د. سلطان عبد العزيز العنقري قبل عدة عقود كنا نعمل حتى يوم الخميس،والإجازة الأسبوعية كانت هي فقط يوم الجمعة، كإجازة بالطبع ثابتة في عالمنا الإسلامي، لم تتأثر بالعمل يوم الخميس آنذاك ولن تتأثر بالإجازة يوم السبت عند العمل به مطلع هذا الأسبوع. إذن ليس هناك فرق يستدعي إيجاد فتوى دينية،هل يجوز أو لا يجوز...! طالما أننا كنا نعمل يوم الخميس، والجمعة إجازة ثابتة. ولاة الأمر-يحفظهم الله- لا يتخذون قرارات إرتجالية لا تخدم الصالح العام للمسلمين،أومصالح المجتمع العليا بل قرارات مدروسة مبنية على استشارات أهل الخبرة والرأي والتخصص في الأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية والصحية والتعليمية والإعلامية وغيرها من الأمور. أما ما يختص بالأمور الدينية فسماحة المفتي وهيئة كبار العلماء دائما يستشارون من قبل ولي الأمر قبل إصدار أي قرار يهم المسلمين بشكل عام داخليا كان أم خارجيا.قرار تغيير إجازة نهاية الأسبوع هو قرار اقتصادي بحت يحافظ على إقتصاد المملكة وثقلها الاقتصادي العالمي. في مجتمعنا بالذات أصبحنا محل استغراب أمام العالم، وبخاصة من خلال شبكات التواصل الإجتماعي التي لا تخفي أي شيء من البعض ممن لا ينتسبون لأهل العلم الشرعي الصحيح. فلو اردنا، على سبيل المثال، اتخاذ أي قرار اجتماعياً كان وليس دينياً كإجازة قيادة المرأة للسيارة، أو دخولها مجلس الشورى،أو العمل في محلات بيع المستلزمات النسائية،أو العمل في أي مجال يخصها كمرأة يحفظ حقوقها ويصون كرامتها لتكسب لقمة العيش الشريف وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، كما هو معمول به في جميع الدول الإسلامية،فإنه لابد من ان نسمع فتاوى في أمور محسومة شرعا لا غبار عليها.هؤلاء البعض ممن يفتون بدون علم ويحثون على التبرعات والجهاد والتي هي من اختصاص ولي الأمر الذي يعلن جمع التبرعات ويعلن الجهاد . البعض من هؤلاء يدفعون أولادنا للجهاد والتحريض على الفتنة وهم يرسلون أولادهم إلى أرقى الجامعات في الخارج،ويسكنون في منازل لا يستطيع أي مواطن متعلم تعليما راقياً، بل حاصلا على الدكتوراه في أي تخصص يحتاجه المجتمع الحصول عليه، وهم فقط حفظة لأحاديث ثم تجد أن صيته يذاع في كل مكان بل يحرصون على أن لا يمس أولادهم وفلذات أكبادهم سوء بل يحذرونهم من الانجراف وراء من يدعون للجهاد والتبرعات,فالجهاد - في نظرهم - مخصص لطبقة معينة فقط وأولادهم ليسوا من هذه الطبقة!!. وحتى التبرعات يحثون ويدعون إليها وهو وأولاده لا يتبرعون.تغيير إجازة نهاية الأسبوع من الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت، أمر مطلوب بل ملح حتى تتواكب تعاملاتنا التجارية والمالية والبنكية والاقتصادية بشكل عام مع ما هو معمول به دوليا كوننا جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم الذي نعيش فيه,وكوننا أيضا في مجموعة العشرين،كأكبر تكتل اقتصادي عالمي، من خلال سلعة واحدة هي البترول وبقية الصناعات البتروكيماوية وغيرها،إلى جانب أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي، أو الاتحاد الخليجي قريبا،إجازة نهاية الأسبوع هي الجمعة والسبت،والاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون يحتم على المملكة توحيد إجازة نهاية الأسبوع مع مثيلاتها في دول المجلس.إضافة إلى أن البنك المركزي لدول الخليج مقره الرياض إلى غيرها من الأسباب التي جعلت المملكة لها ثقلها في جميع المجالات وبخاصة المجال الاقتصادي.فلايمكن أن يكون يوم الخميس معطلاً وبقية دول عالمنا الإسلامي والعربي والدولي مفعلاً ،ولا يمكن أن يكون يوم السبت مفعلاً في المملكة وبقية دول العالم معطلاً.أساتذة الإقتصاد يقولون لنا أن هناك هدرا بمليارات الريالات في تعطيل يوم الخميس،وهدراً كذلك بمليارات الريالات في العمل في يوم السبت،وهو يوم غير فاعل في جميع دول العالم.تعطيل يوم الخميس والعمل في يوم السبت هو بالضبط خسارة وطنية للاقتصاد وللاستثمار وهروب لرؤوس الأموال التي تبحث عن كل ثانية ودقيقة وساعة ويوم للاستثمار فيه،فالوقت عند المستثمرين كالسيف إن لم يقطعوه قطعهم.شيء بديهي ومنطقي يقول لنا لا يمكن أن ننام ودول العالم تعمل ولا يمكن أن نعمل ودول العالم نائمة.الإقتصاد هو عماد المجتمعات فبدونه لا إستثمار ولا وظائف ولا تقدم ولا حياة هذه هي الحقيقة التي قد لا يستوعبها البعض ممن يرون الإبقاء على يومي الخميس والجمعة كإجازة لنهاية الأسبوع،أي ليس مهماً أن يخسر المجتمع مليارات الدولارات وليس الريالات؟! المهم أن مايقوله البعض ممن يفتون ولا ينتسبون إلى أهل العلم الشرعي الصحيح يجب أن يأخذ طريقه للتنفيذ؟! قرار سامي حكيم يعيد الأمور إلى نصابها لوقف الهدر لاقتصاد معطل لمدة يومين تم بهذا القرار تخفيضه إلى يوم واحد . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain