صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يتمركزون في أحياء الجامعة الجديدة بصنعاء وآهالي الحي يشكون الحصار..: الحوثيون يسيطرون على المؤسسة التعليمية الأولى
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 12 - 2012

يتمركزون في أحياء الجامعة الجديدة بصنعاء وآهالي الحي يشكون الحصار..
الحوثيون يسيطرون على المؤسسة التعليمية الأولى
الإثنين 01 يوليو-تموز 2013 الساعة 06 مساءً
رصد / معاذ راجح
لم تعد ساحة التغيير -جوار جامعة صنعاء- اليوم قبلة عشاق التغيير المتزاحمين في ساعات الفجر انتظاراً لليوم الجديد والمستقبل المشرق، فشعارات الموت تحنطها وملامح الكآبة تكسو وجوه تجارها والأهالي، وتلقي بظلالها على جوانب الحياة المختلفة أو ما تبقى من هامش للحياة تحت وطأة الحصار الخانق والسيطرة المفروضة من قبل قوى كانت محسوبة سابقاً على الثورة.
في هذا التقرير ترصد "أخبار اليوم " معاناة آهالي حي الجامعة والحصار المفروض على تجارها من "شباب الصمود " - التنظيم الشبابي والجناح الثوري لجماعة الحوثي – والتعسفات التي يتعرضون لها من مؤسسات الدولة المتمثل في مؤسسة الكهرباء والمياه وصندوق النظافة والتحسين ووعود التعويضات التي ينتظرها المواطنون كي يبدأون من جديد.
مع انطلاق شرارة الثورة الشبابية السلمية ونصب أول خيمة أمام بوابة جامعة صنعاء في فبراير من العام 2011 م ، وساحة الاعتصام في توسع وتمدد مستمر حتى وصلت الخيام إلى الجامعة القديم وامتدت في مرحلة ما إلى جولة كنتاكي في حين كان امتدادها في الشوارع الفرعية في الرباط والعدل و الحرية مماثل في المساحة الشاسعة, إضافة إلى إحاطة الاعتصامات بسور جامعة صنعاء إلى ما يقارب جولة مذبح وامتداد الخط الرئيسي للحصبة .
وكان الأهالي يشاركون أبناء تلك الأحياء وتجارها في الفعاليات الثورية ويتقاسمون صعابها مع الثوار ويقدمون لهم مما تجود به حالتهم المادية من طعام وشراب, مساهمين بذلك في استمرار الفعل الثوري والاعتصامات السلمية، رغم ما لحق بحياتهم وتجارتهم من أثار سلبية مادية ومعنوية تعاظمت وزادت آثارها مع طول المسيرة الثورية وعمر الاعتصامات الذي ناهز العامين.
التنظيمية تعلن!
في منتصف إبريل الماضي أعلنت تنظيمية الثورة تعليق الاعتصامات طاوية بذلك شوطاً ثوري طويل سطره شباب الثورة بافتراشهم شارع الدائري ومحيط حي جامعة صنعاء كساحة لتحقيق أهداف التغيير، وقوبل قرار التنظيمية بترحيب كبير من الأوساط الشبابية والتكتلات الثورية التي باشرت في إزالة الخيام مغادرة الساحة ، كما استبشر أهالي وتجار الأحياء المجاورة خيراً بتعليق الاعتصامات ورحبوا بقرار التنظيمية، كما رحبت الجهات الرسمية في أمانة العاصمة بالقرار وشرعت في تشكيل وتسمية اللجان لحصر الأضرار التي طالت تجار وأهالي الأحياء .
وبنهاية إبريل أخليت معظم الشوارع التي كانت شاغرة بخيام المعتصمين ، وللوهلة الأولى يعتقد المرء أن الأوضاع عادة إلى وضعها الطبيعي ، خصوصاً عندما يكون قادماً بتجاه الجامعة عبر شارع الدائري ، إلا أن ذلك الاعتقاد يتلاشى عندما يصل إلى جولة مرسيليا المقابلة للبوابة الخلفية للسكن الطلابي ، حيث يجبر على النزول من الباص ليكمل مشواره مشياً على الأقدام ، وذلك بسبب قطع الطريق من قبل من تبقى في الساحة من ثوار جماعة الحوثي وبعض المكونات المتحالفة معهم .
الحوثي فرع صنعاء
حواجز ترابية أو بقايا سيارة متفحمة تصد حركة السيارات وتعيق سير المارة والدراجات النارية, يرتفع على بعض تلك الحواجز، أعلام الجمهورية اليمنية والبعض الأخر تعلوها صورة أسرة الحوثي وشعارها المسمى صرخة ، وما أن يحاول المار إزالة الحاجز عن الطريق ، إذ بالعشرات يتقفزون أمامه ويمنعوه بالقوة ويكيلون له الشتائم وتهم العمالة والخيانة للوطن ودماء الشهداء والخنوع لأمريكا وإسرائيل.
أصحاب المحلات التجارية يضطرون إلى نقل بضائعهم التجارية على دراجات نارية، فالمجاهدين على منافذ ما تبقى من ساحة التغيير, يرفضون السماح بدخول عربات النقل الصغيرة والسيارات الشخصية.
نسيم يحيى- طالبة في كلية التربية- تشكي معاناتها المتمثلة في قطع الطريق المؤدي إلى بوابة الجامعة ومنع دخول الباصات والسيارات, رغم أن الساحة تكون أشبه بالفارغة في ساعات النهار الأولى، وتوافق نسيم الكثير من الطالبات اللواتي يضطررن إلى المشي لمسافات طويلة على الأقدام وفي زحمة شديدة في أوقات الذروة.
أما عن الساكنين بالمنطقة فيقول محمد- أحد المستأجرين-: إنه لم يتمكن من إيصال وايت الماء إلى منزله أسبوعاً كاملاً واضطر إلى الخروج من سكنه المجاور للمعهد البريطاني إلى مكان أخر بعيداً عن الساحة.
يضيف محمد "نحن مع الثورة وشاركنا فيها وكنا ندخل وايت الماء وسياراتنا الشخصية بكل سهولة بالتنسيق مع لجنة النظام الذين عرفنا الجميع فيها وتعاملوا معنا بكل احترام طيلة أيام الثورة ، لكن بعد أن سيطر الحوثي على أثار الثورة انقلبت حياتنا إلى جحيم بفعل الحصار الخانق للحوثيين.
اشتباكات واقتحامات وابتزاز
وتشهد الساحة اشتباكات بين الفينة والأخرى ، تحدث تلك الاشتباكات بين الشباب المستقل و الحوثيين، فيما تحدث اشتباكات بين سائقي الموتورات والحوثيين من ناحية أخرى ، واشتباكات بين الحوثيين أنفسهم تتطور إلى عراك عنيف.
في الأيام الماضية اقتحم مسلحون خيام مستقلين جوار الجامعة المعروفين "بحارة دبش"، وجرح بعض الشباب بجروح سطحية في حين سرقت أدوات أخرين.
أحد الشباب اليساريين – فضل عدم ذكر اسمه – قال "إن الحوثيين يهددونهم ويطلبون منهم الرحيل ويعرضون عليهم مبالغ مالية مقابل الخيام ", مضيفاً " هم يريدون جامعة صنعاء تحت سيطرتهم، يريدون أن يتحكموا في بوابتها وان تخلو الساحة لهم كي يمارسون طقوسهم الشيعية ويدعون لها صباح مساء على أبواب الجامعة ، واعتداء الأمس لا يعقل أن يقوم به جنود .
في الأسابيع الماضية كانت الساحة على موعد مع عراك عنيف " بسبب هتافات الشباب لسوريا الثورة بعد صلاة الجمعة ، مما دفع بأنصار الحوثيين إلى التهجم عليهم والدعاء لبشار ، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات بالحجارة .
