منذ عام تقريباً كتبت لثورة مصر ولتحرير المصريين مقالة بعنوان " سمع هوس الست بتغني " كان مطلعها : إذا غنّت مصر، ينادي المدى: سمع هوووس الست بتغني! فلا يملك العالم إلاّ أن يتمدد، ويتوسد ذراعه على (شط النِّيل) يتلمظ المواويل، و(يقزقز) الترمس، ولم تردد مصر موالاً على مر التاريخ، إلا وضجت الأمم (الله يا ست)، الله على مواويل مصر البسيطة كفطيرها (المشلتت)، التي حُمّرت على صاج الصبر، وغُمست بالمعاناة و(الشربات)، ولو لم تخترع الآلات الموسيقية لكانت هي النوتة، والتقاسيم، والسيمفونيات.منذ ألم قديم، في مسرح الهمّ العريض، ردد عمالقة مصر أغنيات كادحة، تشمّر عن ذراعيها، وتتناول الفأس، وتحرث في (غيط) الأمل، نحن على مقهى قشتمر ننتظر معك يا مصر الحبيبة وننصت لمواويل الأمل. حين أزاح الشعب المصري العظيم الرئيس الأسبق حسني مبارك وزعت إحدى الصديقات المصريات الحلوى احتفالا ، وسألتها : ماذا لو أن الرئيس الجديد لم يحسن إدارة مصر ولم يحقق أحلام المصريين ؟ فقالت بنبرة واثقة ولغة حتمية :" ميدان التحرير موجود " هذا الميدان الذي أصبح مثلاً على تطابق الاسم والمسمى و كأن لسان حال المصريين يغنون للميدان كل صباح " يا اسم على مسمى ، و يعيش من سمى " هاهي مصر اليوم تغني من جديد ، و تتوقف الجموع عن سماع كل صوت عدا صوت مصر إلى أن تنتهي ( الست ) ليضج المدى تصفيقا ثم يُسمح لباقي الأصوات بالصدور ، مصر خلال أشهر أزاحت أثقال ثلاثين سنة جثمت على صدور الشعب الصابر ، و اليوم خلال أربعة أيام ينهي جيشها العريق معاملة رئاسية قبل انقضاء الأربع سنوات الافتراضية حماية لمصر العظيمة من أن يتهددها خطر الفوضى أو يلوّث نيلها بدماء شعبها ، اليوم " التحرير موجود " و الذي لا يعجب مصر ستزيحه مصر خلال أيام ، في مصر أصبح الشعب هو الريّس ، وهي حقيقة لا يختلف معها من يحب مصر لأنها مصر ويحترم المصريين بمختلف أطيافهم و مرجعياتهم بنفس القدر ، و قد يشجبها من يتمحك بالشرعية لخدمة مرجعية ما ، لكن الحقيقة أن على مرشحي الرئاسة المصرية أن يعتبروا و يترددوا ألف مرة قبل أن يخوضوا الانتخابات ، بأن الشعب و التحرير لن يقفوا متفرجين ( فللصبر حدود ، والصبر عاوز صبر لوحده ) ، فإما أن يكونوا بحجم مصر وطموحات المصريين و( المصريين جميعا ) أو ليجلسوا في منازلهم ويتفرجوا على مسلسل " بابا عبده " و يغنوا " توت توت ! يا مصر الحبيبة بشعبك العظيم ، و جيشك الغيور انعمي بالحرية فأنت أولى البلاد بها ، و تدللي فإن لم تفعلي فلا داعي للدلال أصلا ، و اختاري من تشائين فنحن معك دوما و أبدا . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain