الأربعاء – جدة في طبعة أنيقة على ورق مصقول قدم الشاعر عبدالقادر بن عبدالحي كمال ديوانه «رحيل الشموس» في طبعته الأولى، مشتملًا على (37) قصيدة جلها على النسق الخليلي المنضبط، توزعت في (72) صفحة من القطع المتوسط. سبقها الشاعر بتقديم أشار فيه إلى سيرته مع الشعر، وكيف أنه هجر الشعر، أو هجره الشعر عندما كان فتيًا، واستغراقه في الوظيفة التي أخذت عليه مفاصل وقته كله، ليتغير الحال عندما «حط به السير في كنف المرور» ليعود إليه الشعر بقصيدة مطلعها: غرستُ المحبة في كل وادْ ووشّيتُ دوريّتي بالودادْ وطفق من ثم يكتب الشعر وفق المناسبات المتفرقة طرفة أو خاطرة، ليجد المتسع من الوقت للشعر وعالمه عند تقاعده عن العمل، حيث عادت إليه «لياقته الشعرية» التي كانت حصيلتها هذا الديوان، الذي يستهله الشاعر بقصيدة نبض وفي مطلعها يقول: رسمتُ لكم نبض قلبي وروحي وبوحي وإحساسي المرهفِ وعطّرته بنبيل المعاني ولوّنته بدمي المُرعفِ وعلى هذا النسق تمضي قصائد الديوان، حيث نقرأ عن أمّ البنين، وبعضُ ميْت، ثم تأتي قصيدة «بارق الإسفار» على نمط التفعيلة وفيها يقول كمال: جئتُ.. إليك يا حبيبتي لأهزم الليل وأزرع النّهارْ أشقُّ في جبين الصبح نوره وبارق الإسفار وأسحب الشموسَ من غياهب المدارْ أما بقية قصائد الديوان فجاءت تحمل العناوين التالية تبعًا: قرة العين، مليكة عرش الحسن، رحيل الشموس، وداعيّة، رشقة، إشراقة الحضور، إعلان الخضوع، سهرة مع القمر، عذبة الحضور، إقبال عبير، الطيوف الآفلة، أشكو إلى الله، طوبى لمن حظّه الغالية، الدمع الثمين، جوهرتي النادرة، الحب بلا أمل، المودة لا تمحوها الرّياح، إلى زوجتي، يا بعد روحي، هي حسبي ولي فخري، مواعيد السراب، عيد بلا فرح، تسائلني، عاطر النفحات، مناجاة، حسناء الفيصلية، أيقون اليأس، ومضة، المساء المعطر، بوح العبارات، تضاريس المشاق، الرسالة الأخيرة، ليختم الديوان بقصيدة «عذب المناجاة» التي يقول فيها: تساقطت في فلاةِ العمر عبراتي واسترسلت في دروب البوح آهاتي سريتُ والجدي خلف السحب محتجبٌ ولا دليل إلى شط ومرساة.