تسابقت القنوات في عرض أفضل مسلسلاتها الدرامية والكوميدية خلال شهر رمضان لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين، حيث تكثر في موسم الشهر المبارك المسلسلات والبرامج، التي يتم العمل لها خلال عام كامل لتعرض للمشاهد خلال الشهر الفضيل وتلبي طموحاته. واعتبر غالبية المتابعين والمشاهدين للمسلسلات السعودية أنها لم تقدم شيئًا جديدًا هذا العام، بل وقعت في فخ التكرار والسطحية في معالجة الأمور، حتى أنها أحيانًا وصلت إلى مرحلة الاستخفاف بعقول المشاهد من ناحية طرحها لعدد من القضايا غير الواقعية وغير منطقية ولا يصدقها عقل. من جهتة، قال الكاتب فاضل العماني إن المسلسلات السعودية في رمضان هذا العام واصلت استخفافها بعقول ومزاج المشاهد السعودي، الذي فقد الثقة بالكثير من هذه الأعمال الساذجة التي لا تقدم المتعة أو الفائدة أو التجربة.. ومشكلة الدراما السعودية، بل الفن السعودي على وجه العموم، قضية شائكة ومعقدة، تبدأ أساسًا من النظرة المتدنية للفن بمختلف أشكاله ومستوياته، وذلك لأسباب مفتعلة وغير مبنية على قناعات، سواء دينية أو اجتماعية، فالفن ليس مجرد مشاهد أو مواقف أو خط درامي، بل هو كل ذلك وأكثر، فهو صناعة قائمة بذاتها لها آلياتها وأدواتها وصنّاعها وتفاصيلها الكثيرة، والمشاهد السعودي بكل صراحة أدرك الدرس جيدًا وأصبح يُجيد تحريك بوصلة الريموت كنترول باتجاه الشرق والغرب وفي كل الاتجاهات، التي تقدم المسلسلات والبرامج والمنوعات الممتعة والمنفذة بحرفية ومهنية عالية، والتي لا يجدها في التلفزيون السعودي، الذي يستمر في خسارة مشاهديه كل رمضان، فما تقدمه القنوات السعودية المحلية - بكل أسف- لا يرقى لفكر ومزاج وتطلع المشاهد السعودي، والذي يُعتبر الرقم الصعب في سوق الإنتاج الفني. ورأى نواف سلطان الطيار أن مسلسلات رمضان السعودية عبارة عن: «برطم، صوت كعب، طلاق، كف، الباب يوسع جمل، أكتب الحلال باسمي، عمر الظفر مايطلع من اللحم»!. وكتب عبدالعزيز الداغستاني عبر حسابة في تويتر: أن غالبية برامج ومسلسلات الفضائيات العربية لا تليق بشهر رمضان المبارك.. وأوضح محمدالحميد أنه حتى الآن لم تخرج المسلسلات السعودية من عباءة «طاش ما طاش» ولازالت تفتقر للنص الجيد. وقال خالد الصالح: أغلب المسلسلات والأفلام العربية تحوي قصة حب، هل لهذه الدرجة يوجد لدينا فائض بالحب أو نقص حاد بالحب انعكس على إنتاجاتنا الفنية؟ وكتبت منال محمد عبر حسابها في تويتر: «أرملة، مطلقة، عانس... ألفاظ لا تسمعها سوى في المسلسلات العربية.. نتاج مجتمع يعشق تصنيف الناس بما يؤذيهم». وعلقت سهى الواكد: غالبية المسلسلات السعودية أصابتني بالغثاء، وأضافت: حدد لي برنامجًا أو عملًا دراميًا واحدًا يستحق أن نقول عنه جديد ومتميز!! لا أقول إن الجميع سيئ، لكن الجيد منه لم يكن جديدًا، فالأعمال والبرامج بصفة عامة متشابهة إن لم تكن مكررة ولا جديد فيها. وأعتبر خالد الناصري أنه لو لاحظنا أن غالبية مسلسلاتنا لم تقدم شيئًا يحترم عقول المشاهدين، بل دأبت على الاستخفاف بها، فمثلًا مسلسل «شباب البومب» غالبية الفاظ الممثلين سوقية وغير جيدة بأن أجعل أطفالي يشاهدونها، وكذالك مسلسل «سكتم بكتم» تهريج، و»كلام الناس» استنساخ ل «طاش» و»هذا حنا» يأتي بالغثيان، ولم أرى مسلسلًا سعوديًا يستحق المشاهدة.