أ.د. سالم بن أحمد سحاب جميل أن تفكر المملكة في توطين بعض الصناعات التقنية الثقيلة على أرض الوطن. مبعث هذا التفاؤل ما نشرته المدينة (29 يونيو) عن مشاركة وفد من كبار ممثلي الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) برئاسة رئيسها التنفيذي م/ محمد الماضي في اللقاء الذي تم في مدينة ديترويت الأمريكية في 26 يونيو الماضي وبمشاركة وزير التجارة والصناعة ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار وغيرها. اللقاء كان تحت عنوان (المملكة العربية السعودية.. مركز انطلاق جديد لسوق السيارات في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا)، عنوان جذاب، ولكن تنطوي تحته وفوقه أسئلة أو تساؤلات كثيرة. أولا: هل لدى المملكة خارطة طريق واضحة متوجة ببرامج مدروسة وجدولة موزونة لخوض غمار هذه التجربة التي ستنقلنا تدريجياً من طور الاقتصاد الريعي الكلي، إلى الاقتصاد المنتج؟ هل ذهب الفريق السعودي لمجرد استكشاف الآفاق وجس النبض أم لعرض الخيارات المتاحة أمام الجانب الأمريكي لدراستها والتفاعل معها إيجاباً أو سلباً! ثانيا: لماذا غابت المؤسسات التعليمية والبحثية، ومنها مثلا مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجامعات العريقة القديمة؟ أم أن القضية لا تتجاوز تسهيل إقامة مصانع للسيارات الأمريكية بمواد خام سعودية، دون نقل فعلي للتقنية؟ ثالثا: هل نحن فعلاً مستعدون لزرع هذه التقنية القديمة المتجددة في بلادنا؟ هل لدينا العقول والكفاءات الوطنية المناسبة؟ ومن قبلها العزيمة والإرادة والخطط المدروسة الواضحة؟ لقد نجحت قبلنا دول أخرى سبقتنا كثيراً، لكنه كان نجاحاً ضمن رؤية شاملة لم تقتصر على جانب واحد دون بقية الجوانب أو لنقل معظمها! ولئن كانت كوريا الجنوبية على سبيل المثال نموذجاً متقدماً جداً، فإن ماليزيا هي الأخرى تمثل نموذجاً رائعاً على ما فيها من تنوع في العرقيات والديانات وشح في الموارد وتماثل معنا في الجغرافيا وعدد السكان. رابعاً: لا زلنا نفتقر إلى مشروع ريادي كبير نواجه به المستقبل ونحد به من الاعتماد على النفط سلعة إستراتيجية وحيدة. وحتى الفائض الهائل من أموالنا لم يُستثمر في محافظ اقتصادية مضمونة مثل الصناديق السيادية والاستثمار في مشاريع وطنية ضخمة لتوطين الصناعات التقنية والمعرفية والعسكرية. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain