حذرت مجلة "فورن أفيرز" الاستراتيجية الأميركية من أن نشر المزيد من المقاتلات الأميركية في قواعدها البرية المستقرة في الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية سيفاقم من هشاشة القوات الأميركية إزاء الهجمات الصاروخية الإيرانية. واشنطن (فارس) وفي تقرير للمجلة بقلم "ستيسي ال. بتيجان" الخبير في معهد "رند" و"ايفان بريدن مونتغومري" العضو البارز في "مركز التقييمات الاستراتيجية والموازنة" الأميركي تناولا فيه صعوبة الحفاظ على ما أسمياه ب"المصالح الأميركية في الشرق الأوسط!" مضيفين (في محاولة لقلب الحقائق دون الإشارة إلى ما أثاره التواجد الأميركي والكيان "الإسرائيلي" في المنطقة من توتر): "مضافا لما خلقته القدرة الصاروخية والنشاطات النووية لإيران من حالة توتر وعدم استقرار في المنطقة [!] فإن سقوط الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في مصر واليمن وإضعاف مملكة البحرين بسبب "الربيع العربي!" وكذا خفض الميزانية الدفاعية لأميركا قد زادت في الطين بلة". وفي إشارة للمقترح الذي قدمه كل من "مايكل اوهانلون" و"بروس ريدل" بنشر المزيد من المقاتلات الأميركية في القواعد البرية لعدد من دول الخليج الفارسي بغية تعزيز قدرة واشنطن على مواجهة إيران وطمأنة حلفائها في المنطقة والتخلص من حاملات الطائرات الباهضة الثمن والحد من الاتكال على النظام البحريني المحاصر داخليا، رد التقرير بالقول: "صحيح أن على الجيش الأميركي إعادة النظر بوضعه لكن المقترح المذكور يتضمن ثلاثة إشكالات رئيسية". وفيما لفت التقرير إلى أن نشر المزيد من المقاتلات الأميركية في قواعدها البرية المستقرة في الدول المجاورة لإيران سيفاقم من هشاشة القوات الأميركية إزاء الهجمات الصاروخية الإيرانية ذكر أن قطر والإمارات العربية المتحدة لن تسمحا لأميركا باستخدام "مخابئ الطائرات المحصنة" التي تملكها على أراضيهما ناهيك عن أن "البنتاغون" منذ نهاية الحرب الباردة وبسبب تصاعد التهديدات الصاروخية في العالم لا يرغب بالاعتماد على القواعد الأميركية التي تحتاج لتدابير مكلفة". وردا على تصور "اوهانلون" و"ريدل" بأن دول الخليج الفارسي الثرية قادرة على بناء قواعد جديدة أو تطوير تدابير حماية القوات الأميركية الموجودة قالت المجلة: "تصاعد الاضطرابات الداخلية في الشرق الأوسط دفع دول الخليج الفارسي لإنفاق مئات المليارات من الدولارات سنويا لرفد رفاهيتها الاجتماعية ما يخفض حجم السيولة النقدية التي تملكها". وموضحا أن استخدام المزيد من المقاتلات في القواعد البرية في المنطقة قد يخلق معضلات جديدة ذكر التقرير: "استخدام الولاياتالمتحدة لقوة سلاح الجو المستقرة في القواعد البرية سيسلبها القدرة على استعمال مقاتلاتها في الوقت الذي تكون فيه بأمس الحاجة لذلك". ونبه المحللان إلى أنه إذا أدرك حلفاء أميركا بأن الدولة المستهدَفة سوف لن تفقد قدرتها على الرد (وهو ما سيحصل حتما في حال توجيه ضربة لإيران) فلن يُظهروا ميلا لدعم عمليات عسكرية أميركية ضدها كما امتنعت إسبانيا وفرنسا عن السماح لأميركا باستخدام مجالهما الجوي لضرب ليبيا سنة 1986 خوفا من الرد الليبي وأردفا: "إذا عارض الشعب الإجراءات الأميركية سوف لن تجرؤ حكومته على المخاطرة بمواجهة رد فعل داخلي عنيف بسبب دعمها لعمليات عسكرية أميركية خارج أراضيها". وأضافت المجلة: "على الرغم من ضرورة تفكير الولاياتالمتحدة بتقليص اسطول حاملات طائراتها فإن استخدام مقاتلات القواعد البرية في سماء الخليج الفارسي سيزيد من المشكلة". ومؤكدا على أنه لازالت أكثر دول مجلس التعاون تعارض استقرار القواعد الأميركية في أراضيها بشكل دائمي أضاف التقرير: "هذا يضطر أميركا لنقل قواعدها باستمرار من دولة لاخرى ما يتطلب عدد أكبر بكثيرمن القوات للحفاظ على 100-150 مقاتلة في منطقة الخليج الفارسي". وشدد مُعِدّا التقرير على أن ذلك سيحد من التحرك الأميركي في المناطق الاخرى من العالم مضيفين: "من المحتمل جدا أن نشر عدد كبير من المقاتلات في الخليج الفارسي سوف لن يفاقم المشاكل السابقة فحسب، بل سيخلق مشاكل جديدة أيضا". /2819/