صاحب القلب الكبير، صاحب الوجه النضير، يا صدر الحنان، والزوج الحبيب، والأب المثالي، لو كان للحب وسامًا فأنت بالوسام جدير.. يا صاحب القلب الكبير.. صعبت علينا لحظات فراقك.. لحظات وداعك.. كنت لنا الأب الحنون، الوالد المعطاء، كنت لنا نور الحياة ونور البيت.. رحمك الله يا زوجي وأدخلك فسيح جناته. في ليلة السبت الساعة الواحدة صباحًا فجعت بخبر وفاة زوجي ورفيق دربي، فاجعة حبست لها الأنفاس، وخفقت لها القلوب، وتدفقت فيها المشاعر.. فاجعة عجزت أمامها الكلمات والمشاعر.. يا لها من ليلة حزينة، تأملت وجهه الطيب وقد فارق الحياة.. تمنيت أن يرجع ولو للحظة واحدة فقط كي أُقبِّل جبينه الطاهر، الذي ما عرف الخداع ولا المكر.. رأيته والنور يشع من وجهه، مات وهو ينزه الله.. وهو يسبح.. بكيت عليه بحرقة.. بألم، وقلت بصوتٍ مرتفع رحلت يا شوقي.. رحلت يا حبيبي.. كيف لا وهو الزوج الحنون والأب العطوف، رحل وبقيت معي ذكرياته الجميلة وحبه وحنانه. كان نعم الزوج لزوجته، والحبيب لحبيبته.. لله دره.. يحرص على إرضائي وإسعادي. كان نعم الابن البار لأمه، يقول لها ارضِ عني يا أمي، فرضاك سبب دخولي الجنة. كان ذا خلق جم مع الآخرين.. لم يجرح أحد قط في حياته، حتى إذا ظلمه أحد أو أخذ حقه لم ينتصر لغضبه، بل يعفو ويسامح. كان نعم الأب المربي لأبنائه، إذا أخطأ أحدهم يأخذه جانبًا ويوبّخه حتى لا يفقده احترامه بين إخوته، ولم يضرب أحدًا منهم، قط وكان يشاركهم في لعبهم. كان صبورا في مرضه، عانى الكثير لكن كان صابرا شاكرا يحمد الله دائمًا.. في جنازته حضر الكثيرون بل المئات للصلاة عليه حتى قال البعض: (هل مات أحد من العلماء)، ولم ينسَ -رحمه الله- شعره، فقد كتب قصيدة قبل موته بيومين يقول فيها: إلا هي.. عطرت ذكراك نفسي وأيقظت كوامن جوارحي وكياني وهفت إليك الروح تلتمس النور وفيض من الإيمان يا سيدي يا خالقي يا مبدع سجدت لوجهك الأكوان في ظلمة الليل أريق الدمع مسكوبًا أرجو رحمة الرحمن إلا هي.. توبة رجوتها ومن سواك يقيل عثرة العاني رحمك الله رحمة واسعة يا أبا خالد، وأدخلك جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؛ وحسن أولئك رفيقا. فاطمة اليافعي «أم خالد» – جدة