قطع مرسي لعلاقات مصر بسوريا كانت آخر قرارات الرئيس المصري محمد مرسي المخلوع بقرار القوات المسلحة المصرية التي أيدتها غالبية مكونات المجتمع المصري. دمشق (فارس) في السادس عشر من حزيران يونيو الماضي اتخذ محمد مرسي قرارا اعتبره المراقبون للسياسة المصرية في عهد الإخوان مفاجئا، أعلن من خلاله قطع العلاقات المصرية السورية في الوقت الذي كانت فيه حركة "تمرد" المصرية تحشد التواقيع من المصريين للانتفاض على رئيسهم الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في الرئاسة. قرار مرسي هذا فسره المطلعون على خلفية تصرفاته منذ توليه الرئاسة المصرية قبل عام من الآن بأنه عبارة عن ترجمة لهواجس الإخوان المسلمين وخشيتهم من تحرك المعارضة للانقلاب على تمسكهم بالسلطة بعد ثورة 25 يونيو التي أطاحت بنظام محمد حسني مبارك. القرار الإخواني الذي نفذه مرسي بقطع العلاقات مع سوريا، ووفقا لمصادر إعلامية مطلعة على خفايا ما شهدته الساحة المصرية قبل عزل مرسي يوم أمس دفع الجيش والقوات المسلحة المصرية إلى إعادة حساباتها بشكل جذري في العلاقة مع الإخوان المسلمين. المصادر أكدت أن القيادة العامة للقوات المسلحة للجيش المصري اعتبرت أن مرسي "تجاوز خطاً أحمر غير مسموح له خرقه"، مشيرة إلى أن سياسة الاعتدال الخارجية التي اتبعتها مصر في السابق كانت باتفاق بين قيادة الجيش والرئاسة ممثلة بمرسي والإخوان تنص على عدم اتخاذ الرئيس لأي قرارات في سياسة مصر الخارجية إلا بعد موافقة الجيش عليها، وأن مرسي قرر قطع العلاقات مع سوريا بإيعاز من المرشد العام للإخوان المسلمين الذي استشعر خطر انتفاضة المصريين ضد الإخوان في 30 يونيو واتخذ هذه الخطوة استباقا للمأزق الذي ستجد فيه الجماعة نفسها فيه. انعكاسات قرار مرسي في قطع العلاقات مع سوريا تتجلى في عدة نقاط يمكن تلخيصها وفقا للتالي: 1. بدلاً من أن تكون هذه الخطوة وسيلة يستبق فيها الإخوان التظاهرات، كانت عاملا عمق من كراهية الشارع المصري قبل الجيش اتجاه الإخوان المسلمين، فالشعب المصري يحتفظ بذكريات الوحدة وأواصر الأخوة مع الشعب السوري وهو يقف معه في محنته وفي الحرب التي تخوضها ضده القوى المتحالفة مع الإخوان سواء كانت أميركا والغرب وبعض دول الخليج الفارسي كقطر أم كانت بتنظيم القاعدة والقوى التكفيرية التي تجد بحكم الإخوان المسلمين في مصر خاصرة قوية تتكئ عليها وقت الشدة، والدليل على ذلك ارتفاع العلم السوري لعدة مرات في ميدان التحرير الذي هتف بإسقاط مرسي إلى أن خلعه من الرئاسة. 2. قطع هذا القرار آخر صلات الارتباط بين الجيش المصري ممثلا بقيادته والإخوان المسلمين ممثلين بالرئاسة المصرية وشخص مرسي الأمر الذي يفسر صدور بيان الجيش منذ اليوم الأول لتظاهرات 30 يونيو والذي أمهل مرسي ساعات معدودة لطرح مبادرة ترضي الشعب الثائر وإلا سيتم خلعه كما حصل بعد أيام من ذلك . 3. جعل هذا القرار الذي اتخذه مرسي ضد سوريا الشعب المصري واثقا أكثر من أي وقت مضى بأن الإخوان المسلمين جعلوا من بلادهم تابعة لقرارها إلى قطر، فقطع العلاقات المصرية مع سوريا جاءت قبل أيام قليلة من تنحي أمير قطر السابق حمد آل ثاني عن الحكم والتي أراد من خلالها ترك آخر أفعاله العدائية ضد سوريا عبر المنبر المصري والذي بات يتحكم به عبر السيطرة على مرسي والإخوان من خلال إغراقهم بالأموال القطرية. هذه الانعكاسات وغيرها الكثير من تطورات الأزمة الداخلية في الشارع المصري، دفعته إلى الانتفاض ضد الرئيس المصري في 30 يونيو والذي لم يصمد أكثر من ساعات ليخرج على الجمهور بهيئة المهزوم بعيدا تماما عن الصورة التي تعمد أن يأخذها عندما وقف في ستاد القاهرة ليعلن قطع العلاقات مع سوريا ورفع علم الانتداب الفرنسي عليها وسط عاصمة العروبة في القاهرة. المحلل السياسي المتخصص بالشأن المصري أكرم بن حسن العلي أكد في تصريح خاص لوكالة أنباء فارس أن الإخوان المسلمين أثبتوا فشلهم بكل ما يخص الحكم وقيادة الشعوب إلى درجة تصنيف فترة حكم مرسي الممتدة إلى عام من الزمن كواحدة من أسوء الحقب في تاريخ مصر. العلي أكد في تصريحاته أن سياسة مصر الخارجية والتي شهدت انقلابا بين أول حكم الإخوان وآخره تعود حقيقة إلى قرار الجيش المصري الذي وجد في العلاقة مع سوريا وإيران ضرورة لمصالح مصر فيما خرق الإخوان هذه المعادلة ليعاقبوا عليها بخلع محمد مرسي عن الحكم بإرادة كافة المصريين. / 2811/