رام الله - دنيا الوطن استمر نشاط الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي في التراجع خلال الربع الثاني من عام 2013 ، و الذي شهد ثلاثة اكتتابات جديدة بقيمة إجمالية لا تتعدى 48 مليون دولار مقارنة بالربع الأول من نفس العام ،و الذي شهد اكتتابين بقيمة 337 مليون دولار ،متمثلهبانخفاض قدره 86% من القيمة الإجمالية لهذه الاكتتابات. بالأضافة الى ذلك ، تراجع متوسط قيمة الاكتتابات خلال الربع الحالي بنسبة 94% مقارنة بنفس الربع من العام المنصرم الذي شهد أربعة اكتتابات بقيمة إجمالية قدرها1.1 مليار دولار.اذ يرجع الفضل في ارتفاع القيمة الإجمالية للاكتتابات في الربع الثاني من عام 2012 إلى الأداء القوي الذي حققه السوق السعودي الذي استحوذ على ثلاثة اكتتابات من إجمالي الاكتتابات الأربعة. وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في قيمة الاكتتابات خلال الربع الحالي، فقد شهد الربع استقراراً نسبياً في عدد الاكتتابات بواقع ثلاثة اكتتابات. و قد شهد سوق مسقط للأوراق المالية أول اكتتاب خلال السنة بقيمة 6 ملايين دولار لشركة الشرقية لتحلية المياه التي شهدت أسهمها إقبالاً كبيراً في السوق على الرغم من انخفاض قيمة الطرح. وشملت الاكتتابات العامة الأولية الأخرى خلال الربع الثاني من العام الجاري قيام شركتين من شركات التأمين العاملة في المملكة بطرح أسهمها وهما شركة الجزيرة للتكافل التعاوني و شركة المجموعة الأمريكية الدولية والبنك العربي الوطني للتأمين التعاوني المدرجتين في سوق تداول السعودي بقيمة 28 مليون دولار و14 مليون دولار، على التوالي. وكان لمجموعة مستشفيات النور العاملة في إمارة أبوظبي الطرح الأبرز خلال هذا الربع حيث قامت المجموعة بإدراج 33% من أسهمها في قطاع الأسهم الرئيسية في سوق لندن للأوراق المالية ، محققة عائدات إجمالية بقيمة 342 مليون دولار. وتعد مجموعة النور ثاني الشركات العاملة في مجال خدمات الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي التي قامت بطرح أسهمها في أسواق المال العالمية بعد شركة إن إم سي هيلث بي ال سي التي حققت 187 مليون دولار من خلال اكتتابها العام الأولي في سوق لندن للأوراق المالية فيعام 2012. وفي تصريح له، أفاد ستيفن دريك، رئيس أسواق رأس المال لدى بي دبليو سيالشرق الأوسط: "يبدو أن المخاوفالمترددة بشأن الركود الاقتصادي في عدد من الأسواق العالمية والاضطراب السياسي المتصاعد في مصر وبلدن أخرى داخل منطقة الشرق الأوسط ، قد أدّى إلى ضعف الإقبال من جانب المستثمرين وساهم في خفض قيمة الاكتتابات التي شهدناها خلال هذا الربع.و حتى نرى استقرارفي أداء اسواق راس المال العالمية و الأوضاع السياسية في المنطقة ، من المرجّحأن تواصل أسواق رأس المال في المنطقة هدوئها . غير أننا لا نزال نرى اهتماماً من بعض الشركات التي تخطط لطرح أسهمها للاكتتاب العام خلال فترة الاثني عشر أو الثمانية عشر شهراً المقبلة." وفي المقابل واصلت الاكتتابات العامة الأولية نشاطها في الأسواق الأوروبية خلال الربع الثاني على خلفية الانطلاقة القوية في بداية العام محققة 6.8 مليار دولار بزيادة قدرها 58% عن الربع الأول من نفس العام الذي حقق 4.3 مليار دولار. وقد استحوذت الاكتتابات العشر الكبرى على أكثر من 81% من العائدات خلال الربع الثاني، ومن ضمن هذه الاكتتابات مؤسسة "بي بوست"، وهي مؤسسة الخدمات البريدية الوطنية في بلجيكا التي طرحت أسهمها في سوق "يورو نيكست" وشركة بلاتفورم للاستحواذ القابضة التي تعد أولى الشركات الكبرى المتخصصة في الاستحواذ للأغراض الخاصة تقوم بطرح أسهمها في سوق لندن بعد شركة "فاليريز" التي طرحت أسهمها خلال الربع الثاني لعام 2011. وقد ساهم أداء الاكتتابات العامة الأولية المدعومةبالأسهم الخاصةفي تحفيز نشاط الاكتتابات خلال عام 2013 ولا سيما في لندن حيث حققت هذه الاكتتابات عائدات كبيرة من سعر الطرح منذ الإدراج وحققت أيضاً أداءاً متميزاً على مؤشر فوتسي "FTSE" على مدار الفترة التالية للاكتتاب. وعلى المستوى الأوروبي، فقد حققت معظم الاكتتابات العامة الأولية المدعومة بالأسهم الخاصة سعر الطرح بعد الإدراج وحافظت على استقراها في ضوء ظروف السوق، باستثناء سهمي موليسكاين وإيفونيك اللذان لم يحققا سعر الطرح الخاص بكل منهما. وعلى غرار الربع السابق، فقد شهد سوق السندات في دول مجلس التعاون الخليجي إصدارات هامة من بنك الكويت المركزي الذي بلغت عائداته الإجمالية ما قيمته 6.7 مليار دولار من أسهم الخزينة والسندات الحكومية طويلة الأجل. كما واصل القطاع المصرفي تربّعه على عرش سوق السندات المؤسسية بإصدارات كبيرة من البنوك العاملة في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر. وتشمل هذه الإصدارات الشريحة الأولى من رأس المال لبنك الإماراتدبي الوطني بقيمة مليار دولار إلى جانب إصدار آخر بنفس القيمة من بنك قطر الوطني في إطار خطة السندات الأوروبية قصيرة الأجل للبنك بالإضافة إلى إصدارين من بنك أبوظبي الوطني وبنك دبي التجاري بقيمة 465 مليون دولار و500 مليون دولار، على التوالي. وفي أعقاب الهدوء الذي ساد الربع الأول، فقد لوحظ أن سوق الصكوك السعودي كان أحد أكثر الأسواق نشاطاً في الربع الثاني من عام 2013 بإصدارات كبيرة على مستوى كلا القطاعين المؤسسي والحكومي. وقد شملت هذه الإصدارات الصكوك الصادرة من قبل بنك التنمية الإسلامي بعائدات إجمالية بقيمة مليار دولار والشركة السعودية للكهرباء وشركة صدارة للكيميائيات بعائدات قيمتها 2 مليار دولار لكل منهما. ومن الإصدارات الهامة الأخرى خلال هذا الربع الصكوك الصادرة من قبل شركة دانة غاز ش.م.ع التي حققت 850 مليون دولار من طرحها المستهدف لإعادة تمويل ديونها القائمة. كما أفاد ستيفن دريك: "شهد سوق سندات الدين أداء أقوىفي بداية الربع نظراً للعائدات الكبيرة التي تحققت، ولكن مع نهاية الربع حدث انخفاض في أداء السوق بسبب التشددفي أسعار الفائدة مما دفع بعض الجهات المصدرة إلى تأجيل إصداراتها.