رحل، وبقيت ذكراه عبقًا، يتنفسه أحبته من بعده، توارى جسده وطيفه يبرق في العيون، وصورته منقوشة في الذاكرة.. رحل الحبيب «المهندس معتز خاشقجي»، رحل بقلبه الطيب الحنون، وروحه النقية، وتعامله الإنساني الراقي.. رحل، وقلوب من عرفوه تنبض بصدق محبته، قبضت روحه الطاهرة وصعدت إلى بارئها صائمةً لله إيمانًا واحتسابًا؛ لتطرق -بإذن الله- باب الريان. عاش «معتز» بارًا بوالديه، واصلًا لرحمه، عطوفًا على الصغير، موقرًا للكبير، يشهد له القريب والبعيد بنبل الخلق، وحسن العشرة.. عاش مشاركًا لأصدقائه في الفرح والترح، سريع التأثر بأحوال المرضى والمعوزين.. ليس غريبًا على معتز أن يكون بمثل هذه الصفات، فقد تربى في أحضان والده الشيخ حسن رحمه الله، وعمل في عدة مناصب، وكان أول مدير لمحطة تلفزيون المدينة «أيام الأسود والأبيض»، وقد كان محبوبًا من موظفي المحطة، ثم ترك العمل الحكومي وعمل مسؤولا في دلّة، ثم انتقل للأعمال الحرة. في شهر شعبان اتصل بي حين كنتُ في إجازتي الخارجية ليطمئن عليَّ، وما علمت أن اطمئنانه هو الوداع.. رحمك الله يا «أبا معتصم» رحمة واسعة، رحمك الله يا أخي الكبير، فقد رماني رحيلك بين أحضان الفراق.. وسأستقبل عيدي هذا العام مرددًا بيت «أحمد بن الحسين المتنبي» بعد أن أحرِّفه على طريقتي الخاصة: عيدٌ بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ أما الأحبةُ ف»الأجداثُ» دونهمُ وليس دونهمُ يا «أحمدُ» البيدُ جبر الله مصابنا فيك أبا معتصم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: «إنا لله وإنا إليه راجعون». عبدالرزاق أسعد نجدي – جدة