أكد نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ياسر الرعيني أهمية دور وسائل الإعلام في دعم مساندة الحوار الوطني باعتبار أن الإعلام لم يعد سلطة رابعة بل أصبح هو السلطة الوحيدة وخاصة في اليمن خلال الوقت الراهن. وأكد خلال أعمال مؤتمر الإعلام والحوار "المسئوليات والواجبات" الذي تنظمه مؤسسة ريجين للتنمية وحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز المعلومات للتأهيل لحقوق الإنسان والمنتدى الإنساني بالاشتراك مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "الحكم الرشيد" جي أي زد، أن وسائل الإعلام مثلت خلال المرحلتين الأولى والثانية "مرحلة التعريف والتوعية بقضايا المؤتمر" وجسر العبور المعرفي بين مؤتمر الحوار والجمهور، وشكلت داعماً رئيسياً لعملية الحوار الوطني منذ تأسيس اللجنة الفنية وحتى انعقاد جلسات الفرق حيث كان البلد حديث عهد بالصراعات السياسية والحملات الإعلامية المستعرة بين كافة الأطراف . ولفت الرعيني إلى أهمية دعم التوجهات الوطنية الإيجابية في عملية الحوار على أساس وطني بعيداً عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة العمل على تقليص حدة الصراع السياسي والسعي إلى التخلص من تبعات الماضي للخروج من بوتقة الأزمات السياسية إلى رحب اليمن الجديد. ودعا وسائل الإعلام إلى التقريب بين وجهات النظر بين مكونات الحوار من خلال التناول الموضوعي للقضايا والرؤى بعيداً عن الإثارة التزييف، وزيادة المساحة الإعلامية المخصصة لفعاليات الحوار خلال الفترة القادمة باعتبارها مرحلة المحتوى والحلول وتقتضي زيادة المساحة المتاحة لتمكين الجمهور من فهم ووعي أدق لمجريات الحوار باعتبارها اللبنات الأساسية للدستور القادم. وأكد الرعيني على أهمية تكوين ميثاق شرف إعلامي بين وسائل الإعلام نظراً لخطورة الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في جلسات أعمال المؤتمر، والذي يشكل من حيث الأداء والمخرجات مواد إعلامية تشكل الرأي العام وتشكل قناعات الإنسان اليمني، إضافة إلى استجابة لنداء الوطن الذي لم يعد يحتمل الكثير من الانقسامات والنزاعات السياسية. وخلال افتتاح المؤتمر أكد المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية محبوب علي أن اليمن على أبواب مرحلة جديدة في تاريخ الشعب اليمني العظيم الذي يتوق لبناء يمن جديد تسوده العدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة وفي صنع القرار . وقال :" أن الإعلام والحوار وجهان لعملة واحدة، لأنهما يمثلان القيم المثلى في تبادل الرأي والرأي الأخر وإشاعة مناخ أجواء التقارب والتآلف ونبذ الخصومة والقطيعة والفرقة. ولفت إلى دور الإعلام في تصدره المشهد العام ومسئولياته تجاه الحوار الوطني والوطن اجمع من خلال التوعية والتثقيف وحشد الدعم والمناصرة لقضايا اليمن، والارتقاء بدور الإعلام في إدارة الحوار ونبذ الصراعات والأزمات. وأكد محبوب علي أن حملة الإعلام ورجال الإعلام هم ضمير الأمة وحملة مشاعل النور والتنوير ودعاة حوار الثقافات والقيم الإنسانية كالتسامح والتوافق والتصالح ونبذ العنف وتأجيج الصراعات والخلافات . وأشار إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يمثل فرصة سانحة لوضع رؤية استراتيجية جديدة للإعلام تتواءم مع مخرجات الحوار الوطني لأنه يستحيل تحقيق تحولات كبرى في صياغة مستقبل جديد للوطن بدون إعادة هيكلة الإعلام في اليمن على أسس ومعايير مهنية وتحريره من قبضة الحكومة وتحويل مؤسساته الحكومية إلى مؤسسات عامة مملوكة للشعب. وقال المستشار الإعلامي :" كان من المؤمل أن يدير الإعلام هذا الحوار منذ زمن ليس بقصير باعتباره قاطرة الحريات العامة التي تمثل حرية الرأي والتعبير عنوانها وبوابتها الرئيس فأنه حان الوقت اليوم أن يعيد الإعلام مكانته ودوره الريادي في تحمل المسئولية الوطنية والتاريخية