادرات "الإسرائيلية خلال العام نفسه إلى 40%، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما للطرفين 4 مليار دولار، وفي العام 2012م إلى 6.5 مليار دولار للطرفين هو ارتفاع لم يشهد له مثيل في السنوات الخمس الماضية بالرغم من الأزمة السياسية المفتعلة في الظاهر... كما أعلنت القناة الثانية الإسرائيلية أن رحلات الطيران التي تخرج من تل أبيب متجهة لأنقرة زادت حتى بلغت نحو 55 رحلة أسبوعيًّا، فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن كيان الاحتلال زود تركيا قبيل الاعتذار بأنظمة قتالية إلكترونية متطورة تحسن بشكل ملحوظ قدرات طائرات الإنذار التابعة لسلاح الجو التركي.
تركيا لا تصنع الصناعات الثقيلة وغالبية مصانعها ملبوسات ومأكولات وحلويات
كل هذا في عهد الإسلاميين الأتراك.... هذه صورة بسيطة لمعيارين من المعايير التي تصنف على أساسها المقارنة بين هاتين التجربتين .. هما جانب علاقتها مع العدو الأمريكي والإسرائيلي والملف الاقتصادي .. وأما علاقتها مع الاتحاد الأوربي فلا تزال الوعود الأوربية بضمها إلى الإتحاد مرهونة بالعديد من التشريعات التركية والقانونية المطلوب تعديلها ..والكل يعلم ماذا يطلب الأوروبيين من تركيا ..ابتدءاً من مسألة الحجاب للطالبة في الجامعة ووصولا إلى موضوع التوريث وعقود الزواج وانتهاء بالزكاة والضرائب وغيرها من التشريعات المنتظرة من تركيا لكي تدخل في الاتحاد الأوروبي ....
وبالتالي وما سأقوله هنا هو جوهر ما نريد الوصول إليه .. منذ تشكيل حكومة ما يسمى بالوفاق أبرمت العديد من الاتفاقيات المشتركة والمتبادلة بين حكومتي اليمن وتركيا حيث لا توجد وزارة من الوزارات إلا وقد أبرمت اتفاقية واحد على الأقل كوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بينما هناك وزارات فاقت الأربع اتفاقيات كالسياحة والبيئة والتربية والتعليم وتطوير الموانئ مثلاُ.. والسبع اتفاقيات كالداخلية والنقل والملاحة الدولية ايضا .. هذا فيما يتعلق بحكومة المبادرة وأما الحكومة السابقة لها فليست مختلفة عنها بشيء ابتداءً من تلك السلسة من الفنادق السياحية التي سلمت عقارات من السلطة لإنشائها في مدينة عدن أو حتى إقامة نصب تذكاري للجندي المجهول التركي "المستعمر" الذي قتل ونكل باليمنيين ظلما وجورا وقامت عليه ثورات متعاقبة بل لا يزال مصير أكثر من ألفي أسير يمني مجهولا حتى اليوم أخذهم الاستعمار التركي وكان على رأسهم الأمام المطهر شرف الدين..
تعالوا لننظر ماذا تحقق على أرض الواقع من هذه الاتفاقيات المبرمة بين حكومة المبادرة وحكومة أردوغان..
1- اتفاقيتين هما توفير ن فرص العمل للشباب اليمني والأيدي اليمنية العاملة وأيضا اتفاقية إلغاء الفيزا بين البلدين
– ((فعلا تم توفير أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل لشباب يمنيين تم الزج بهم عبر تركيا إلى الجمهورية العربية السورية وبدون تأشيرة الفيزا للعمل بوظيفة "يا قاتل يا مقتول" وذلك ضمن المشروع التآمري الإسرائيلي الأمريكي لتمزيق سورية "..))
2- اتفاقيات بين وزارة الكهرباء ومجال الطاقة والذي تم الاتفاق علية من خلال تعزيز ونقل الخبرات التركية في مجال استحداث الطاقة ..