في ال26 من مايو المنصرم شهدت الساحة وقت الظهيرة اشتباكات بالعصي ورشق بالحجار بين عدد من عناصر الحوثيين ، بسبب "أموال" تصرف لهم من قبل جهات ومرجعيات تابعة لزعيمهم الروحي عبدالملك الحوثي .
فرض العقيدة بالقوة
محمد الفقيه- عامل في معمل جرافكس للتصاميم ويقع في مقربة من الجامعة- يشكو من تصرفات الحوثيين واستفزازاتهم المتكررة عليه وقطعهم لكابلات الكهرباء تحت أعذار انهم يصلون الكهرباء إلى الخيام .
يقول محمد " إن استمرار الحوثيين في الاعتصام يمثل كارثة لا يمكن التكهن بالنتائج التي قد تترتب عليها ,مؤكداً أنه في حال استمر الحوثيون في استفزازاتهم وممارساتهم الغير أخلاقية والخارجة عن إطار التعبير عن الرأي, فربما تحصل موجهات بينهم مع التجار وأصحاب المحلات الذين ضاقوا ذرعاً بالتعسفات والممارسات غير الصحيحة .
من جهته يؤكد صادق عامر – عامل في تسجيلات إسلامية مجاور لمحل الجرافكس- بدوره على ممارسات شباب الصمود وتعنتهم ضد تجار وأصحاب المحلات المجاورة لخيامهم قائلاً " استبشرنا خيراً بقرار التنظيمية رفع الخيام, لكننا استغربنا بقا شباب الصمود "الحوثيين" واستمرارهم في الاعتصام بل ومنعنا من تشغيل أشرطة الكاسيت على مكبر الصوت كدعاية نعملها كغيرنا من أصحاب التسجيلات ، وذلك بغرض تسويق الأناشيد والألبومات الجديدة للمواطنين .
ويستدرك صادق قوله " لكن بعد أن استفرد الحوثيون بما تبقى من الساحة حذرونا من تشغيل الأناشيد المساندة للثورة السورية أو المعبرة عن صبغة حزبية وهددونا بكسر معدات الصوت ومكبراته .
أحياء الجامعة مناطق شيعية
أثناء حديثنا مع احد عقال الحارات – نتحفظ على ذكر اسمه لدواعٍ أمنية – كشف عن مخطط يجري تنفيذه في العاصمة صنعاء يستهدف بالتحديد حي الجامعة لما له من رمزية تاريخية وعلمية.
يقول العاقل: إن عدد المنازل المستأجرة من أنصار الحوثي يزيد عن 40 منزلاً تتركز أغلبها في شارع الحرية وحي القادسية والزراعة ، ويضيف " يبلغنا بعض الساكنين عن تضايقهم من الحوثيين وتخوفهم من المشاكل وذلك بسبب إقامة شباب وقبائل "عزاب أو رجال " في أحياء مكتظة بسكن العائلات ، كذلك بسبب مشاهدتهم لمسلحين في أحياءهم الآمنة .
سألنا احد أصحاب المكاتب العقارية القريبة من المركز الإيراني عن الإقبال على المحلات التجارية والسكنية ، فأخبرنا أن جماعة تتردد عليه أكثر من مرة بحثاً عن محل يطل على بوابة الجامعة يريدون أن ينشئون مكتبة فيه للكتب الزيدية .
يضيف صاحب العقارات " وجدنا لهم محلاً وعندما عرف المؤاجر أن أشخاصاً محسوبين على الحوثيين هم من يريد الاستئجار، رفض بشدة وقطع عقود التأجير وهو يقول : لن اجعل من محلي وسيلة لنشر الطائفية والفكر الضال بين طلاب الجامعة .
تعسفات مؤسسات الدولة
مطلع الأسبوع تظاهر العشرات من أصحاب المحلات التجارية ضد مؤسسة الكهرباء ، وقطعوا في احتجاجهم جولة القادسية بالإطارات المحترقة والحجارة ، حتى أعيد التيار الكهربائي للمحلات التي قطعت المؤسسة الكهرباء عنها لتأخر سداد الفواتير .
" يبيعونا الكلام والوعود ويتركونا غنيمة للسماسرة والمصلحيين " هذا لم يكن مجرد انطباع عام ، بل كانت محصلة ونتيجة تجربة الحاج جمال ، الذي تعب من تصوير ملفات وأوراق ما لحق بتجارته وحياته من ضرر وتقديمها لمرتادي متجره بين الحين والأخر ممن يتسولون باسم كيان "لجنة "متابعة للتعويضات الحكومية لسكان حي الجامعة, الذي عانى ساكنوه كثيراً منذ اشتعال الثورة السلمية أو ما يسميه البعض بداية الأزمة 2011، إلا أن معاناة الحاج محمد لا تزال مستمرة رغم قرار تعليق الاعتصامات .
عامان ونصف اضطر خلالها الحبيشي لإغلاق متجره ومغادرة مسكنه الذي كان يقطنه مع أسرته بعد أن طالت نيران الاشتباكات التي جرت أحداثها على مقربة من القادسية .. كان نصيب متجره قذيفة" أر بي جي" سلبت حياة ابنه الأوسط والذي يأمل أن يلاقي قاتلوه عقابهم الشرعي ويعوض عما لحق بتجارته و التعويض العادل الذي أقرته الحكومة ، إلا والحديث له " أن الأمر تحول إلى متاجرة وبيع كلام وفرصة لسماسرة في ظل غياب الجهات الرسمية عن دورها".
الحبيشي شكا من سمسرت المنتفعين ومتاجرتهم بقضايا سكان الحي المجاور للساحة قائلاً " بين اليوم والأخر يأتي إلينا أشخاص يدعون انهم اتحاد للمطالبة بالتعويضات ونعطيهم ملفاً بالأضرار والخسائر التي لحقت بتجارتنا والمقدرة ب40 مليوناً, مثبت بفواتير شراء و إثبات تلف وانتهاء لصلاحية أغلب السلع بسبب قلة الإقبال على الشراء .
يضيف " يطلبون ألفي ريال على الملف ونعطيهم بالإضافة إلى ملفات أوراق من المستشفى الميداني لأخي الشهيد جمال عامر والذي سقط في الثورة، ولكن أصبحنا ضحية للمنتفعين والسماسرة المترددين علينا بين الحين والأخرى ، ولا أدري أين اللجان التي شكلتها أمانة العاصمة للنزول وحصر الأضرار.
بجوار البقالة كان صاحب صالون الحلاقة يجادل مالك المحل على الإيجارات المتأخرة والمقدرة ب 300ألف ريال حسب أمر الحضور الذي عرضه مالك المحل على المستأجر صاحب الصالون والصادر من قسم شرطة المنطقة .
يقول محمد صالح إن دخل عمله في الصالون خلال العامين تراجع إلى ربع الدخل ، وهو ما ترتب عليه تراكم في الإيجارات و تقشف في العيش وكثرة للديون وفقد للزبائن ، إثر انتقال كثير من سكان الحي إلى مناطق أخرى بعيد عن الساحات والمناطق التي حدثت فيها اشتباكات ومواجهات بين قوات الأمن والجيش من جهة و شباب الثورة و حماتها من جهة أخرى .
مليارات ووعود كاذبة
سبق وأصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي ومجلس الوزراء توجيهات بتعويض المواطنين المتضررين من أحداث العام 2011 م في العاصمة صنعاء وإعفاءهم من متأخرات الخدمات العامة "كهرباء وماء " عن نفس العام ، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث –حسب ما يقول أصحاب المحلات .
أمانة العاصمة هي الأخرى كشفت عن تخصيص مبالغ المرحلة الأولى من التعويضات للمتضررين بأمانة العاصمة خلال العام المنصرم 2011، بمبلغ 100 مليار ريال، وكان أمين العاصمة اللواء عبدالقادر هلال أعلن مطلع فبراير المنصرم عن البدء بصرف التعويضات ، ومقابل المليارات التي رصدتها الحكومة لتعويض المتضررين, إلا أن سكان حي الجامعة يؤكدون عدم تسلمهم أية تعويضات, فضلاً عن أن لجان حصر الأضرار التي شكلت خلال العام الماضي لم تصل إليهم حتى اليوم رغم مناشداتهم وتظاهراتهم المتكررة .
