أ.د. سالم بن أحمد سحاب اختبرت الولاياتالمتحدة مؤخرًا تطيير طائرة من طراز إف - 16 الحربية الهجومية ذات القدرات العسكرية المتفوقة، لكن هذه المرة بدون طيار، بل بالتحكم بها عن بعد، هذه طائرة تقليدية تحمل عدة أطنان من الأسلحة الموجهة، وتطير بسرعات هائلة تتجاوز بسهولة ضعف سرعة الصوت، ومع تحليقها مارست مهام عسكرية قتالية متقدمة عبر التوجيه عن بعد. ولأن الطائرة باهظة الثمن إذ تُكلِّف أكثر من سبعين مليون دولار، فإن النسخة المستخدمة كانت من المُحَالَات للتقاعد منذ أمد، لكن أُعيد تجهيزها وتشغيلها وتجريبها مع اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة. تلكم فكرة مطوّرة للطائرات الصغيرة (درون) التي أصبح من المعتاد سماع أخبارها وهي تفتك بالأبرياء وغير الأبرياء في أفغانستان واليمن وباكستان، في حين يتحكّم فيها فني قابع في مبنى مُكيّف في قاعدة عسكرية ما في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. على بعد آلاف الأميال من مواطن الاشتباك. الجديد هنا دخول طائرة حربية في حجم إف -16 الهجومية في هذا الميدان، وفي مدى زمني أقصر مما كان يُتوقع! ماذا يعني ذلك؟ يعني أن أحد الموانع القوية التي تحول دون خوض مزيد من الحروب سيزول قريبًا، وهو المخاطرة بحياة الطيارين الحربيين، لن تبكي الدول المقتدرة على سقوط أسطول من طائراتها الحربية، لكنها ستُواجه بسيلٍ حاد من الانتقادات في حال فقدان أحد طياريها أو جنودها، وماذا يعني ذلك أيضًا؟ يعني اتساع الفجوة بين القادرين والعاجزين! وبين صانعي التقنية ومستهلكيها! وبين العقول المنتجة المبدعة، وتلك النائمة التي تكتفي بالمظاهر والشكليات، وهي في واقع الأمر قابعة في المؤخرة تغطي سوءتها بمزاعم وادعاءات هي عنها بعيدة كل البعد. وماذا يعني ذلك أيضًا؟ يعني تصاعد قوة الأقوياء وتزايد ضعف الضعفاء! ويعني كذلك أن المال لن يكون كافيًا لتأمين المنعة والقوة! صحيح أن المال قد يجلب السلاح، لكنه -في الوقت نفسه- لا يقتل إلا عبر مرتزقة مأجورين.. في حين يقتل السلاح مباشرة بلا وسائط ولا حيل ولا التواءات، وأخيرا يعني ذلك أن مهنة (طيار حربي) لن تكون نادرة بالتأكيد!!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain