التهاب الشغاف العدوائى (Infective endocarditis) وما يعرف وسط عامة الناس بالتهابات الصمامات ينشأ، كما يوضحه دكتور أحمد السواح أخصائى أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب من تلوث بكتيرى يصيب طبقة الخلايا الطلائية فى القلب، يتكون الضرر الأساسى والذى يعرف بالنابتة (Vegetation)، من تراكمات الصفائح الدموية، الفبرينات، خلايا الجهاز المناعى والبكتيريا، غالبا ما يطال هذا التلوث صمامات القلب، ينتج التلوث إثر انتشار البكتيريا فى مجرى الدم عبر الفك والأسنان، الجهاز الهضمى، أو من أى مصدر آخر معرض لتلوث خارجى، واستقرارها على خلايا طلائية كان قد لحق بها ضرر معين. وتقدر نسبة انتشار المرض ب 5.9- 11.6 حالة لكل مائة ألف شخص لكن هذه النسب آخذة بالازدياد خاصة بدول العالم الثالث، قد ترجع هذه الزيادة فى نسبة الانتشار إلى فرط استعمال الأدوية المخدرة عبر الوريد، يعتبر هذا المرض أكثر شيوعا لدى الرجال، وعادة تكون الإصابة لدى أشخاص مصابين بمرض قلبى عضوى سابق (مثل العيوب الخلقية فى القلب، كتدلى الصمام التاجى أو مرض مكتسب مثل أمراض نظم القلب)، أو فى نسب اقل من المرضى فتكون لديهم صمامات صناعية (صمامات مبدلة) وهناك نسبة من الحالات المرضية لا تكون الخلفية المرضية السابقة مفهومة. وهناك أنواع متعددة من البكتيريا فى صمامات القلب الطبيعية، قد تسبب التلوث. البكتيريا الأكثر تأثيرا هى: البكتيريا العقدية (Streptococcus)، والعنقودية (Staphylococcus)، والمكورات المعوية (Enterococci) ويرتفع خطر الإصابة بالتهاب الشغاف بقدر سبعة أضعاف لدى الأشخاص الذين يحقنون أنفسهم بالمواد المخدرة، مقارنة مع الاشخاص الذين يعانون من أمراض قلب مولودة أو أصحاب صمامات مبدلة. فى معظم حالات الإصابة بالتلوث، يصاب الصمام الأيمن للقلب وعادة ما يكون الملوث الأساسى هو الجرثومة العنقودية الذهبية (Staph Aureous).ويوجد هنالك ازدياد ملحوظ فى خطر الإصابة بالشغاف، فى الشهور الستة الأولى التى تلى عملية استبدال الصمام.. إن خطر الإصابة بالمرض فى السنة الأولى من إجراء العملية، يكون بالذات فى الصمامات الاصطناعية (Mechanical heart valve). إلا أنه بعد ذلك، فإن خطر الإصابة يزداد بالأخص فى الصمامات البيولوجية (Biological heart valve). الجراثيم المحدثة للتلوث الأساسية هى الجراثيم العنقودية، الفطريات والجراثيم سلبية الغرام. فمعدل الوفيات لدى المصابين بالشغاف يتراوح بين 16% و 27%. أما أغلب حالات الوفاة، فتكون عند المرضى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، تبلغ نسبة نجاة الأشخاص ذوى الصمامات القلبية الطبيعية، والذين تجرى لهم عملية جراحية علاجية ال- 85%. أما فى حال كانت الصمامات اصطناعية فتصل نسبة الوفاة إلى 60% فى تلوث حصل مبكرا، ونسبة 40% إذا حصل التلوث متأخرا. وتشير التقارير إلى تكرار حدوث الحالة فى 2%- 4% من المرضى. من المتبع إعطاء المضادات الحيوية كعلاج وقائى، قبل القيام بأى عمليات جراحية قد تعرض المريض للإصابة بتلوث بالجراثيم (مثلا عند إجراء علاج للأسنان، فحص الجهاز الهضمى، الرئتين والكلى فى حالة وجود تدخل جراحى ولكن أحدث الدراسات أثبتت عدم الحاجة لمثل هذه الخطوات الاحترازية والمضادات الحيوية وإن كان ذلك مازال متبعا فى مصر.