وجدت دراسة جديدة أن النساء اللواتي يعانين الشقيقة أكثر عرضة لتغييرات في الدماغ، وذلك بعد أن وجد باحثون في جامعة "ليدين" الهولندية أن النساء اللواتي يعانين وجع الرأس النصفي هن أكثر عرضة للإصابة بأضرار في الدماغ مقارنة بغيرهم، لكن حدّة هذه الأضرار لا تتداخل مع مشكلات الذاكرة والتفكير . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة مارك كرويت، "وجدنا درجة عالية من التغييرات الدماغية بين النساء اللواتي يعانين الشقيقة، لكن لا دليل على علاقة قوية بين معدلات النوبات وعوامل أخرى مرتبطة بدرجة الضرر" . يعتقد أن التغييرات الدماغية التي تعرف باسم "المادة البيضاء عالية الكثافة"، سببها نقص الأكسجين في الخلايا، وترتبط هذه التغييرات بالسكتات الدماغية، وتراجع الإدراك . وشملت الدراسة 286 شخصاً من هولندا، أخضعوا جميعاً لتصوير بالرنين المغناطيسي . وكان معدل عمر المشاركين ضمن المجموعة التي تعاني الشقيقة، 57 عاماً و71% منهم نساء، أما المجموعة الأخرى فكان معدل عمرها 55 عاماً و69% منها نساء . ووجد العلماء أن 77% من النساء اللواتي يعانين الشقيقة و60% من المجموعة الأخرى ظهرت لديهن مشكلة المادة البيضاء عالية الكثافة . يذكر أن دراسة أمريكية سابقة حذرت من أن الصداع النصفي قد يمهد للإصابة بالاضطرابات العقلية . ونقل موقع "نيوز وايز" الطبي الأمريكي عن الباحث جيوفري راتكليف الذي أعدّ الدراسة الذي يعمل في قسم التحليل النفسي في جامعة مانيتوبا في كندا قوله إن "الصداع النصفي والاضطرابات العقلية يسببان أذىً أكبر إذا كانا معاً" . وأضاف راتكليف أن المرضى الذين يعانون إحدى هاتين الحالتين يتعين إجراء تقييم طبي لهم "لأن علاج حالة يؤثر في الأخرى" . وحلل راتكليف وزملاؤه معلومات شملت 4181 شخصاً، حيث تبين أن 11% من هؤلاء يعانون الصداع النصفي ومن القلق الشديد ونوبات الخوف وغير ذلك . وقال إن العلاقة بين الصداع النصفي والاضطرابات العقلية سببه قلة نشاط الإنزيمات التي تعطل بعض "الرسائل الكيميائية" التي ترسل إلى الدماغ، كما وجدت الدراسة أن القلق يسبق الإصابة بالصداع النصفي والكآبة . وبحسب جمعية التوعية الأمريكية للصداع النصفي، فإن نحو 40 مليون شخص في الولاياتالمتحدة يعانون هذا المرض، وبأن 8 ملايين آخرين لديهم الاستعداد الجيني للإصابة بذلك . وفي السياق نفسه، وجد باحثون أمريكيون في كلية هارفرد للطب في مدينة بوسطن الأمريكية أن الضوء يحث مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ على القيام بردة فعل فتبقى ناشطة لبعض الوقت . ولفت الأطباء الذين أجروا بحثهم على مجموعتين من المكفوفين الذين يعانون الصداع النصفي، إلى أنه تبيّن أن جزءاً من المكفوفين يتحسسون أيضاً من الضوء مما يسبب لهم الصداع . وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة رامي بورستين إن نحو 85% إلى 90% من الذين يعانون الصداع النصفي يظهر لديهم تحسساً من الضوء الذي يزيد من وجعهم . وقال بورستين إنهم استنتجوا أن لعصب العين الذي ينقل إشارات الضوء إلى الدماغ دوراً في هذه المسألة، إذ إنه تبيّن أن المكفوفين بشكل كامل، حيث لا يعمل العصب العيني، لا يتحسسون من الضوء، وبالتالي لا يزيد الضوء من صداعهم . وكان علماء أمريكيون قد أعلنوا في إبريل/نيسان الماضي أن دواءً جديداً للصداع النصفي قد يحمل الأمل لملايين المصابين بهذا المرض في العالم بسبب فاعليته وقلة عوارضه الجانبية مقارنة بالعلاجات الأخرى . وذكرت الدراسة التي نشرتها دورية "لانسيت" الطبية أن الدواء الأكثر استعمالاً للصداع النصفي أو الشقيقة الآن هو "تريبتانز"، ولكن الدواء الجديد "تيلكاجيبانت" لديه الفعالية نفسها، ولكنه يترك آثاراً جانبية أقل . وقال العلماء إن الدواء الجديد يعيق نشاط المواد الكيميائية التي تسبب الألم في الدماغ بدل التسبب في انقباض الأوعية الدموية فيه . ووصف الأستاذة لارس إدفنسون من مستشفى جامعة لوند في السويد والدكتور ماتياس ليندي من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا الدواء الجديد "تيلكاجيبانت" بأنه "واعد"، ولكنهما دعوا لإجراء "المزيد من التحقيقات عنه" .