بدأ مفاوضون اسرائيليون وفلسطينيون أول محادثات بينهما منذ ثلاث سنوات مساء الاثنين في مسعى ترعاه الولاياتالمتحدة ويأمل وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان ينهي الصراع بين الجانبين على الرغم من الانقسامات العميقة بينهما. واشنطن (رويترز) وبدأ معاونون بارزون لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المحادثات حول مائدة إفطار رمضانية أقامها كيري في مقر وزارة الخارجية الاميركية. وحث كيري الاسرائيليين والفلسطينيين على التوصل "لحلول وسط معقولة". لكن بدا واضحا من بعض التصريحات العلنية بشان جدول موضوعات المحادثات التي من المتوقع ان تستمر تسعة اشهر ومن تعليقات للرئيس الفلسطيني محمود عباس انه توجد خلافات كبيرة حول قضايا مثل الحدود والامن. وقال كيري وقد جلس الي جواره مارتن انديك مبعوثه الذي عينه حديثا لعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية وهو سفير سابق لدى اسرائيل "ليس سرا أن هذه عملية صعبة. لو كانت سهلة لكانت حدثت قبل وقت طويل." واضاف كيري قائلا "توجد خيارات صعبة كثيرة امام المفاوضين وامام الزعماء ونحن نسعى الي حلول وسط معقولة لقضايا صعبة ومعقدة ومفعمة بالمشاعر والقيم الرمزية." وضم الوفد الاسرائيلي في المحادثات تسيبي ليفني وزيرة العدل واسحق مولخو وهو مساعد مقرب لنتنياهو. وفي الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ومحمد اشتيه. وعبرت ليفني عن بعض الامل بشان المحادثات قائلة "هذا ليس معروفا نسديه للولايات المتحدة او للفلسطينيين.. هذا شيء نحتاج الي ان نفعله." وتسعى الولاياتالمتحدة للتوسط في اتفاق يتعلق بحل الدولتين تقوم بموجبه بشكل سلمي الى جانب دولة اسرائيل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. وتشمل القضايا الرئيسية التي يلزم حلها لانهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 60 عاما قضايا الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. ويعتبر استئناف محادثات السلام إنجازا لكيري الذي قام بست جولات الي المنطقة في الشهور الأربعة المنصرمة ليقنع الطرفين بذلك. وحث الرئيس الاميركي باراك أوباما الجانبين في بيان على التفاوض بنية حسنة. وقال "الطريق لا يزال يحتاج إلى عمل شاق. وأنا متفائل بأن الاسرائيليين والفلسطينيين سيدخلون هذه المحادثات بنية حسنة وبتركيز وعزيمة قويين. "الولاياتالمتحدة مستعدة لدعمهم طوال المفاوضات." واشار انديك الذي عمل في السابق مبعوثا رفيعا لأميركا للشرق الأوسط وعمل مرتين سفيرا لبلاده لدى "اسرائيل" الى ان أحدا لم يتوقع تقريبا نجاح كيري حين بدأ جهوده لاحياء المفاوضات هذا العام. وقال انديك موجها حديثه الي كيري "لقد قبلت التحدي حين كان معظم الناس يرون انك في مهمة مستحيلة." وانديك خبير بالجهود الاميركية لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. فقد كان مسؤولا رفيعا في ادارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون التي أشرفت على قمة فاشلة في 2000 تفجرت بعدها أعمال العنف في "اسرائيل" والأراضي الفلسطينية. وانهارت المحادثات المباشرة السابقة في 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الأرض المحتلة. وخلال المحاولات السابقة لحل الصراع الممتد منذ عقود سعى المفاوضون لتجنب الوصول لطريق مسدود واندلاع أعمال عنف من خلال تناول خلافات أقل حدة أولا وتأجيل القضايا الصعبة مثل مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقال سيلفان شالوم الوزير الاسرائيلي والعضو في حزب ليكود اليميني لراديو الجيش الاسرائيلي إنه سيجري هذه المرة "التفاوض في ذات الوقت على كل القضايا التي تمثل محور أي اتفاق دائم." وقال ياسر عبد ربه المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية إن خطاب الدعوة الذي أرسلته الولاياتالمتحدة لحضور محادثات واشنطن لم يحدد أي الخلافات التي سيجري بحثها. لكن عبد ربه قال لإذاعة صوت فلسطين "من حيث المبدأ صحيح أن يبدأ البحث في قضايا الحدود والأمن." ووافقت الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد على الإفراج عن 104 سجناء فلسطينيين في قضايا أمنية على مراحل فيما وصفته بأنها بادرة على حسن النوايا. وما زال آلاف آخرون قابعين في السجون الاسرائيلية. وقال كيري لدى اختياره انديك انه اختار شخصا له دراية عميقة بالمنطقة ويحظى بثقة الجانبين. / 2811/