في كل وقت وأيا كان الظرف وقفت المملكة العربية السعودية ماديا و معنويا مع الشقيقة العظيمة مصر دوماً ، مع خيارات شعبها و استقرار أوضاعها و نمائها ، يجيء الموقف السعودي دوماً أيضاً بلا تردد و لا تذبذب و لا إجراء حسابات و لا مساومات ، فالمملكة حكومة و شعبا مهتمة بالشأن المصري و ترصد ما يدور في الشارع المصري على مدار الساعة و معنية بما يحدث فيه ، و لا غرابة فهذه السعودية و تلك مصر ، السعودية التي لم تتأخر يوما عن أداء دورها القيادي و الريادي في الأحداث العالمية وبالأخص في الدول الإسلامية والعربية ، و مصر الكنانة ذات الثقل الاستراتيجي والأدوار السياسية المؤثرة التي تجعل من استقرارها استقراراً للمنطقة . و في حين تشكلت رغبة السواد الأعظم من المصريين بالثورة من جديد و تغيير الحكم الذي جاء أصلا بفارق ضئيل في ( غزوة ) صناديق الاقتراع ، و فقد بعد سنة فقط هذا الفارق خلال الأخطاء التي عدها المصريون تستهدف خدمة حركة الإخوان و قياداتها و تمكينهم والاستئثار بمكاسب ( غنائم ) الحكم ، ما جعل شعبية الرئيس الإخواني تتراجع و الضغوط الاقتصادية التي خنق بها الشعب الصابر فكان لابد من التنفس في الشوارع ، خرج المصريون للشوارع فدب القلق في المملكة ، و انتصر جيش مصر العظيم لرغبة شعبه ، عين الرئيس الانتقالي فكانت المملكة أول المهنئين ، و شكلت الحكومة المؤقتة فكانت السعودية أول الداعمين بخمسة مليارات دولار كانت غطاء اقتصاديا مطوقا لأزمة مصر في وقت حرج وعصيب ، ساهمت بشكل رئيس بإنقاذ اقتصاد مصر و بورصتها و سعر صرف عملتها ، فضلاً عن تخفيف معاناة شعبها و حل أزمة النفط المتفاقمة مؤخراً ، المصريون و هم في الشارع يطالبون بحقهم في العيش الكريم و الحفاظ على مركز بلدهم و قوته لم يكن ينقصهم إلا أن تمتد لهم الأيادي الشقيقة لتبلسم جراحهم التي ألحقها بهم المتكسبون من كراسي الرئاسة ردحا من الزمن ، و لم يكن غريبا أن تتلمس الشقيقة العظمى المملكة العربية السعودية و حكومتها الرشيدة هذا الاحتياج في حين وقفت دول متنفعة من جراح مصر في موقف نقيض ، شامتة أو متصيدة أو متحيزة أو متفرجة حتى ! و في حين سكبت مؤسسات إعلامية الوقود في ميدان التحرير و رابعة العدوية وعلى أمل إلقاء أي شرارة تشعل مصر ، جاء الدور الإعلامي السعودي حكيما يحترم رغبة الشعب المصري و يتفهم دوافعه و يقدر خياراته و حريته ، فكان دعما معنويا للأشقاء المصريين في أزمتهم و سنداً لهم في ثورتهم ، وضد ما يتهدد مصر و استقرارها و هدوء شوارعها . تلك هي السعودية و تلك هي مصر ! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain