أعلنت وزارة التربية والتعليم أن نسبة النجاح في الثانوية العامة للعام الحالي 91.5% وتشير أرقام الإحصائيات التربوية أن نسبة النجاح في المرحلة الابتدائية 91.9% وفي المرحلة المتوسطة 94.18%. إذا كانت هذه النسب محل فخر المملكة فيمكن إدخالها في موسوعة جينيس العالمية لحصول المملكة على قصب السبق على دول العالم أجمع في ارتفاع نسبة النجاح في مدارسها. ينظر خبراء التعليم الى الارتفاع غير العادي في نسب النجاح في الثانوية العامة بأنها ليست مؤشرا ايجابيا على جودة التعليم حيث تشير الدراسات التربوية الى وجود علاقة ارتباط سالبة ذات دلالة إحصائية بين نسب النجاح المرتفعة جدا وجودة مخرجات التعليم، أي كلما ارتفعت نسب النجاح في الحدود العليا انخفض مستوى جودة مخرجات التعليم. يشير ظاهر ارتفاع نسب النجاح في الثانوية العامة الى أن الطلاب قد حققوا الكفاءة في التحصيل المدرسي وهو أمر يخالف الواقع الذي يدل على انخفاض مستوى كفاءة طلبة الثانوية العامة في المملكة. وقد تنبهت بعض الدول العربية كالأردن ومصر الى الارتفاع المبالغ فيه في نسب النجاح في الثانوية العامة في السعودية فلجأت الى خصم 10 علامات من معدل الطالب في القبول الجامعي لتحقيق العدالة بين الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة السعودية وطلبة الثانوية العامة في بلدانهم. شهدت ساحة التعليم العام والعالي في المملكة جدلا حول من يتحمل المسؤولية في انخفاض مخرجات التعليم في المملكة هل هي وزارة التربية والتعليم التي تخرج طلبة بجودة تعليم منخفضة أم وزارة التعليم العالي التي تشكو من ضعف مخرجات التعليم الجامعي حيث يشير خبراء جودة التعليم أن ضعف مخرجات التعليم الثانوي يساهم في ضعف مخرجات التعليم العالي بنسبة تقارب 40% حيث تؤثرمدخلات النظام التعليمي على جودة مخرجات التعليم. المطلوب إجراء دراسة معمقة لتقييم نتائج الثانوية العامة في المملكة لنتعرف عن جدوى الاختبارات التعليمية ومدى قياسها لمستوى التحصيل للطلاب والطالبات ووضع التوصيات التي تصوب مسيرة التعليم في المملكة ورفع مستواه الى المستوى العالمي المشار إليه في تقارير منظمة اليونسكو الدولية (UNESCO ).العبرة في التعليم ليس في الكم (Quantity ) بل بالكيف (Quality). في بريطانيا على سبيل المثال قد يحصل الأول في صفه على علامة 65 من مائة وتكون كفاءة التحصيل لديه في أعلى مستوى علمي. علينا أن نعيد النظر في مقاييس النجاح في مدارسنا وجامعاتنا لتصبح مواءمة للمعايير الدولية . . د. خليل عليان- الطائف