الغارديان: الحكومة المؤقتة تريد إعادة مصر إلى عصر مبارك مصر.. آشتون تغادر وتكتفي برفض العنف والدعوة لمشاركة الجميع في صنع المستقبل.. الأربعاء 31 يوليو-تموز 2013 الساعة 10 صباحاً أخبار اليوم/ متابعات انطلقت مسيرات لمؤيدي الرئيس المصري المعزول/ محمد مرسي, مساء أمس الثلاثاء, في عدة مدن مصرية تحت اسم "مليونية شهداء الانقلاب", والتي تتظاهر أمام منشآت أمنية وعسكرية, أبرزها مقر المخابرات الحربية بالقاهرة. ورفع المشاركون في تلك المسيرات صوراً لمرسي ولافتات كتبوا عليها شعارات تدعو لإعادته إلى منصبه.. ففي القاهرة، انطلقت مسيرة أنصار مرسي من مسجد رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، حيث يعتصمون منذ 33 يوما باتجاه مقر المخابرات الحربية (على مسافة أقل من 2 كيلو متر من ميدان رابعة)، التي كان يرأسها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قبل توليه منصب وزير الدفاع والانتاج الحربي. وحلقت طائرات مروحية تابعة للجيش فوق ميدان رابعة العدوية بالتزامن مع تحرك المسيرة، بعد أن توقف تحليق الطائرات فوق الميدان خلال زيارة كاثرين اشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي للقاهرة التي استمرت يومين واختتمتها أمس. وحمل المشاركون في المسيرة نعوشاً رمزية وضعوا عليها صوراً لقتلى سقطوا في أحداث "النصب التذكاري" التي وقعت فجر السبت الماضي. وخلفت تلك الاشتباكات 88 قتيلاً, بحسب وزيرة الصحة المصرية مها الرباط، فيما قال المستشفى الميداني برابعة العدوية الذي يديره المعتصمون إن الاشتباكات خلفت 127 قتيلاً و4500 جريح. وحاولت مسيرة نسائية التوجه إلى مقر وزارة الدفاع بالعباسية, لكن قوات الجيش أغلقت الشوارع المؤدية إليها ومنعت اقتراب المسيرة منها.. كما خرجت مسيرة نسائية من ميدان النهضة باتجاه مقرات السفارات العربية والأجنبية بالعاصمة المصرية. وتظاهرت مئات من السيدات والفتيات المصريات، بعد ظهر أمس الثلاثاء، أمام سفارة الإمارات، تنديداً بما اعتبرنه تأييداً من الإمارات للانقلاب العسكري على الشرعية والرئيس المنتخب. ورددت المشاركات فيها هتافات تستنكر تأييد حكومات بعض الدول العربية والغربية لما وصفوه بالانقلاب على الشرعية، وحملت مجموعة من المتظاهرات نعوشاً رمزية دلالة على ما اعتبرنه شهداء الشرعية الذين قضوا على يد عناصر الجيش والأمن. وعزَّزت عناصر الجيش والشرطة من وجودها حول مبنى السفارة، بينما تعطلت حركة المرور في المنطقة. من جانب آخر قالت ممثلة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إن كاترين آشتون، الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، لم تنسحب من المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس مع محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري المؤقت للعلاقات الدولية. جاء ذك في بيان مقتضب من ممثلية الاتحاد في القاهرة رداً على تقارير صحفية محلية ذكرت أن المسؤولة الأوروبية انسحبت من المؤتمر المشترك مع البرادعي، دون أن توضح تلك التقارير صراحة أسباب انسحابها. وذكر البيان أن "آشتون اضطرت لمغادرة المؤتمر مبكراً، للتوجه إلى المطار لتلحق برحلتها الجوية التجارية، وهذا ما كان متفقا عليه مسبقًا مع البرادعي". وغادرت آشتون المؤتمر الصحفي الذي عقدته مع البرادعي, وقالت "إنها مضطرة لذلك لكي تحلق بطائرتها". واضطر نائب الرئيس المصري لاستكمال المؤتمر بمفرده، مكتفياً بسؤالين من الصحفيين ليعلن بعدها انتهاء فعاليات المؤتمر. وقال البرادعي, أثناء المؤتمر الذي عقد ظهر أمس في القاهرة, إنه يرحب بأي جهد أو مساعدة دولية لمساعدة المصريين. وأضاف أن هناك تحديات بالطبع تواجهها وحلها يجب أن يكون بأيدي المصريين، ولكن في نفس الوقت مرحب بأي جهد أو أي مساعدة دولية من أجل مساعدة المصريين. من ناحيتها أكدت أشتون على ضرورة مشاركة الجميع في أن يجدوا طريق المستقبل، قائلة إن "عملية تشمل الجميع هي الخريطة المثلى التي سوف تصلح"، رافضة استخدام العنف خارج إطار القانون.. منوهة بأنها ستأتي مرة أخرى لمصر لدعم الديمقراطية. وكان وفد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الدموي التقى السيدة كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوربي، و أكد الوفد على موقفه الرافض للانقلاب العسكري وتمسكه بالشرعية الدستورية، وأن التعاطي السياسي مع الأزمة إنما يكون على أرضية الشرعية الدستورية في ضوء المبادرات الجادة التي تنطلق منها، والتأكيد أن عودة الرئيس هي أساس الحل، كما أكد التحالف على رفض الانقلاب، وإلغاء ما ترتب عليه من آثار في حقِّ الشعب المصري، والوقف الفوري لأعمال الإبادة والقتل والاعتقال من قبل قادة الانقلاب الدموي العسكري. وأكد التحالف أن الشعب المصري لن يغادر الشوارع والميادين حتى تعود الشرعية الدستورية ويستعيد الوطن مساره الصحيح، كما أعلن التحالف ترحيبه الكامل بزيارة كل المنظمات الحقوقية الدولية لمختلف أماكن الاعتصام، مؤكدين سلمية فعاليات التحالف بعيداً عن كل ما يتردد من أكاذيب مختلقة ورافضًا لكل الاتهامات الملفقة التي توجه إلى المعتصمين السلميين. وعلى صعيد متصل بالتناولات الإعلامية الغربية للأوضاع في مصر فقد كتبت صحيفة غارديان البريطانية أن الحكومة المؤقتة اتهمت يوم الاثنين بمحاولة إعادة البلاد إلى عصر مبارك بعد إعلان وزارة الداخلية عن إحياء عدة وحدات شرطية مثيرة للجدل، منها مباحث أمن الدولة، كانت قد أغلقت نهائيا عقب ثورة 2011 كما تم منح رئيس الوزراء المؤقت سلطة وضع البلاد في حالة الطوارئ. وأشارت الصحيفة إلى أنه عقب مذبحة السبت الماضي التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 83 إسلامياً أعلن وزير الداخلية محمد إبراهيم إعادة تلك الوحدات بأسمائها القديمة، وأضاف أن ضباط الشرطة المتمرسين الذين تم تنحيتهم منها سيعودون إليها. وترى الصحيفة أن خطوة وزير الداخلية توحي بأنه استغل عزل محمد مرسي والزيادة المفاجئة في تأييد الشرطة المصرية كذريعة لإعادة تطبيق ممارسات ما قبل 2011. من جانبها قالت مجلة دير شبيغل الألمانية إن الرئيس المصري المعزول/ محمد مرسي تعرض خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لاستجوابات يومية مكثفة من قبل جهاز المخابرات الحربية المصري الذي يتولى حصريا عملية احتجازه. وقالت المجلة -استناداً لمعلومات من مصادر عسكرية مصرية وصفتها بالنافذة- إن مرسي البالغ 61 عاماً قد تم استجوابه مرة واحدة يوميا على الأقل لساعات متواصلة. وقد وصل طول بعض الاستجوابات إلى خمس ساعات متصلة، وأشارت إلى أن المحققين مارسوا عليه ضغوطاً بمواجهته بمكالمات هاتفية مسجلة له ووثائق تتعلق بفترة رئاسته لمصر. وأوضحت المجلة "أن مرسي الذي تحول من الصمت في البداية إلى الإجابة الحذرة على الأسئلة الموجهة إليه، رد ذات مرة بغضب على المحققين واستغرب من جدوى هذه المكالمات والوثائق، بينما هم يمتلكون أشرطة فيديو توثق كل ما قام به من أول أيام رئاسته إلى يوم الإطاحة به من منصبه". وذكرت المجلة أن مرسي يمضي وقته في الصلاة وقراءة القرآن والدعاء لله، وأشارت إلى أن السلطات الجديدة في القاهرة تبدو عاقدة العزم على محاكمة الرئيس المصري المعزول للتدليل على نقله معلومات تتعلق بالدولة إلى مجموعات إسلامية.. ونقلت عن شخصية عسكرية قولها "إذا كنا قد قدمنا (حسني) مبارك وهو واحد منا للمحاكمة، فلماذا لا نفعل الأمر نفسه مع مرسي". ولفتت دير شبيغل إلى أن أسئلة المحققين لمرسي لم تقتصر على علاقته بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بل شملت الأسئلة استفسارات حول رحلاته الخارجية وعلاقته بإسلاميين في الخارج. وذكرت المجلة الألمانية أن مرسي القابع شكلياً في الحبس الاحتياطي بتهم تتعلق بالقتل والعلاقة مع حماس، تم نقله ثلاثة مرات على الأقل بواسطة عربات مصفحة ووسط حراسة مشددة إلى أماكن تابعة لوزارة الدفاع المصرية، ونوهت بأن مرسي ظل حتى الجمعة الماضي بمقربة من القاهرة في مكان كان يفترض أن ينتقل منه إلى سجن غير عسكري.