تجاه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تتشكل فيها معالم وملامح الدولة اليمنية الجديدة التي يستظل فيها كل أبناء الوطن ويقف الجميع على قدم المساواة والعدالة والشراكة في بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون حلم الشعب وتوقه لغد سعيد ومستقبل واعد ومشرق. بدوره اعتبر رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان عز الدين الأصبحي أن تعزيز مسار الديمقراطية في البلد وحماية حقوق الإنسان مرتبط بتحقيق خط ا لدفاع الأول عن الحقوق والحريات والإعلام، حيث لايمكن أن يستقيم مسار الديمقراطية ويتعزز مسار الحوار الوطني إلا بوجود إعلام حر ومستقل وأكثر مهنية تحتاج إلى الدفاع عن الحريات الإعلامية لأنها خط الدفاع الأول عن الحريات المجتمعية. وأكد أن اليمن يعيش مرحلة هامة ونقطة تحول حقيقية نحو المستقبل الأمر الذي يتطلب أن نعزز من مسار الإعلام الحر و بيئة سليمة حتى نستطيع أن نصوغ المستقبل الأجمل الذي نريد. كما ألقيت عدد من الكلمات من قبل رئيسة مؤسسة ريجين للتنمية وحقوق الإنسان ميسون الإرياني، ورئيس المنتدى الإنساني الدكتور عباس زبارة، وممثل نقابة الصحفيين اليمنيين سالم الشاحت، وممثل الحكم الرشيد في الوكالة الألمانية للتعاون الفني الجي أي زد علي العمودي، استعرضت في مجملها أهداف وبرنامج المؤتمر لتعزيز دور الإعلام في مساندة مؤتمر الحوار الوطني وتحقيق السلم الاجتماعي وتخفيف حدة الصراع في جلسات اعمال المؤتمر وترشيد الخطاب الإعلامي للإسهام في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد. وتطرقت الكلمات إلى أن المؤتمر سيقف أمام عدد من المحاور ومناقشة توصيات الورش التحضيرية التي عقدها المؤتمر مطلع الشهر الجاري بهذا الشأن والخروج برؤية موحدة ومشروع ميثاق شرف صحفي تحدد حقوق وواجبات الصحفي وطرحها للنقاش والتصويت عليها وإمكانية تبنيها من قبل وزارة الإعلام وتوزيعها على وسائل الإعلام المختلفة للعمل بها من اجل تحقيق السلم الاجتماعي في البلاد ونشر ثقافة الحوار والتسامح والحد من نشر الأخبار التي تعمل على زعزعة السلم الاجتماعي وتؤجج الصراع بين مكونات المؤتمر المختلفة. عقب ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر حيث استعرضت الجلسة الأولى أوراق عمل المحورين الأول والثاني من ورش الإعلام والحوار الوطني بعنوان" دور الإعلام في تعزيز الحوار الوطني المسئوليات والواجبات"، ومحور الإعلام والتغطية المهنية للصراعات خلال فترة الحوار الوطني، فيما تناولت الجلسة الثانية أوراق عمل المحور الثالث من ورشة الإعلام والحوار الوطني الثلاثة المعنون" وسائل الإعلام ومساندة الحوار الوطني التحديات والفرص، وخرجت الجلسة الثالثة بتوصيات إعلامية ستقدم لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، تلاها تقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل لمناقشتها ثم استعراض نتائج عمل المجموعات، بالإضافة إلى تشكيل لجنة صياغة مصغرة للتوصيات. وكانت الورش التحضيرية للمؤتمر التي استمرت أربعة أيام مطلع الشهر الجاري تناولت 12 ورقة عمل توزعت على ثلاثة محاور رئيسية " محور دور الإعلام في تعزيز الحوار الوطني المسئوليات والواجبات"، ومحور الإعلام والتغطية المهنية للصراعات خلال فترة الحوار الوطني، ومحور وسائل الإعلام ومساندة الحوار الوطني التحديات والفرص". ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه 100 من قيادات وممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة الرسمية والحزبية والأهلية يستمر لمدة يومين ملخصات 12 ورقة عمل مقدمة لورش عمل المؤتمر التي عقدت قبل أسبوعين، والتي تتمثل في وسائل الإعلام ومساندة الحوار الوطني، والتحديات والفرص، والإعلام والتغطية المهنية للصراعات، في فترة الحوار الوطني ودور الإعلام في تعزيز ثقافة الحوار والتسامح، والإعلام الجديد ودوره في الحوار.