أغلب المحلات أفلست
الشيخ سعد الحازم- رئيس اتحاد المحلات التجارية بحي الجامعة- كشف عن خسائر بالمليارات تعرض لها تجار المنطقة, يقول الشيخ : كثير من المحلات التجارية التي كان لها شهرتها أفلست تماما وسرح موظفوها وأصبح المالك لا يستطيع أن يصرف على عائلته وبلغ عدد المحلات التجارية التي أفلست (20) محلاً تجارياً, منها على سبيل المثال (مكتبة قرطبة -مكتبة العالمية -تسجيلات الإيمان ومطابع التيسير)، حتى المحلات التجارية التي أملكها تعرضت لخسائر مادية كبيرة وانخفض البيع عندي إلى (80%) وكنت أدفع رواتب (80) موظفاً وصبرنا وتحملنا من اجل (25) مليون يمني ومن اجل ثورة الشباب السلمية المباركة وفداء للوطن الغالي.
يضيف : نحن أكثر الناس تضررنا من الاعتصامات ، ومع الأسف ر تستمر خسائرنا ومعاناتنا في ظل استمرار بعض المعتصمين ، ومع تأخر التعويضات التي وعدنا بها أمين العاصمة والجهات الحكومية.
حصار وإفلاس!!
ليست التعويضات هي الهاجس الوحيد الذي يؤرق أهالي الأحياء السكنية بساحة التغيير، فكما يمثل بقاء الحوثيين مشكلة، فإن تراكم النفايات والمخلفات أصبح خطراً يهدد الوضع الصحي للساكنين والمارة .
يقول المواطنون إن عربات البلدية لا تتمكن من الوصول إلى أحياءهم بفعل قطع الطرقات, ما سبب تراكم للنفايات والمخلفات وتراكمها بشكل ملفت في الآونة الأخيرة ، وحسب المواطنين فإن أغلب التجار يضطرون إلى إحراق النفايات المتراكمة بعد أن شكلت بيئة خصبة للبعوض والحشرات التي زادت في الآونة الأخيرة مع تراكم مياه الأمطار وطفح بعض المجاري .
اتحاد الطلاب يحذر!!
استمرار الاعتصامات ومعاناة أهالي وتجار حي الجامعة يمثل مشكلة كبيرة أمام طلاب جامعة صنعاء حسب تأكيدات قيادات اتحاد الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة .
أمين عام اتحاد طلاب اليمن عادل العصيمي قال ل"أخبار اليوم " إن بقاء الساحة لا تعطل العملية التعليمية ، لكنها تزيد من معاناة الطلاب وتسبب في توتر الوضع داخل الجامعة الآن, تمثل أسلوباً للغط والابتزاز السياسي .
يضيف العصيمي: نحن مقدمون على انتخابات اتحاد الطلاب بالجامعة و الساحة وبقائها يمثل تهديدا للاستقرار داخل الجامعة حيث أنها جعلت من الجامعة مجرد ممر للعبور ذهاباً وإياباً للمعتصمين و لم تستطع إدارة الأمن التحكم بمداخل الجامعة وبالتالي لازالت الجامعة خلفية للساحة.
وفي رسالة الاتحاد يقول العصيمي "رسالتنا إلى الجهات المعنية بضرورة رفع الاعتصام من أمام بوابات الجامعة واذا كان هناك صعوبة فليعطوا الحوثيين ساحات أخرى لمواصلة اعتصامهم ويكفي طلاب جامعة صنعاء عامين من المعاناة والحرمان من الوضع الطبيعي للدراسة ونرجو من المعتصمين تفهم وضع طلاب وطالبات الجامعة وتفهم معاناتهم وخاصة في الدخول والخروج من والى الجامعة وأبواب الجامعة مشرعة أمامهم أكثر منها أمام طلابها..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.