)) وقد لمسه المواطن اليمني من خلال حملات التخريب المستمرة لأتلاف اكبر قدر من المولدات والشبكات والمحطات فالبديل التركي "الحميد أحمري" بالأصح موجود وحسب الطلب.))
3- وزير الجمارك والتجارة التركي حياتي يازجي والذي زار اليمن والتقى بهادي وعدداً من الوزراء والمسئولين اليمنيين ووقع مع الجهات المعنية اتفاقية تتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الجمارك والتجارة ..اتفاقية التعاون الجمركي المشترك بين وزارتي الصناعة والتجارة تشجيع المنتجات التركية المصدرة إلى اليمن بل أن وزير الصناعة والتجارة لحكومة المبادرة قال في أول مؤتمر صحفي له "نحن سنقدم التسهيلات الكاملة لكافة السلع التركية الواردة إلى اليمن وهناك معارض سنوية للمنتجات التركية ستقام في العاصمة صنعاء ومراكز الترويج في الأسواق اليمنية".
—- ((فعلا الحاويات تلو الحاويات والسفن تتوالى بالقدوم إلى اليمن تحمل لنا أسلحة وليست أي أسلحة لو كانت من ذلك النوع الذي يستخدم لحرب العدو كالصواريخ المضادة للطيران ولكنها كلها أسلحة تخصص استخداماتها للجرائم كالمسدسات الكاتمة للصوت والبندقية القناصة.
حتى بعض السلع كالبسكويت والحلوى تأتي مكتوب عليها "لا يحتوي هذا المنتج على مادة دهن الخنزير صنع في تركيا .. ")). افهموا يا عرب ..
4- في مجال الصحة قدمت مجموعة من سيارات الإسعاف التي سوف يحتاجها اليمنيون نتيجة الكم المتزايد من أسلحة القتل والعبوات المتفجرة مع العلم انه قتل وأصيب ما يقارب من 100 ضابط وعسكري يمني عبر استخدام مسدسات الكاتم والدراجات النارية خلال عام واحد.. سيارات الإسعاف التي دفعت قيمتها جمعية الصداقة التركية اليمنية هي أيضا مقابل اعتماد الرحلات العلاجية إلى تركيا لليمنيين التي دشن بعلاج جرحى اشتباكات معسكر الصمع "أرحب" وإحداث الحصبة وبالنسبة للمسئولين لا داعي للذهاب إلى أوروبا خصوصا انه توجد في تركيا أقسام للسياحة العلاجية مخصصة لرجال الأعمال وكبار الشخصيات..
((كانت هذه لمحة مختصرة من النموذج المرغوب به لدى الأمريكان والتشجيع الأمريكي للحكومة اليمنية والهادف الى نقل التجربة التركية "الاسلامية" الناجحة في مجالات السلطة بحسب التصنيف الغربي طبعا)) ..
الوضع الحالي .. موجة قمع وقتل واستماتة من قبل اردوغان وحكومته نتيجة لوجود احتجاجات غاضبة وثورة شعبية تواجه بالقمع والعدوان من السلطة التي لطالما طالبت أنظمة مماثلة لدول أخرى بضرورة انتهاج احترام المواطنين..في الوقت التي انكشفت هذه السلطة التركية في عقر دارها وبزيف ما تدعو اليه..
نأتي الآن إلى النموذج الثاني وهو الجمهورية الإسلامية الإيرانية
.. ولن نختار معايير أخرى بل سنختار ذات المعايير التي قسناها على النموذج التركي .. في ال_30سنة الماضية وهي عمر الثورة الإسلامية الإيرانية التي تعتبر آخر الثورات التي قامت في دول الإقليم وتحمل التجربة السلمية أيضا.. النموذج الذي قدم الثورة المستمرة حتى الآن والنموذج الثوري الذي يحتوي في أساسيات أهدافه قضية الأمة الإسلامية ومناصرة قضايا المسلمين المظلومين أينما وجدوا ويدرك المتابعين أن القضية الفلسطينية والقدس الشريف هي أول منطلقات الثورة الإيرانية ..هذه الدولة كانت تمتلك علاقات حميمة مع جميع دول الوطن العربي ودول المنطقة كانت علاقتها متينة بدول الخليج أيضاً ولا وجود لأي نزاع أو خلاف تحت أي مسميات طائفية أو مذهبية ولا غيرها.. وكذلك العلاقة مع أمريكا بل ولديها سفارة إسرائيلية في طهران ..
وعلى المستوى الداخلي كان يعيش الإيرانيون في حالة سياسية مليئة بالأزمات والاغتيالات وواقعا تنعدم فيه الحريات والحقوق وحالة اقتصادية متردية ومجتمع معتمد على الخارج والغرب ...
وعندما قامت الثورة الإسلامية الإيرانية 1979م كيف صارت إيران؟؟ .... إيران بعد الثورة الإسلامية طردت السفير الإسرائيلي واستبدلت مكتب السفارة لدولة فلسطين.. إيران قاطعت أمريكا ورفضت التعامل مع سياسياتها الخارجية واعتبرتها الحليف الأول لإسرائيل..
انتقلت هذه الدولة إلى التصنيع الحربي والاكتفاء الذاتي الزراعي والصناعات الثقيلة كالسيارات والسفن والطائرات والصواريخ ..
تلقت العديد من العقوبات الاقتصادية والحروب التي بدأت بعد السنوات الأولى لقيام الثورة عن طريق تسليط العراق والزج بصدام حسين لخوض حرب استمرت ل8 سنوات للدفاع عن "البوابة الشرقية للعرب" بينما كان العدو الإسرائيلي يسرح ويمرح وسط "البيت العربي الواحد" تبدلت صورة إيران بالنسبة للخليج والعرب أصبحت خطراً وعدو قادم من الشرق وقطع العديد من العرب علاقاتهم بها في العشر السنوات الأخيرة انتقلت إيران إلى التصنيع الكيماوي ثم انتقلت للمفاعلات النووية وتوليد الطاقة النووية ..امتلكت ترسانة قوية من الأسلحة البحرية والجوية والبرية ذات الصناعة الإيرانية وحققت نهضة اقتصادية ..لا توجد صادرات من إيران إلى إسرائيل سوى التهديدات المتكررة وعمليات دعم المقاومة بينما تعد الصادرات الإسرائيلية إلى إيران هي مجرد بث وترويج لمشروع الطائفية والمذهبية بين أوساط الدول المجاورة لها ..
إيران التي قاطعت حتى المنتجات الأمريكية ثم قاطعها الغرب بالعقوبات لكنها كانت كلما منعت عليها سلعة معينة لا تمضي عليها أيام إلا وأنتجت سلعة محلية مماثلة وعلى المستوى السياسي حققت نجاحات شهد العالم على ديمقراطيتها وثبات تطبيق دستور الثورة الإسلامية والسياسيات الداخلية.. إيران تهدد العدو الإسرائيلي ليلا ونهارا وتعتبر المقولة الثورية الإيرانية "إسرائيل لابد أن تزول من الوجود بمثابة رعب يؤرق اليهود.. نأتي إلى علاقة إيران العسكرية بالعدو الإسرائيلي لنعود إلى التاريخ والحاضر وننظر أين موقع إيران منذ قيام ثورتها الإسلامية والحروب قامت بين العدو الإسرائيلي والعرب بعد الحروب الأهلية في بيروت والعدوان الإسرائيلي على لبنان واحتلال الجنوب دعمت إيران قيام حزب الله وأمدته بالمال والسلاح حتى استطاع أن يحرر الجنوب بل وصل الحد إلى انه انتصر على العدو الإسرائيلي وقام بتوجيه ضربات إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية في حرب 2006م كانت أنظمة العالم بأكملها ضد حزب الله باستثناء إيران وسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا وحركة حماس الفلسطينية كذلك في العدوان الأخير على غزه الذي لم يمر عام على مروره كان لدعم إيران دور حقيقي في إرغام العدو الإسرائيلي على التوقف والهدنة نتيجة لمفعول "فجر 5 " هذه علاقات إيران مع إسرائيل عسكريا.. تعتبر السلطات الإسرائيلية قيام أي تواصل مع إيران خيانة ويعاقب عليها بالسجن ل 10 سنوات .. وهذا أمر طبيعي فهي بالنسبة لهم العدو الأول وهي من تهددهم بصريح العبارة ودون استحياء..لكن الأمر الغير طبيعي عندما تطبق نفس العقلية والقوانين على المواطنين العرب وهي ذات العقوبة التي يتلقاها المواطن المصري أو اليمني أو داخل الجزيرة العربية ومملكة آل سعود السجن لمدة 10 سنوات لمن يتورط بأي علاقة مع طهران !! وربما تزيد في المستقبل مع إن هذه الدول لديها سفارات مفتوحة ولم تسمع يوما تصريحا لخارجية إيران أنها هددت إحدى هذه الدول!!!؟؟ .. الحال هو ذاته في بقية البلدان العربية التي تمر بطور التغيير..
نأتي إلى العلاقات الإيرانية مع الحكومة اليمنية.. تعتبر التأشيرات المباشرة إلى أي من البلدين شبه متجمدة ..
الصادرات والواردات لا شيء من الاتفاقيات التي على رغم ندرتها إلا إنها طمست بفعل كل هذا الخوف؟؟
لا تقدم سلطات اليمن لإيران سوى التهم الكاذبة ففي الوقت الذي قتلت طائرات آل سعود اليمنيين في عدوانها على محافظة صعدة كانت السلطات اليمنية تتهم إيران بالتدخل في شؤونها..!!
وفي الوقت التي اعترف الوزير التركي أن سفنا تركية محملة بأسلحة القتل وصلت إلى اليمن وضبط مالك احد المصانع وهو مسجون في تركيا تتهم السلطة اليمنية إيران بأنها من ترسل السلاح إلى اليمن !! بينما لم نرى حتى اليوم بندقية أو حتى قطعة سلاح أخرى إيرانية الصنع موجودة في اليمن !!!
كانت إيران تقدم خدمات لليمنيين عبر مستشفى خيري لها بالعاصمة ولكنه نافس احد مستشفيات الأخوان الربحية فأغلق بحجة عدم دفعة الإيجار للوزير حمود الهتار ..
الوضع الحالي ..إيران أنهت انتخابات ديمقراطية ناجحة والرئيس السابق سلم السلطة مبتسما منتصرا والرئيس الحالي استلم السلطة دون أن نسمع أن اشتباكات حتى بالأيدي جرت هنا أو هناك ..
إذاً: الخوف من نقل تجربة المشروع الثوري " النهضوي" الإيراني إلى العرب هو خوف من نقل مشروع العداء الحقيقي للعدو الإسرائيلي وقوى الاستكبار الأمريكي وحلفائها ليس إلا!! ...
والإقبال على نقل تجربة المشروع التركي إلى العرب هو بمثابة دعوة لنقل مشروع التطبيع والشراكة والموالاة للعدو الذي حذرنا الله من موالاتهم كما ذكر في كتابه الكريم "" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. " [المائدة:51
أعزائي:إن الأنظمة العربية والتي منها النظام اليمني برئيسيه "سابق ولاحق" صالح وهادي قد صرحا أنهما القيا القبض على خلايا تجسس يمنية تعمل لإيران وكلا التصريحين القيا من نيويورك وواشنطن.. أليس هذا إلصاق الهوية الإسرائيلية بالشعب اليمني؟ فمن المفترض إن الذي يخاف إيران ويعتبر التواصل معها يعد جاسوسية وخيانة هم المستوطنين الإسرائيليين..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.