شبوة.. عادات وتقاليد متنوعة تضفي طقوسا دينية وروحانية خلال شهر رمضان . تتميز محافظة شبوة بعادات وتقاليد متنوعة خلال شهر رمضان ، حيث يمارس الأهالي طقوسا احتفالية ودينية متعددة تضفي البهجة والسرور على قلوب الصغار والكبار وتجعل من هذا الشهر مناسبة دينية لها روحانية يتلذذ بنشوتها الصائم . فخلال ليالي شهر رمضان تقام السمرات والمواويل وتردد نداءات المسحرات كما تتنوع المأكولات الشهية في القرى المتناثرة على الصحارى والجبال والسواحل.. هنا تجد اغلب سكان شبوة يتفرغون للعبادة والتقرب الى الله كما أنهم ينشدون خلال سمراتهم التي تمتد طوال الليل الأناشيد الدينية والمواويل القديمة وبالذات أولئك المتصوفة الذين يسردون بعذوبة قصائد " البرعي والبوصيري" وغيرها من القصائد الصوفية . فأينما تمر في شارع أو زقاق يتردد ذلك الصدى العذب الذي يُسعد الجوارح، وكما لايخلو أي مجلس من سحائب البخور، وسرد السيرة النبوية ورياض الصالحين والقصائد الدينية التي تصدح بها الألسنة إلى أن ينادي المسحراتي: يا صايم .. وحد الدائم ، إيذاناً بموعد السحور. فيما لرمضان لونا ومذاق في صحارى وبادية شبوة اذ تتناثر القرى المتقدة بالفوانيس في عوالم هادئة على ضوء المصابيح البدائية. , ترتفع ضحكات الأطفال وهم يمارسون الرياضة والألعاب القديمة على الرمل فيما يبادلونالشباب السوالف والنكات والقصائد الشعبية متناسين الهموم والمشاكل، وتمر ساعات الليل وكبار السن يسردون قصص وحكايات رمضان أيام زمان،كما يقومون بصياغة الألغاز على هيئة الشعر الشعبي، فيتبارى الجميع في حلها، اما المناطق الساحلية ، للسمر طعما آخر على الشاطئ برفقة النجوم وسحر أضوائها المنعكسة على صفحة الماء والأمواج الراقصة، وهناك الكثير من الرجال الشرهين بمختلف أعمارهم يأتون بالطبل البدائي ويمارسون رقصاتهم على الشاطئ بلا كلل ولا تعب، ومابين فينة وأخرى يأتون بكلمات شعرية ويلحنونها،وينضم إليهم جمهور الصيادين ليشاركوهم أفراحهم، فإذا ما استبد بهم الجوع يوقدون النار ويطبخون السمك ليحلو السمر الذي يقام في مكان جميل يتم تحديده، في محافظة مترامية الأطراف تختلف موائد الإفطار التي لم تلتهمها يد التمدن،فيتبرع الكثير من ميسوري الحال بتوفير الإفطار والعشاء لكل الصائمين الفقراء، وتتسع السفر لتشمل عاصمة المحافظة والمديريات وفي هذه الأخيرة أكثر ماتجمع موائد الطعام الأقارب والأصدقاء في اعتقاد إيماني أن العيش والملح يوطد المحبة بين القلوب خصوصاً في هذا الشهر الفضيل إن الزيارات تتكثف بين الأهل والأقارب خلال المساءات الرمضانية الجميلة، وتزول الضغائن من القلوب،كما أن صفحة جديدة بيضاء تُفتح وتملأ بالود والإخاء والمحبة لشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وتكبر صورة شبوة في ذاكرتي كمحافظة مترامية الأطراف تتباين فيها التعابير لهذا الشهر الفضيل،ويبقى التقرب من الرب هو الهم الأول والأخير.